كسرت عمليات الاندماج والاستحواذ عالميًا حاجز 5 تريليونات دولار لأول مرة على الإطلاق، حيث ارتفعت أحجام العمليات بنسبة 63% لتصل إلى 5.63 تريليون دولار بحلول 16 ديسمبر، متجاوزة الرقم القياسي الذى تم تحقيقه خلال عام 2007 البالغ 4.42 تريليون دولار .
ووفقا لشركة Dealogic تصدر قطاعا التكنولوجيا والرعاية الصحية، الحصة الأكبر في عمليات الاندماج والاستحواذ، وحققا مستوي قياسي خاصة مع تدني العمليات خلال العام الماضي فى 2020 بسبب جائحة كورونا .
وصل حجم الصفقات الإجمالية في الولايات المتحدة إلي 2.61 تريليون دولار في عام 2021، بينما قفزت الصفقات في أوروبا بنسبة 47% لتصل إلى 1.26 تريليون دولار، وارتفعت في منطقة آسيا والمحيط الهادئ 37% إلى 1.27 تريليون دولار.
تم الإعلان عن عدد كبير من الصفقات لهذا العام والتى منها صفقة شركة الاتصالات الأميركية، AT&T بقيمة 43 مليار دولار مع شركة Discovery للإعلام، وعرض شراء حصة أغلبية بقيمة 34 مليار دولار في شركة الإمدادات الطبية Medline Industries، من قبل تحالف استثماري يضم بلا كستون، ومجموعة كاريل وHellman & Friedman
وفي مايو الماضي أيضا، استحوذت الشركة الوطنية الكندية للسكك الحديدية على شركة KCS الأميركية للسكك الحديدية مقابل 30 مليار دولار.
كما قدمت شركة KKR الأميركية عرضًا لأكبر مشغل اتصالات في إيطاليا، Telecom Italia، حيث قيمته بنحو 40 مليار دولار بما في ذلك صافي الدين فيما سيُصنف على أنه أكبر عملية شراء أسهم خاصة على الإطلاق.
خلال هذا العام، سارعت الشركات لجمع الأموال من عروض الأسهم أو السندات، واستغلت الشركات الكبيرة أسواق الأسهم المزدهرة لاستخدام أسهمها كعملة استحواذ، بينما انقض الرعاة الماليون على الشركات المدرجة في البورصة.
و أعطت أرباح الشركات القوية والنظرة الاقتصادية الشاملة المشرقة الرؤساء التنفيذيين الثقة لمتابعة صفقات تحويلية كبيرة، على الرغم من الرياح المعاكسة المحتملة مثل الضغوط التضخمية.
ووفقا لموقع فوربس الشرق الأوسط قال الرئيس المشارك لعمليات الاندماج والاستحواذ الأميركية في مورجان ستانلي، توم مايلز، إن أسواق الأسهم القوية هي المحرك الرئيسي لعمليات الاندماج والاستحواذ، موضحًا أرتفاع أسعار الأسهم، يتوافق ذلك عادةً مع نظرة اقتصادية إيجابية وثقة عالية بالرئيس التنفيذي وتشجعه على عمليات الاستحواذ.
بعد عام من عمليات الإغلاق، دفعت البنوك الاستثمارية الكبرى في وول ستريت صانعي الصفقات لمقابلة المزيد من العملاء شخصيًا للفوز بتفويضات مربحة لدمج الشركات أو الدفاع عنها ضد غارات المستثمرين النشطاء.
وتوقع الرئيس المشارك العالمي لعمليات الاندماج والاستحواذ في دويتشه بنك، بيرتهولد فويرست، أن تتجاوز رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية العالمية 100 مليار دولار خلال هذا العام، وأكد وجود طلب غير مسبوق على كل منتج من المنتجات المصرفية الاستثمارية تقريبًا.
وبعد هذا العام الذي حطم الأرقام القياسية، يتوقع المصرفيون جولة مكافآت وفيرة في أوائل عام 2022، كما أثبتت عمليات تفكيك إمبراطوريات الشركات والتكتلات أيضًا أنها عمل مربح للبنوك الاستثمارية.
وفي النصف الثاني من العام، كانت جنرال إلكتريك وجونسون آند جونسون وتوشيبا من بين الشركات الكبيرة التي أعلنت عن خطط لتقسيم أعمالها الأساسية وتفكيك عدة وحدات.