شبكة الجيل الخامس تساهم في تخطي الحواجز وتعمل على إعادة تشكيل مستقبل الألعاب

فضلاً عن الجانب المسلي والممتع لها، تطورت الألعاب لتصبح جزءاً أساسياً من حياة الإنسان، لقدرتها على تعزيز الإبداع وتحسين الذكاء العقلي وتقليل التوتر. وقد بدأت هذه الرحلة بصالات الألعاب (arcade) في سبعينيات القرن الماضي، وتطورت حتى الآن بشكل تجاوز كل ما تخيلناه على الإطلاق. وقد تغير المشهد بشكل لا يصدق منذ التسعينيات، عندما ظهرت الألعاب عبر الإنترنت، وحتى عصر الهواتف الذكية المدعومة بشبكات الجيل الثالث والرابع. وباتت تجربة ألعاب الفيديو اليوم تتميز بدمج الواقع الممتد (الواقع الافتراضي والواقع المعزز)، مما يدفع الحدود أكثر نحو ما كان يعتبر في السابق ضرباً من الخيال.

ولا نذيع سراً إذ نقول بأن كل مرحلة من مراحل هذا التطور ترتبط بشكل معقد بقدرات الاتصال. والآن، مع ظهور شبكة الجيل الخامس، فإننا نقف على أعتاب ثورة غير مسبوقة في عالم الألعاب. وعلى عكس أجيال الشبكات السابقة التي قيدت إمكانية تجارب الألعاب الغامرة بسبب محدودية السرعة والقدرات، فإن ظهور الشبكات المنزلية عالية السرعة واتصال الجيل الخامس قد حطم هذه الحواجز كلياً، إيذانًا بعصر جديد يمكن فيه أن تربط الألعاب متعددة اللاعبين بسلاسة بين أصدقاء ولاعبين في جميع أنحاء العالم. وكل ذلك من خلال هواتفهم الذكية.

ووفقاً لتقرير أعدته شركة جراند فيو للأبحاث (Grand View Research)، فإن سوق ألعاب الفيديو يمضي قدماً للوصول إلى 583.69 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030. ويرتبط هذا النمو الكبير بتقنيات الألعاب المتطورة التي تعيد تشكيل مستقبل الألعاب بشكل جذري. وتتصدر تقنية الجيل الخامس هذه الثورة التكنولوجية، إذ أنها تمثل قوة تحويلية تعمل على تعزيز تجارب الألعاب والانتقال بها إلى مستويات غير مسبوقة.

قيمة رائعة للاعبين

أما بالنسبة للمستهلكين، فإن زمن الاستجابة المنخفض لشبكات الجيل الخامس، والنطاق الترددي العالي، وزيادة معدلات نقل البيانات يساهم بتقليل زمن التأخير للألعاب متعددة اللاعبين عبر الإنترنت، مما يجعل التفاعلات بينهم أسرع بكثير. وتعمل هذه التقنية على تسهيل الألعاب السحابية من خلال دعم البث المباشر للألعاب كثيفة الرسوميات من السحابة، مما يقلل الاعتماد على وجود أجهزة محلية قوية. وتعمل قدرات شبكة الجيل الخامس أيضاً على تشغيل ألعاب الواقع المعزز والافتراضي، حيث يساهم زمن الاستجابة المنخفض وسرعات البيانات العالية في توفير تجارب غامرة بشكل أكبر. وتساعد الألعاب السحابية القائمة على شبكة الجيل الخامس في الأساس على إنشاء بيئة ألعاب غامرة وكاملة تجعل اللاعبين يشعرون بأنهم جزء من اللعبة.

الفرص التجارية لمزودي الخدمات

هذا وتخلق الألعاب أيضًا فرصًا تجارية رائعة لمزودي الخدمات، بالتعاون مع منظومة الألعاب الأوسع. ويضيف تقطيع شبكة الجيل الخامس قدرة تحكم إضافية في الأداء لضمان أفضل تجربة للمستخدم، وهو ما يرغب فيه العديد من اللاعبين، وبالتالي يتيح هذا الأمر لمزودي الخدمات تقديم عروض متميزة للاعبين، وهذه إحدى الطرق التي يمكن لمزودي الخدمة من خلالها تحقيق مكاسب من شبكة الجيل الخامس. وتمثل الزيادة المتوقعة في الألعاب السحابية إمكانات كبيرة لمزودي الخدمات، حيث يمكنهم توفير العديد من القدرات وتحقيق الدخل منها، مثل تقطيع الشبكة والحوسبة الطرفية.

ويتوقع تقرير صادر عن إريكسون وشركة inCode حول الألعاب السحابية القائمة على شبكة الجيل الخامس، حدوث زيادة إجمالية في إيرادات الخدمة بنسبة 4% بحلول نهاية هذا العقد، على خلفية تبني شرائح ألعاب بين قطاعات الألعاب المستهدفة.

وانطلاقاً من مكانتنا الرائدة في مجال تقنية الجيل الخامس، فإننا فخورون جداً لاستعراض قدراتنا في الألعاب السحابية المدعومة بشبكة الجيل الخامس المستقلة مع HADO، بالتعاون مع شريكنا stc play، في مؤتمر LEAP بالمملكة العربية السعودية. ويوضح هذا العرض التوضيحي كيف يمكن أن يساعد دمج شبكة الجيل الخامس المستقلة والألعاب السحابية على أجهزة الواقع المعزز، التي تنطوي على التعاون وتتمتع بمستويات نشاط عالية ودقة ثلاثية الأبعاد في بعض الأحيان، في تلبية المتطلبات الكبيرة على الشبكة.

وجدير بالذكر أن شبكة الجيل الخامس تمتلك القدرة على إحداث ثورة في صناعة الألعاب، إذ أنها توفر بنية تحتية أسرع وأكثر موثوقية وزمن استجابة أدنى لإنشاء تجارب ألعاب ممتعة وغامرة بشكل أكبر. وهكذا فقد بتنا اليوم في عصر الألعاب السحابية لشبكة الجيل الخامس، والذي يتم فيه كسر جميع الحواجز، وتشكيل مستقبل لا تعرف فيه الألعاب أية حدود.

 

بقلم شفيق طرابلسي، نائب الرئيس ورئيس وحدة خدمات الشبكات في إريكسون الشرق الأوسط وأفريقيا