قال وليد جمال الدين رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس إن الاستثمارات الصينية تتزايد في مختلف القطاعات بالمنطقة، مما ينبئ بمستقبل واعد ومثمر للشراكة المصرية-الصينية في المناطق الصناعية المحيطة بقناة السويس الحيوية.
وأضاف جمال الدين، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا))، “كنا سعداء للغاية بجذب الكثير من الاستثمارات للمنطقة في العامين الماضيين، بقيمة تزيد عن 6 مليارات دولار أمريكي، 40 في المائة منها جاءت من الصين”.
نمو الاستثمارات الصينية
وأوضح المسؤول المصري أن نحو 160 شركة صينية تعمل في مختلف القطاعات في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مضيفا أن القطاعات التي تغطيها الاستثمارات الصينية تشمل تصنيع الألياف الزجاجية ومواد البناء الجديدة ومعدات البترول ومعدات الجهد العالي والمنخفض والآلات وغيرها.
وقال رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إنه زار الصين عدة مرات خلال الثمانية عشر شهرا الماضية، مشيرا إلى أنه سيقوم بالمزيد من الزيارات إلى الصين في المستقبل القريب لمحاولة جذب استثمارات صينية أخرى للمنطقة خاصة في مجالات صناعة السيارات والأدوية.
وأكد أن زيارة الصين “كانت فرصة عظيمة لعرض الفرص الاستثمارية والنظام البيئي والبنية التحتية والحوافز التي تقدمها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس”.
ويمكن للمستثمرين الصينيين الاستفادة من قرب المنطقة من القناة واتفاقيات التجارة الخارجية التي تتمتع بها مصر مع العديد من التكتلات الاقتصادية، فضلا عن موقع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وتميزها وقربها من الأسواق، بحسب رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
تعد شركة تيدا الصينية العملاقة للتطوير الصناعي شريكا رئيسيا للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حيث طورت مساحة شاسعة من الصحراء في العين السخنة بمحافظة السويس، وأنشأت منطقة تيدا السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر في عام 2008، وجذبت 160 شركة لإنشاء أعمال تجارية ومصانع في المنطقة.
وقال رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إن “العمل مع تيدا مهم للغاية، حيث أن تيدا لديها الآن ما يقرب من 7.2 كيلومتر مربع من الأراضي لإنشاء مناطق صناعية، وقد تم بالفعل استخدام حوالي 5.2 كيلومتر مربع منها للاستثمارات، ومن المتوقع أن تستضيف المساحة المتبقية البالغة 2 كيلومتر مربع استثمارات جديدة قريبا جدا”.
واستطرد جمال الدين قائلا “إننا الآن في محادثات مع تيدا لتوسيع أراضيها بمقدار 3 كيلومتر مربع أخرى لتكون قادرة على استيعاب صناعات جديدة”.
المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومبادرة الحزام والطريق
وأعرب المسؤول المصري عن اعتقاده بأن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وقناة السويس في مصر هما مركزان حيويان لمبادرة الحزام والطريق.
وقال جمال الدين “إنني أعتقد أن مصر بشكل عام والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بشكل خاص ستلعب دورا كبيرا في مبادرة الحزام والطريق”.
وأضاف المسؤول المصري “أننا نعتقد أن التكامل بين مناطقنا الصناعية وموانئنا يساعد في تكامل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس مع مبادرة الحزام والطريق ومساعدة المستثمرين في المنطقة على تحقيق أهدافهم”.
وتابع جمال الدين قائلا إن مبادرة الحزام والطريق تتوافق مع “رؤية مصر 2030” لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرا إلى التقارب بين الرؤى التنموية للقيادتين المصرية والصينية.
منتدى التعاون الصيني-الأفريقي
ومن المتوقع أن يزور جمال الدين بكين في أوائل سبتمبر من العام الجاري لحضور قمة منتدى التعاون الصيني-الإفريقي 2024، والتي من المقرر أن تجمع قادة كل من الصين والدول الأفريقية لمناقشة جوانب مختلفة من التعاون.
وذكر المسؤول المصري أنه “بالنسبة لنا، هذا المنتدى مهم للغاية للتباحث مع شركائنا في أفريقيا حول كيفية تقديم خدمة أفضل لهم”، وكذلك مع المستثمرين الصينيين حول كيفية تقديمهم خدمة أفضل لأفريقيا انطلاقا من مصر.
وأوضح جمال الدين أن مصر يمكنها أن تكون “قاعدة” لقطاعات التصنيع والخدمات الصينية التي تهدف إلى خدمة أفريقيا والوصول إلى الأسواق الأفريقية بسلاسة دون التعقيدات الجمركية.
وقال رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس”إننا نتوقع أيضا أن نقوم بعقد اجتماعات مهمة للغاية خلال القمة، بالإضافة إلى توقيع بعض العقود مع بعض المستثمرين الصينيين المهمين في قطاعات مختلفة”.