قال مسؤول في صندوق النقد الدولي إن النمو الاقتصادي للصين مهم لكل من الاستقرار المالي الصيني والعالمي في وقت يظهر فيه النظام المالي العالمي ضغوطا كبيرة.
وذكر فابيو ناتالوتشي، نائب مدير إدارة الأسواق النقدية والرأسمالية في صندوق النقد الدولي، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) جرت يوم الأربعاء، “أعتقد أن النمو وصفة حاسمة للاستقرار المالي. ولا يمكن أن يكون هناك استقرار مالي بدون نمو، إنها نقطة مهمة للغاية يجب توضيحها”.
وأفاد ناتالوتشي، المسؤول عن تقرير الاستقرار المالي العالمي، أنه “من أجل ذلك فالنمو في الصين مهم للاستقرار المالي الصيني. وكجزء من الاقتصاد العالمي، من المهم استعادة النمو على المستوى الكلي، وكذلك المساهمة في الاستقرار المالي”.
وأشار ناتالوتشي إلى أن الصين لاعب عالمي مهم، نظرا لمساهمتها في النمو العالمي ومشاركتها في السوق المالية العالمية، مضيفا أنه “لذلك من الواضح أن الصين لا بد أن تلعب دورا مهما في محاولة معالجة المخاوف المتعلقة بالاستقرار المالي”.
وتابع أن “ما نراه بشكل أساسي هو نظام مالي، نظام مالي عالمي يتم اختباره من خلال هذه البيئة الجديدة من ارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع التضخم. ولهذا السبب نعتقد أن مخاطر الاستقرار المالي تزداد الآن”.
وبيّن ناتالوتشي أن “السؤال الكبير هو ما إذا كانت أسعار الفائدة والتضخم ستظل عالية، أو ما هو مستوى سعر الفائدة المحدد، أو ما إذا كنا سنعود إلى ما اعتدنا عليه قبل الجائحة؟ وهذا سيؤثر على المخاطرة وكذلك الضعف في النظام المالي”.
وأشار إلى أن هناك حاجة لتحليل ما حدث في القطاعات المصرفية في دول مثل الولايات المتحدة وسويسرا من منظور إدارة المخاطر الداخلية ومن منظور إشرافي ومن منظور تنظيمي.
وقال إنه “من المهم أن نضع في اعتبارنا أن التقييم يجب أن يتم أيضا على المستوى العالمي، نظرا لأن كيفية تصرف بعض هذه المؤسسات المالية لها تأثير وتداعيات في جميع أنحاء العالم”.
وذكر ناتالوتشي أنه ينبغي تعزيز الجهود المتعددة الأطراف للحد من التوترات الجيوسياسية والتشتت الاقتصادي والمالي والذي تم تخصيص فصل له في أحدث تقرير الاستقرار المالي العالمي.
وقال إن “هناك تكلفة يجب أن يكون صانعو السياسات على دراية بها وتأتي هذه التكاليف من حيث تدفقات رأس المال العابرة للحدود ومن حيث صحة النظام المالي العالمي وكذلك من حيث قدرة المستثمرين على تنويع المخاطر. لذا فإن تكلفة التشتت المالي هذا شيء يجب دراسته بعناية فائقة”.
واقترح أن تستمر الهيئات المعنية بالرقابة وبوضع المعايير، مثل مجلس الاستقرار المالي ولجنة بازل للإشراف المصرفي، في تعزيز المعايير التنظيمية المالية العالمية للحد من التشتت المالي.
وسياسة تغير المناخ هي مجال آخر حيث يرى ناتالوتشي أن “التنسيق والتعاون العالميين ونهج التعددية مهمان”.
وقال إن “تغير المناخ تهديد عالمي. وتؤثر سياسة المناخ التي تتخذها دولة واحدة، وسلطة قانونية واحدة على الدول الأخرى أيضا.
كما أن زيادة تغير المناخ تؤثر على الجميع. لذا أرى أن التنسيق بينهم من حيث الاستجابة أمر بالغ الأهمية”.