أطلقت وزارة التعاون الدولي، والوكالة الفرنسية للتنمية، الاستراتيجية القطرية المشتركة حتى عام 2025، تحت عنوان “من أجل الازدهار المشترك”.
وتعد الاستراتيجية القطرية الجديدة بين مصر والوكالة الفرنسية للتنمية “تتويجًا لمرحلة مزدهرة من العلاقات المشتركة، والحوار الموسع الذي تم إجراءه بين الوكالة ووزارة التعاون الدولي منذ بداية عام 2019، بهدف دعم الأولويات التنموية للحكومة، وتوفير التمويلات التنموية والدعم الفني للمشروعات المختلفة”، بحسب بيان لوزارة التعاون الدولي.
وأشار البيان إلى توقيع مذكرة تفاهم في يناير 2019 بين الوكالة الفرنسية للتنمية ووزارة التعاون الدولي، تم تعزيزها في شكل إعلان نوايا بين الوكالة الفرنسية ووزارة التعاون الدولي في ديسمبر 2020، وتفعيلها بالكامل في صورة الاتفاق الحكومي للمساهمة فى تحقيق التنمية وتنفيذ المشروعات ذات الأولوية فى مصر الذي تم توقيعه بين مصر وفرنسا خلال زيارة السيد وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي لمصر في يونيو 2021.
وتستهدف الاستراتيجية القطرية المشتركة حتى عام 2025 طرح رؤية للشراكة قادرة على مواءمة أهداف وأولويات مجموعة الوكالة الفرنسية للتنمية لشمال إفريقيا 2020-2024، مع أولويات التنمية المستدامة للحكومة المصرية والمحددة في رؤية مصر 2030.
كما تشمل المجالات ذات الأولوية التي تم تطويرها في الوثائق الاستراتيجية الوطنية بما في ذلك برنامج عمل الحكومة المصرية 2023-2027 وأجندة أفريقيا 2063 والمبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، فضلا عن أهداف التنمية المستدامة الأممية 2030 واتفاق باريس للمناخ بما يحفز التحول الأخضر في مصر.
وتنفذ الاستراتيجية بالتنسيق الوثيق مع مؤسسة بروباركو Proparco، ذراع تمويل القطاع الخاص للمجموعة، ومع Expertise France، المسئولة عن التعاون الفني.
وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، تقدير الحكومة المصرية للعلاقات المشتركة الوثيقة مع الوكالة الفرنسية للتنمية، بما يعكس قوة العلاقات بين البلدين.
وأعربت المشاط عن تطلعها لأن تثمر الشراكة الجديدة حتى عام 2025 في دعم أولويات الدولة التنموية وتعزيز جهود تحقيق التنمية المستدامة، ودفع خطط الحكومة للتحول إلى الاقتصاد الأخضر، لاسيما في ظل استضافة مصر لمؤتمر الامم المتحدة للمناخ COP27، والجهود الوطنية المبذولة لتعزيز العمل المناخي محليًا وإقليميًا ودوليًا.
وأضافت وزيرة التعاون الدولي أن الاستراتيجية الجديدة تستهدف تحقيق ثلاثة محاور رئيسية هي 1) دﻋﻢ ﺗﻜﺎﻣﻞ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ واﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ واﻹﻧﺘﺎﺟﯿﺔ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ واﻟﻘﺎري، 2) دﻋﻢ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺒﻨﯿﺔ اﻟﺘﺤﺘﯿﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻮطﻨﻲ، و3) ﺗﻌﺰﯾﺰ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻹﻗﻠﯿﻤﯿﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ واﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﻠﻲ.
وتتضمن المحاور الثلاثة الخاصة بالاستراتيجية ركائز أساسية في كل منها، هي: (1) ترسيخ الإدماج وتعزيز الرخاء المشترك؛ و(2) التوفيق بين الأهداف الإنمائية والأهداف المناخية؛ و (3) خلق فرص عمل وتطوير ريادة الأعمال من خلال الابتكار.
وأوضحت المشاط أن وزارة التعاون الدولي ستعمل بالتنسيق مع الجهات الوطنية والوكالة الفرنسية للتنمية على تنفيذ الاستراتيجية الجديدة والمتابعة المستمرة على المحاور المتفق عليها، بهدف تحقيق الاستفادة القصوى من التعاون التنموي لدعم جهود الدولة لتحقيق نمو اقتصادي شامل ومستدام.
وأوضحت أنه سيتم تحديد المشروعات التي يتم تمويلها بالاشتراك مع الوزارات والهيئات الحكومية الوطنية.
ومن جانبه، أكد مارك باريتي سفير فرنسا في مصر، خلال كلمته، اهمية استراتيجية الوكالة الفرنسية للتنمية و دورها الفعال في تطوير العلاقات الثنائية بين مصر و فرنسا.
كما أشار إلى الاتفاقية المشتركة بين مصر وفرنسا، التي تم توقيعها في 2021، والتي تشمل حجم تمويل ميسر من فرنسا يصل الى 2 مليار يورو على مدار الأربع سنوات القادمة.
وتابع: “وبفضل توقيع الاتفاقية الحكومية الدولية بين فرنسا ومصر حتى عام 2025، ستتمكن الوكالة الفرنسية للتنمية من توفير أكثر من 60% من التمويلات التي تهدف الى تحسين الخدمات العامة، وتعزيز الاتصال، والإدماج الاجتماعي، و تطوير البنية التحتية”.
وفي كلمتها، جددت ماري هيلين لوازون، نائب العضو المنتدب لمجموعة الوكالة الفرنسية للتنمية، التزام الوكالة الفرنسية في مصر بالتطوير والتنمية المستدامة.
وأوضحت أن الاستراتجية الجديدة للوكالة الفرنسية في مصر حتى 2025 هي نتاج للتنسيق المستمر مع وزارة التعاون الدولي لتحديد الأوليات و المحاور الرئيسة للوصول إلى هدف الازدهار المشترك.
و أشارت أيضا إلى أن الوكالة الفرنسية للتنمية ستوفر كل جهودها من خلال حلولها الفنية و المالية للوصول إلى الأهداف التنموية في رؤية مصر 2030، حيث أن قدرة الإقراض السيادي السنوية للوكالة الفرنسية للتنمية في مصر تصل إلى 250 مليون يورو ، وهو ما يمثل التزامات تراكمية تصل إلى 1.25 مليار يورو خلال فترة تنفيذ الاستراتيجية.
يذكر أن محفظة التمويل الإنمائي للوكالة الفرنسية للتنمية في مصر منذ بدء عملياتها بلغت نحو 3.1 مليار يورو.