تتطلع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لجذب شركات فرنسية وألمانية جديدة للاستثمار بالمنطقة.
واستقبل يحيى زكي، رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، اليوم الخميس، وفداً تجارياً واستثمارياً يضم كبرى الشركات الألمانية برئاسة الدكتور مارتن هيرنكنيشت، رئيس مجلس إدارة منظمة أعمال الشرق الأدنى والأوسط الألمانية Numov.
ضم الوفد عدداً من رؤساء وممثلي الشركات الألمانية العاملة في مجالات الطاقة المتجددة والتحول الرقمي والتي سبق لها العمل في مصر، بالإضافة إلى عدد من الشركات التي تزور مصر لأول مرة لبحث سبل التعاون مع المنطقة الاقتصادية.
كما استقبلت المنطقة الاقتصادية بنفس الزيارة وفداً من رجال الأعمال الفرنسيين للتعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة بالمنطقة أمام الاستثمار الفرنسي.
وأعرب زكي عن سعادته باستقبال هذا الوفد المتميز من الجانبين الألماني والفرنسي، لافتاً إلى العلاقات الوطيدة بين مصر والجانبين، وخاصة أن هناك استثمارات ألمانية مثل “مركز سيمنز للطاقة وأكاديمية التدريب التقني” بالمنطقة الصناعية، وأخرى فرنسية بداخل المنطقة الاقتصادية متمثلة في مصنع سان جوبان أحد أكبر المصانع العالمية في مجال تصنيع الزجاج الذي يتم تصديره للخارج أيضاً من المنطقة.
وأشار إلى أن هذه الزيارة تعد فرصة لتعزيز آفاق التعاون مع الجانبين وعرض القطاعات الجديدة المستهدفة داخل المنطقة أمام الشركات الألمانية والفرنسية، خاصة تلك المستهدفة صناعات الطاقة النظيفة والمتجددة.
وخلال اللقاء استعرض رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ما تحتويه المنطقة من مناطق صناعية متكاملة في السخنة وشرق بورسعيد إضافة إلى الموانئ التابعة المطلة على البحرين الأحمر والمتوسط، والتي تتميز بموقع جغرافي مميز يربطها مع قناة السويس أهم ممر ملاحي ،والذي من شأنه تعزيز فرص التصدير والاستيراد من وإلى المنطقة وتسهيل الأعمال على المصانع والمشروعات المتواجدة بالقرب من الموانئ.
كما استعرض القطاعات الصناعية المستهدفة من قبل المنطقة الاقتصادية والتي تم تحديدها وفقاً لأولويات الدولة المصرية ومناخ الاستثمار في المنطقة بالتوازي مع احتياجات الأسواق العالمية لتقدم دليلاً وافياً وخطط رفيعة المستوى للمستثمرين.
وفي هذا السياق، أشار زكي ،ضمن عرضه عن المنطقة الاقتصادية، إلى التسهيلات التشريعية والحوافز الاستثمارية والتي تعد أحد المحاور الرئيسية لاستراتيجية 2020-2025 الخاصة بالمنطقة، كما تحدث عن التسهيلات الإجرائية التي تتمثل في خدمة الشباك الواحد التي أطلقت المنطقة الاقتصادية مرحلتها الثانية بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والتي تساعد المستثمرين في إنهاء جميع الإجراءات الخاصة بهم في مكان واحد إلكترونياً، فضلاً عن منح إقامة 5 سنوات للمستثمرين الأجانب وتمتع المشروعات كثيفة العمالة بتيسيرات خاصة.
من جانبه أعرب الدكتور مارتن هيرنكنيشت، رئيس مجلس إدارة منظمة أعمال الشرق الأدنى والأوسط الألمانية Numov، عن سعادته بالتواجد في المنطقة الاقتصادية كونها فرصة للوفد للتعرف على إمكانات المنطقة على أرض الواقع، حيث أبدى أعضاء الوفد اهتماماً كبيراً بالأعمال الجارية في ميناء السخنة أثناء شرح رئيس المنطقة الاقتصادية أعمال التطوير التي تحدث في الميناء، وعن مدى جاهزية الميناء لعملية تموين السفن، وموقعه المميز على البحر الأحمر، كما قام الوفد الألماني والفرنسي بجولة تفقدية لمركز “سيمنز” للطاقة وأكاديمية التدريب التقني والتي تضمنت الورش الخاصة بتدريب وتأهيل العمالة، والأعمال التي تتم خاصة لصيانة مستلزمات ومعدات الأعمال سواء للمصانع المتواجدة محلياً أو في الشرق الأوسط.
وتعد هذه الأكاديمية هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط التي تضمن ورش صيانة وتدريب معاً، وعقب تفقد مركز سيمنز للطاقة، قام رئيس المنطقة الاقتصادية بمرافقة الوفدين لزيارة أحد المصانع الجديدة والمنشأ حديثاً في المنطقة الصناعية بالعين السخنة لصناعات المستلزمات الطبية والذي يبدأ عمليات الإنتاج في أول أبريل المقبل.
وخلال تفقد خطوط الإنتاج الجديدة لمصنع أتيكو للمستلزمات الطبية، قدم المهندس محمد عتيق رئيس مجلس الإدارة شرحاً لمختلف مراحل الإنتاج بدءً من التصنيع واختبارات الجودة مرورًا بالتعبئة ووصولاً إلى التخزين، لافتاً إلى أن غالبية الإجراءات مميكنة وتتم وفقاً لأعلى معايير التحكم في الجودة، كما أوضح مدى سعادة مجموعة أتيكو التي تأسست منذ عام 1885 بالتواجد داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والتي تعد أحد أهم المشروعات القومية الواعدة.
الجدير بالذكر أن الوفدين الألماني والفرنسي تضمن عدداً من أعضاء الشركات العاملة في مجالات النقل والمستلزمات الطبية وتكنولوجيا المعلومات والرقمنة والطاقة الجديدة والمتجددة والخدمات البترولية.
وتأتي هذه الزيارة في إطار العروض المتنوعة والاهتمام البالغ التي تتلقاه المنطقة الاقتصادية من مختلف الكيانات الاقتصادية وذلك من أجل التعاون في عدد من القطاعات الصناعية وخاصة إنتاج الوقود الأخضر، لما تتمتع به المنطقة الاقتصادية من مميزات تؤهلها لأن تصبح المركز العالمي لتصنيع الوقود الأخضر وما تملكه من مناطق صناعية ولوجستية وموانئ تساعدها لأن تكون ليس فقط مركز لإنتاج وتصنيع الوقود الأخضر ولكن أيضاً مركزاً لتموين سفن العالم بالوقود الأخضر مما يسهم ويسرع في عملية التحول للطاقة النظيفة وخفض انبعاثات الكربون في العالم أجمع.