استحوذت أوروبا على 26% من إجمالي صادرات الغاز المسال المصرية خلال العام الماضي.
وصدرت مصر 1.7 مليون طن غاز مسال للقارة العجوز في 2021 تعادل 2% من إجمالي واردات الغاز للأسواق الأوروبية العام الماضي.
وبلغت صادرات الغاز المسال المصرية 6.5 مليون طن في 2021، مقابل 1.5 مليون طن عام 2020، بحسب تقرير أعدته منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك”.
ونمت صادرات الغاز المصرية بنسبة 385% خلال العام الماضي 2021، وهو معدل النمو الأعلى في العالم خلال الفترة المذكورة.
وعزز نمو الصادرات المصرية إعادة تشغيل مجمع الإسالة في دمياط في فبراير 2020 بعد توقف استمر 8 سنوات.
ورفع الأداء البارز لصادرات الغاز المصرية، سقف الطموحات للاستحواذ على حصة أكبر من واردات السوق الأوروبية خاصة مع اشتعال الأزمة الروسية الأوكرانية والتي قد تمتد عقوباتها لاحقًا لتشمل صادرات الغاز الروسي لأوروبا والتي تمثل 18% من إجمالي واردات الغاز لأوروبا.
فرص زيادة صادرات الغاز المسال المصري لأوروبا
“فرض عقوبات على روسيا يخلق فرص تصديرية أفضل لمصر وقطر والجزائر ونيجيريا، لكن الاستفادة من تلك الفرص ليست بالأمر اليسير خاصة لمصر”، بحسب ما أوضحه خبراء ومحللون تحدثوا مع “كابيتال”.
قال محمد سعد الدين، نائب رئيس غرفة البترول باتحاد الصناعات، إن الأزمة الروسية الأوكرانية سترفع الطلب على الغاز المسال المصري في أوروبا بالتزامن مع زيادة أسعاره.
وأوضح سعد الدين لـ”كابيتال” أن نسبة الاستفادة من زيادة الطلب في أوروبا مرهونة بمدى قدرة مصر على تلبية تلك الاحتياجات خاصة أن محطات الإسالة المصرية لها طاقة قصوى لا يمكن زيادة الإنتاج عنها، غير أن مصر مرتبطة بعقود توريد لدول غير أوروبية حتى عام 2025.
وبحسب نائب رئيس غرفة البترول، تصل قدرات محطات الإسالة المصرية في (إدكو ودمياط) إلى 2 مليار قدم مكعب يوميًا، يمكن تصدير جزءًا منها فقط.
وأضاف أن مصر محكومة بالطاقة الإنتاجية لمحطات الإسالة خاصة أنها لا تمتلك خطوط أنابيب غاز لأوروبا مباشرة، بل تقوم بتسييل الغاز الطبيعي وتصديره عبر البحار.
وأشار إلى أن استفادة مصر من الأزمة ستكون عبر زيارة الطاقة الإنتاجية من محطات الإسالة إلى الطاقة القصوى وبيع فائض الإنتاج في مزادات أوروبا بعد استبعاد الكميات المتعاقد عليها.
وذكر أن فرص زيادة حصة مصر في الأسواق الأوروبية ستكون متاحة بشكل أكبر بعد انتهاء التعاقدات الطويلة مع الدول الآسيوية التي تستحوذ على النصيب الأكبر من صادرات مصر.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمجمعي الإسالة (إدكو ودمياط) نحو 12.2 مليون طن سنويًا، بواقع 5 ملايين طن لدمياط و7.2 مليون طن لمجمع إدكو، بحسب تقديرات “أوابك”.
ونجحت مصر في تشغيل كلا المجمعين خلال الربع الرابع من 2021 بكامل طاقتهما التصميمية البالغة 1.6 مليار قدم مكعب يوميًا مستغلة الفائض عن الاستهلاك المحلي بسبب تراجع الطلب على الكهرباء في فصل الشتاء.
وشهد الربع الرابع من 2021 تصدير نحو 0.7 مليون طن من مجمع دمياط ليصل إجمالي الصادرات من المجمع منذ معاودة تشغيله في شهر فبراير 2021 إلى أكثر من 2.2 مليون طن.
واستحوذت الهند وباكستان والصين ومؤخراً تركيا على أكبر شحنات الغاز الطبيعي المسال من محطة دمياط.
وقالت الدكتورة عالية المهدى، عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية سابقًا، إن أحد الإيجابيات التي ستعود على اقتصاد مصر من الأزمة الروسية الأوكرانية تتركز في حصولها على ميزة تنافسية كأحد أهم الأسواق البديلة لتصدير الغاز لأوروبا، خاصة بعد ارتفاع أسعاره.
وأضافت “المهدى” أن اندلاع الأزمة يعطل بالتأكيد صادرات روسيا التي تعد مصدر هام لتصدير الغاز لأوروبا ومن ثم خلق فرصة لمصر بأن تكون أحد البلدان البديلة لتصدير الغاز، خاصة وأن مصر لديها فائض جيد.
وتابعت: في تصوري الجزائر وليبيا ومصر ودول منطقة الخليج كقطر وإيران ستكون الملجأ البديل لاستيراد الغاز بدلا من روسيا، وإن كنت أتوقع أن تكون مصر الأقرب بين هذة الدول لأوروبا.
مصر ضمن أكبر 6 مصدرين للغاز المسال إلى أوروبا
بلغت واردات الغاز المسال لأوروبا نحو 85 مليون طن في 2021.
تصدرت أمريكا قائمة الدول المصدرة للغاز المسال لأوروبا بـ24.2 مليون طن تعادل 31% من إجمالي الواردات، تليها قطر بـ16.2 مليون طن تعادل 21% من الإجمالي.
وفي المركز الثالث جاءت روسيا بـ13.7 مليون طن تعادل 18% من الإجمالي، متفوقة على الجزائر صاحبة المركز الرابع بـ10.2 مليون طن (13% من الإجمالي)، ونيجيريا صاحبة المركز الخامس بـ9 ملايين طن (9% من الإجمالي).
وجاءت مصر في المركز السادس بحجم صادرات 1.7 مليون طن تعادل 2% من إجمالي الواردات.
ونمت صادرات الغاز الطبيعي المسال في السوق العالمي بنسبة 7% خلال العام الماضي، لتسجل نحو 380 مليون طن، مقابل 355.1 مليون طن في 2020.
وتصدرت أستراليا قائمة الدول المصدرة للغاز المسال على مستوى العالم خلال 2021 بصادرات إجمالية 80 مليون طن، متخطية قطر صاحبة المركز الثاني بـ77.4 مليون طن، وأمريكا (71.9) وروسيا (29.3).