قام خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي صباح اليوم الخميس بوضع حجر الأساس للحرم الجامعي الجديد لجامعة سنجور ببرج العرب الجديدة بالإسكندرية.
وأكد وزير التعليم العالي حرص مصر على دعم علاقات التعاون مع أشقائها الأفارقة على كافة المستويات، وتعزيز جهود القارة الإفريقية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
واستعرض عبدالغفار الدور المصري الفاعل في دعم الجهود التنموية التي تقوم بها الدول الإفريقية في مواجهة كافة التحديات.
وأشار إلى أن جامعة سنجور تحظى بدعم كبير من الحكومة المصرية، وأنها لا تدخر جهدًا من أجل تقديم كافة التسهيلات للجامعة لإنشاء مقرها الدائم الجديد على نحو يليق بمصر ومكانتها في القارة الإفريقية، فضلا عن تهيئة المناخ بشكل كامل لتؤدي الجامعة رسالتها وتتوسع في أنشطتها التعليمية التي تخدم أبناء القارة الإفريقية والدول الفرانكوفونية.
ونوه عبدالغفار إلى أن جامعة سنجور تمثل نموذجًا للمؤسسة الأكاديمية التي تسعى دائمًا لتقديم أفضل وجوه الرعاية الأكاديمية والتدريبية لطلابها، وهي إحدى أهم آليات القوى الناعمة المصرية في إفريقيا، حيث تلعب دورًا مهمًا في تعزيز التعاون بين مصر والدول الإفريقية والفرانكوفونية، فضلاً عن دورها المحوري في إعداد كوادر بشرية متميزة تسهم في تنمية القارة الإفريقية، لافتًا إلى أن عدد خريجيها منذ بدء نشأتها عام 1990 يبلغ 3239 خريجًا حتى الآن، منهم 2043 من مقر الجامعة بالإسكندرية، يمثلون 37 دولة و864 من فروع جامعة سنجور بالدول الإفريقية يمثلون 7 دول، و 332 حصلوا على الشهادة بنظام التعليم من بعد، ويشغل الكثير منهم مناصب قيادية في دولهم وبعض المنظمات الدولية.
وأوضح الوزير أن الحكومة المصرية حرصت وبتوجيه مباشر من القيادة السياسية على توفير مقر دائم للجامعة، من خلال تخصيص هذه الأرض في هذه المنطقة المميزة، مؤكدًا أن وجود مقر جديد للجامعة على مساحة مناسبة تستوعب كيان الجامعة اليوم وفي المستقبل، ومعه مدينة جامعية للطلاب، لهو انطلاقة جديدة للجامعة نحو مضاعفة أعداد الطلاب الملتحقين بها سنويًا، وتوسيع قاعدة نشاطها لتشمل عددًا أكبر من الدول الفرانكوفونية في إفريقيا.
ومن جانبه، أعرب مدير المنظمة الدولية الفرانكوفونية عن شكره وتقديره للقيادة السياسية المصرية على مساندة ودعم جامعة سنجور بتحقيق حلمها في توفير مقر دائم لها؛ مما يسهم في مضاعفة الطلاب الدارسين بها، وتعزيز دورها العلمي والتعليمي الهام داخل إفريقيا، مشيرًا إلى مواكبة احتفال منظمة الفرانكوفونية بعيدها الخامسين مع الاحتفال اليوم بوضع حجر الأساس للجامعة، مؤكدًا دعم ومساندة المنظمة للجامعة لدورها الهام في نشر التنمية في إفريقيا.
كما أشار مدير المنظمة الدولية الفرانكوفونية إلى العلاقات القوية بين مصر والمنظمة، والتي أثمرت عن نجاحات كبيرة في مجال التعليم والبحث العلمي، مؤكدًا حرص المنظمة الدائم على تعزيز سبل التعاون الثنائي مع مصر في كافة المجالات.
ومن جانبه وجه د. هاني هلال الشكر للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية والحكومة المصرية على دعم الجامعة وتحقيق حلمها بتوفير مقر دائم لها، والذي يعكس حرص مصر على دعم إفريقيا، خاصة فى مجال التعليم، مشيرًا إلى أن هدف الجامعة هو تأهيل الكوادر الوطنية الإفريقية على مستوى متميز؛ لیكونوا روادًا للتنمية في البلدان الإفريقية الناطقة بالفرنسية، مستعرضًا تاريخ تطور الجامعة منذ نشأتها وفقًا للقرار الجمهورى رقم 272 لسنة 1989 وحتى الآن، ومرورها بأربع مراحل، آخرها عام 2017 والتى بدأت فيها الجامعة التحول إلى أن تكون جامعة رقمية، مشيرًا أن الحرم الجديد للجامعة يمثل انطلاقة خامسة لتكون في مصاف الجامعات الدولية المتميزة.
وأضاف هلال أن الجامعة تمنح درجة الماجستير في التنمية في مجالات الصحة والبيئة، والثقافة، والإدارة، والتعليم والإدارة، وهذه الدرجة معترف بها من المجلس الأعلى للجامعات المصرية واتحاد الجامعات الإفريقية، ويتبع نظام بولونيا الأوروبي المعتمد من الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن الجامعة تستقبل حاليًا حوالي 200 طالبًا من كافة الدول الإفريقية المتحدثة باللغة الفرنسية، وكذلك بعض الدول الأوروبية والآسيوية، بإجمالي حوالي 210 طالبًا كل عامين، ومن المقرر بعد انتقال الجامعة إلى مقرها الجديد سيتم قبول 200 طالب سنويًّا، ليصبح إجمالي عدد طلاب الجامعة 400 طالب، لافتًا إلى أن الجامعة تقدم للطلاب الأفارقة منحًا تشمل نفقات الدراسة، والسكن، والمعيشة، والتأمين الصحي، كما أن الجامعة احتفلت هذا العام بعيدها الواحد والثلاثين لإنشائها.
جدير بالذكر أن جامعة سنجور هي الجامعة الدولية الناطقة بالفرنسية للتنمية الإفريقية، وتم تأسيسها لخدمة قضايا التنمية الإفريقية، وتقوم بدور مهم ومحوري في تدريب الكوادر الإفريقية المنوط بها النهوض بالقارة، وتستضيف مصر مقرها منذ أكثر من ثلاثين عامًا، وقد أُسِّست باتفاقية بين الوكالة الفرانكوفونية ومصر في الإسكندرية عام 1989؛ بهدف تأهيل الكوادر الوطنية الإفريقية على مستوى متميز ليكونوا روادًا للتنمية فى الدول الإفريقية.