قال صيارفة ومتعاملون امس السبت إن سعر صرف الريال اليمني واصل هبوطه الحاد ليصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار وللمرة الأولى في تاريخه، وسط حالة من عجز الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في كبح الانهيار الاقتصادي مع تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية في البلاد.
وفي السوق السوداء وصل الدولار لعتبة 1581 ريالا للشراء، و 1595 ريالا للبيع، لتنخفض قيمة الريال لأدنى مستوى على الإطلاق، مقابل حوالي 1200 ريال المسجل في مطلع أكتوبر.
وهذا أسوأ انهيار لقيمة العملة المحلية في تاريخها ومنذ بدء الحرب في البلاد قبل سبع سنوات.
يُذكر أن هناك بنكان مركزيان متنافسان أحدهما خاضع للحكومة المعترف بها دوليا في عدن والآخر لجماعة الحوثي في صنعاء.
وفقد الريال اليمني أكثر من ثلاثة أرباع قيمته مقابل الدولار منذ اندلاع الحرب مطلع 2015، عندما بدأت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، بتحرير سعر صرف الريال وأصدرت توجيهات للبنوك باستخدام سعر الريال الذي يحدده السوق بدلا من تثبيت سعر محدد وقتها من البنك المركزي عند 250 ريالاً.
وتسبب هبوط سريع للعملة في زيادات حادة بصورة يومية في الأسعار وسط عجز الكثير من اليمنيين عن شراء غالبية السلع الأساسية في عدن ومحافظات جنوب وشرقي البلاد.
واصلت العملة اليمنية هبوطها مطلع الشهر الجاري في سوق الصرف غير الرسمية في مدينة عدن الساحلية، ليقترب سعر الدولار من حاجز 1500 ريال.
وهو ما يعدُّ أسوأ انهيار لقيمة الريال اليمني في تاريخه، ومنذ بدء الحرب في البلاد قبل سبع سنوات.
وقال مكتب ممثِّل منسِّق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن على تويتر “تدهورت قيمة الريال اليمني لتصل إلى مستوى غير مسبوق على الإطلاق في الأجزاء الجنوبية من البلاد”، مؤكدًا على أن هناك حاجة ماسة لدعم الاقتصاد اليمني للحفاظ على استقرار العملة ولمنع مزيد من التدهور في الوضع الإنساني.
وخلال لقاء عبر الهاتف بين معين عبد الملك رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا أمس الثلاثاء مع السفير البريطاني لدى اليمن ريتشارد أوبنهايم، طالب عبد الملك بدعم دولي عاجل لتفادي انهيار اقتصادي كارثي في بلاده.
وفقد الريال اليمني أكثر من ثلاثة أرباع قيمته مقابل الدولار الأميركي منذ اندلاع الحرب في مطلع 2015.
كما حذرت الأمم المتحدة اليوم الأربعاء 3 نوفمبر من انهيار غير مسبوق لقيمة العملة المحلية في مناطق جنوب اليمن، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والإنسانية في البلد الفقير الذي تعصف به حرب دموية منذ سبعة أعوام.
اليمن يواجه يعاني أسوأ أزمة إنسانية في العالم وفقاً للأمم المتحدة، بسبب تراجع إيرادات النفط والتي تشكِّل 70% من إيرادات البلاد، فضلاً عن توقُّف جميع المساعدات الخارجية والاستثمارات الأجنبية وعائدات السياحة.