قامت شركة البقالة الفرنسية “أوشان” (Auchan) باتباع نهج حديث للاستحواذ على منافستها “كارفور” (Carrefour) لكن المحادثات لإنشاء الشركة الرائدة في السوق في البلاد توقفت بسبب السعر، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
قال الأشخاص المطلعون إن “أوشان” تواصلت مع “كارفور” بشأن عملية دمج من شأنها أن تجعل شركة “أوشان” العائدة لعائلة “موليز”، تمتلك حصة أغلبية في الكيان المشترك. و جرت المحادثات وسط فورة من نشاط إبرام الصفقات في قطاع سلاسل السوبر ماركت الأوروبي.
توقفت المناقشات الفرنسية بسبب الخلافات بين المساهمين في الشركتين حول تقييم الصفقة وهيكلها، حسبما قال الأشخاص المطلعون الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.
ذكر الأشخاص المطلعون أن شركة “أوشان” ذات الملكية الخاصة اقترحت صفقة تقدر فيها قيمة “كارفور” بحوالي 21 يورو للسهم، أو ما يعادل 16.6 مليار يورو (19.2 مليار دولار). و أغلق سعر السهم عند 16.03 يورو يوم الجمعة. وأوضح الأشخاص أن إدارة “كارفور” والمساهمين الرئيسيين يرون أن نطاق السعر بين 20 و21.25 يورو منخفض للغاية، وقالوا إن الهيكل المعقد لصفقة النقد والأسهم أثبت أيضاً أنه حجر عثرة.
وقال الأشخاص المطلعون إنه من غير الواضح ما إذا كانت المناقشات ستعود للحياة. كما امتنع ممثلو “أوشان” و”كارفور” عن التعليق.
كانت هناك تكهنات حول الاندماج بين شركتي بيع البقالة الفرنسيتين، اللتين تواجهان أسعاراً قاسية ومنافسة من منافسيهم الألمان ذوي التكلفة المنخفضة. ذكرت صحيفة “لوموند” الشهر الماضي أن “كارفور” أجرت محادثات مع “أوشان” في وقت سابق من هذا العام حول ارتباط محتمل.
قالت عائلة “موليز” لإحدى الصحف المحلية في وقت سابق من هذا الشهر إنها “لن تبيع “أوشان” أبداً”، ما أدى إلى تقليل التكهنات إلى حد ما. لكن، المحادثات الحالية في أي صفقة مع “كارفور” ستدور حول أن تكون الشركة هي المشتري، وليس البائع، حسبما قال الأشخاص المطلعون هذا الأسبوع.
تسبب احتمال قيام هذه الشراكة في ردود فعل متباينة من المحللين، حيث سيؤدي دمج الشركتين إلى زيادة الانكشاف على محلات السوبر ماركت العملاقة، إضافة إلى إيجاد حضور أكبر في الأسواق المعقدة مثل روسيا. وقد يواجه عقبات مانعة للاحتكار أو عقبات سياسية. وكتب المحللون الشهر الماضي، من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي الاندماج إلى تكلفة كبيرة وتضافر المشترين.
يكافح ألكسندر بومبارد كبير المديرين التنفيذيين لشركة “كارفور”، من أجل رفع سعر سهم شركة البقالة، رغم أن المحللين يقولون إن التحول في محلات السوبر ماركت المحلية المضطربة للشركة بدأ يؤتي ثماره، و حاول إحياء السلسلة من خلال زيادة مجموعتها من الأطعمة العضوية ذات الهامش الأعلى وتعزيز عروضها عبر الإنترنت.
يُنظر إلى “كارفور” على أنها صانعة صفقات محتملة منذ أن منعت الحكومة الفرنسية في يناير محاولة استحواذ شركة “ألمينتاشين كوش – تراد” الكندية عليها مقابل 20 يورو للسهم.
شركة قوية
كان الاندماج الكندي الفرنسي، حال إتمامه، سيؤسس مركزاً قوياً للبيع بالتجزئة، يجمع بين شبكة “كوش – تراد” (Couche-Tard) التي تركز على أمريكا الشمالية، وتضم 14,200 متجر صغير مع عمليات “كارفور” الأوروبية الكبيرة، والتي تشمل محلات السوبر ماركت والمنافذ الصغيرة. كان من الممكن أيضاً أن تصنف كواحدة من أكبر عمليات استحواذ كيان أجنبي على شركة فرنسية.
قد يكون الارتباط بين اللاعبين الفرنسيين “أوشان” و”كارفور” مقبولاً أكثر من الناحية السياسية، رغم أن قضايا مثل تخفيض عدد الوظائف قد تكون مثيرة للجدل قبل الانتخابات الرئاسية في أبريل التي تحظى بمتابعة مكثفة.
كتب نيكولاس شامب المحلل في “باركليز” في مذكرة بتاريخ 30 سبتمبر، أن “أوشان” كانت تفقد حصتها في السوق لسنوات في فرنسا بسبب انكشافها الكبير على محلات السوبر ماركت، لكن خفض التكاليف سمح لها بالتخفيف من التداعيات. وأشار إلي أنها تعد خامس أكبر شركة لبيع المواد الغذائية بالتجزئة في فرنسا بحصة سوقية تبلغ 8.9%، مقارنة بحوالي 19% لـ”كارفور”، مستشهداً ببيانات من “كانتار” (Kantar).
تزايد نشاط الاستحواذ في قطاع السوبر ماركت في أوروبا، حيث تفوق أداء شركات البقالة على تجار التجزئة الآخرين خلال الوباء، مع قيام المستهلكين بتخزين الطعام والعمل من المنزل.
و خلال الصيف، اندلعت حرب مزايدة على الأسهم الخاصة لشركة البقالة في المملكة المتحدة “دبليو إم موريسون سوبرماركتس” (Wm Morrison Supermarkets). وجرى التوصل إلى تسوية صفقة في مزاد في وقت سابق من هذا الشهر عندما تغلبت شركة “كلايتون دوبلير آند رايس” (Clayton Dubilier & Rice) أخيراً من خلال ائتلاف تقوده “فورتريس إنفيستمنت غروب” (Fortress Investment Group)، وبلغت قيمة العرض الفائز لشراء شركة “موريسون” 7 مليار جنيه إسترليني (9.5 مليار دولار).