قالت وكالة الطاقة الدولية في تقرير اليوم الثلاثاء إن التعافي العالمي من آثار جائحة كوفيد-19 سيدفع على الأرجح انبعاثات ظاهرة الاحتباس الحراري التي تتسبب في التغير المناخي للارتفاع إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وقالت الوكالة التي يقع مقرها في باريس “تشير تقديراتنا إلى أن تنفيذ إجراءات الانتعاش الاقتصادي الكامل المعلنة حتى الآن ستتسبب في رفع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى مستويات قياسية في 2023 وسيواصل ارتفاعه بعد ذلك”.
وتابعت الوكالة أن خطط الإنفاق على الطاقة النظيفة التي وضعتها حكومات العالم في الربع الثاني من العام زادت المبلغ المخصص إلى 380 مليار دولار أي ما يعادل اثنين بالمئة فقط من إجمالي المبالغ التحفيزية المخصصة للتصدي لأثر الجائحة.
وقالت الوكالة إن المبلغ يمثل ثلث ما ترى أنه مطلوب لوضع العالم على الطريق الصحيح لخفض الانبعاثات إلى الصفر بحلول منتصف القرن.
وكتب فاتح بيرول رئيس منظمة الطاقة “المبالغ المالية، العامة والخاصة، التي تخصصها خطط الإنعاش في أنحاء العالم تقل كثيرا عن المطلوب لبلوغ الأهداف المناخية الدولية”.
وأصدرت الوكالة أقوى تصريحاتها عن المناخ حتى الآن في تقرير صدر في مايو أيار جاء فيه أن العالم يجب أن يتوقف عن الاستثمار في المشروعات الجديدة للوقود الأحفوري إن كان يريد تحييد انبعاثات الكربون بحلول 2050.
وقال جون كيري مبعوث الرئيس الأميركي الخاص بشأن المناخ، مطلع الشهر الجاري إن الدول التي تطور مشروعات جديدة للنفط والغاز والفحم يتعين عليها ضمان استخدام تكنولوجيا يمكن أن تخفض الانبعاثات إلى الصفر.
وأضاف كيري في مؤتمر صحفي “إنه تحد حقيقي ولا يمكن لأحد أن يتجاهله ثمة مسؤولية حالية تقع على عاتق أي بلد يقول إنه سيطور مشروعا جديدا، وهي ضمان عدم خروج انبعاثات منه”.
وفي أشد تحذير لها حتى الآن بشأن تغير المناخ، نادت وكالة الطاقة الدولية في مايو أيار بضرورة عدم تمويل المستثمرين مشروعات وقود أحفوري جديدة إذا أراد العالم أن يقضي على الانبعاثات الضارة بحلول 2050.
وقال كيري، الذي زار السعودية والإمارات، عضوي منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، في منتصف يونيو الماضي إنه ربما يكون أمام الدول ما بين عام وثلاثة أعوام فترة انتقالية للاستثمار في تكنولوجيا مثل حبس الكربون وتخزينه.
وأضاف “هناك بضع سنوات يمكنكم التحرك فيها بحرية قليلا لكن ليس كثيرا، وأعتقد أن وكالة الطاقة الدولية محقة تماما في التأكيد على فكرة أن عليكم حقا محاولة تجنب (إقامة مشروعات وقود أحفوري) جديدة بدلا من تعقيد المشكلة”.
وقد شجع كيري سعي السعودية إلى تطوير الهيدروجين الأخضر من خلال استخدام الطاقة المتجددة لتشغيل أجهزة التحليل الكهربي لفصل الغاز عن الماء في مدينة نيوم بالمملكة.
ويمكن نقل الهيدروجين إلى أوروبا أو إفريقيا لاستخدامه في النقل أو الصناعة. وقال كيري “أينما أمكننا التسابق (للحصول) على الهيدروجين الأخضر، فعلينا القيام بذلك”.
وعبر كيري عن قلقه من زيادة الانبعاثات الكربونية بالولايات المتحدة في الشهور القليلة الماضية مع رفع قيود السفر والتجمع في ظل تراجع الإصابات بفيروس كورونا.