كل دقيقة يموت 11 شخصا.. هكذا يشير تقرير جديد لمنظمة أوكسفام بعنوان “فيروس الجوع يتكاثر” والذي يلقي اللوم الرئيسي لارتفاع عدد الوفيات على تفاقم أزمة الجوع وسوء التغذية عالمياً.
وبحسب المنظمة الخيرية العالمية فقد ارتفع العدد 6 أضعاف مقارنة بالعام الماضي ليتجاوز عدد الوفيات التابعة لجائحة كورونا حيث يموت حوالي 7 أشخاص كل دقيقة من Covid-19.
واللافت أن 155 مليون شخصاً حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي حيث وصل الجوع عالميا إلى أعلى مستوياته في 15 عامًا.
وأشار التقرير أن الأسباب الرئيسية وراء أزمة الجوع، هي الحروب والنزاعات العالمية وأزمة تغير المناخ، وإلى جانبهم تفشي فيروس كورونا في بداية العام الماضي وارتفاع أسعار المواد الغذائية 40٪ على أساس سنوي، لتكون هذه الزيادة هي الأعلى منذ أكثر من 10 سنوات.
وعلى الرغم من أن ارتفاع تكلفة الغذاء قد أثر بشكل رئيسي سابقا على البلدان النامية فيتوقع صندوق النقد الدولي تأثر الاقتصادات المتقدمة في وقت لاحق من هذا العام.
على الرغم من كل هذه الأزمات العالمية، شهد أغنى 10 أشخاص في العالم ارتفاعا في ثروتهم بمقدار 413 مليار دولار في 2020 أي 11 ضعف التكلفة المقدرة للأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية العالمية، لتكون هذه بمثابة ضوء أحمر لما يعانيه العالم من فجوة بين الفقراء والأعنياء.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أول امس إن انعدام الأمن الغذائي الحاد قفز بنسبة 74 في المئة هذا العام إذ أدت زيادات أسعار الغذاء الأخيرة إلى تفاقم
الضغوط الحالية جراء الصراعات وتغير المناخ وجائحة كوفيد-19.
وقال البرنامج إن عددا قياسيا يبلغ 270 مليون شخص يعانون هذا العام أو معرضون لخطر المعاناة من انعدام الأمن الغذائي الحاد الذي يُعرّف بأنه أي نقص في الغذاء يهدد الأرواح أو مصادر الرزق أو كليهما.
قال عارف حسين كبير الاقتصاديين في البرنامج “أسعار الغذاء المرتفعة هي الصديق الوفي الجديد للجوع”.
وأضاف “لدينا بالفعل الصراع والمناخ وكوفيد-19 تتضافر معا.
والآن انضمت أسعار الغذاء إلى هذا الثلاثي القاتل”.
وقال البرنامج إن متوسط أسعار طحين القمح في لبنان ارتفع بمعدل سنوي يبلغ 219 في المئة مع تسارع الاضطرابات الاقتصادية بينما زادت أسعار زيت الطهي 440 في المئة مقارنة بما كانت عليه قبل عام في سوريا.
وأوضح مؤشر البرنامج لأسعار المواد الغذائية أن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت في الأسواق الدولية بمعدل سنوي 33.9 في المئة في يونيو حزيران. ويقيس المؤشر سلة من الحبوب والبذور الزيتية ومنتجات الحليب واللحوم والسكر.
ورغم ذلك فقد انخفضت الأسعار في يونيو حزيران مقارنة بما كانت عليه في مايو أيار لتسجل أول انخفاض من نوعه منذ 12 شهرا.
وبعد أن ظل الجوع العالمي يتراجع لعشرات السنين فإنه يشهد ارتفاعا متواصلا منذ 2016.