كيف تسبب حريق «سنترال رمسيس» في شلل رقمي بمصر؟

تسبب اندلاع حريق بــ«سنترال رمسيس» يوم الاثنين إلى تعطل خدمات الإنترنت والاتصالات والعمليات المصرفية الإلكترونية في معظم انحاء مصر، فضلاً عن مصرع 4 أشخاص وإصابة 27 آخرين.

وأفادت وزارة الاتصالات المصرية بأن الحريق نجم عن ماس كهربائي في إحدى غرف التشغيل، مؤكدة أن الجهود تواصلت على مدار اليوم للسيطرة على الحريق وإعادة تشغيل الخدمات تدريجياً.

أدى توقف خدمات الاتصالات إلى تراجع نسبة الاتصال بالإنترنت في مصر إلى نحو 44%، بحسب بيانات مؤشر «NetBlocks»، في وقت شهدت فيه قطاعات حيوية مثل الدفع الإلكتروني، وتطبيقات التحويل البنكي الفوري مثل «إنستاباي»، وأجهزة الصراف الآلي، تعطلاً جزئياً أو كلياً في عدد من المحافظات، ما تسبب في تعطيل المعاملات التجارية واليومية للمواطنين والمؤسسات.

كما تأثرت خدمات حجز التذاكر وشبكات شركات النقل الذكي، بالإضافة إلى أنشطة الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعتمد على الإنترنت لإتمام معاملاتها وخدماتها اللوجستية.

قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، إن خدمات الاتصالات عادت بشكل تدريجي في معظم المحافظات، مؤكداً أن الانقطاع الذي حدث إثر حريق سنترال رمسيس كان محدوداً زمنياً، وأن كافة الخدمات ستعود إلى طبيعتها خلال 24 ساعة.

وأضاف الوزير في تصريحات رسمية، أن مصر لا تعتمد على سنترال رمسيس كمركز وحيد لخدمات الاتصالات، موضحاً أنه تم تفعيل شبكة بديلة تضم عدة مراكز سنترالات أخرى، بهدف ضمان استمرارية الخدمة وتقليل آثار الحوادث الطارئة.

وأشار إلى أن معظم الخدمات الحيوية، بما في ذلك الاتصالات والإنترنت والخدمات البنكية، تعمل حالياً بشكل طبيعي في أغلب المحافظات، مؤكداً أن الوزارة فعّلت خطط الطوارئ لنقل الأحمال التقنية إلى مراكز بديلة في وقت قياسي.

وأكد الوزير أن الوزارة ستعمل على تقييم شامل للبنية التحتية الرقمية واتخاذ ما يلزم من إجراءات وقائية للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً، بما يعزز من موثوقية خدمات الاتصالات على مستوى الجمهورية.

 

انتظام العمل في البنوك

قال رئيس اتحاد بنوك مصر ورئيس البنك الاهلي المصري لـCNBC عربية، إنه تم انتظام العمل في البنوك رغم استمرار تأثر بعض الخدمات.

وقال مصدر مصرفي رفيع المستوى في مصر، في تصريحات خاصة لـCNBC عربية، إن عدداً من البنوك العاملة في السوق المصرية تمكن من استعادة تشغيل أكثر من 90% من خدماته المصرفية، بعد ساعات من الحريق الذي طال سنترال رمسيس وأثر على البنية التحتية للاتصالات.

 

زيادة الحد الأقصى اليومي لعمليات السحب النقدي

قرر البنك المركزي المصري زيادة الحد الأقصى اليومي لعمليات السحب النقدي من فروع البنوك بالعملة المحلية إلى 500 ألف جنيه للأفراد والشركات بدلًا من 250 ألف جنيه، وذلك بشكل مؤقت لحين عودة الاتصالات إلى طبيعتها بشكل كامل.

 

تعليق العمل في البورصة المصرية

قررت إدارة البورصة المصرية تعليق التداول لجلسة الثلاثاء بسبب حريق سنترال رمسيس.

وذكرت في بيان أنه في ضوء المستجدات الأخيرة، وعلى الرغم من المحاولات المستمرة والجهود الكبيرة من كافة الأطراف لتهيئة بيئة مناسبة للتداول، لن تتمكن شركات السمسرة أن تتواصل بالكفاءة المطلوبة مع كافة أطراف منظومة التداول.

وأضافت أنه حرصاً من البورصة المصرية على مصالح كافة الأطراف وعلى تكافؤ الفرص بين المتعاملين، فقد تقرر تعليق التداول بالبورصة اليوم، الثلاثاء الموافق 8 يوليو 2025.

وزارة الطيران المدني كشفت عن إقلاع جميع الرحلات الجويه التى تأثرت نتيجه العطل المفاجئ الذى طرأ على شبكات الاتصالات والإنترنت خلال الساعات الماضية.

 

خطط بديلة لعودة خدمات الهاتف المحمول والإنترنت الثابت

 

أشار رئيس قطاع التفاعل المجتمعي بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر محمد إبراهيم، في مقابلة مع CNBC عربية، إلى أن العمل جارٍ على تطبيق الخطط البديلة لعودة خدمات الهاتف المحمول والإنترنت الثابت، موضحاً أن سنترال رمسيس ليس الوحيد الذي يقدم خدمات الاتصال وهناك عدة مراكز أخرى تابعة لشركة المصرية للاتصالات.

وذكر أن شكاوى المواطنين المصريين شملت تضرّر الخدمات المالية في حين أن أجهزة الإطفاء تعاملت بحرفية كاملة لإخماد الحريق.

وأكّد أن العمل مستمرّ لعودة الخدمات للمواطنين بشكل طبيعي وبعد ذلك سيتم البحث في أسباب نشوب الحريق، موضحاً أن العمل جارٍ أيضاً لوضع خطة من أجل تعويض المواطنين المتضررين من هذا الحريق.