طموحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا تتوقف، لكن يبدو أن سعيه لنيل جائزة نوبل للسلام اصطدم بعقبات سياسية ومعنوية.
فالرئيس الذي لم يُخفِ رغبته في الحصول على الجائزة، وعبّر عنها مرارًا، تحدث مؤخرًا عن خيبة أمله من تجاهل اسمه قائلاً: “أنا لن أحصل على نوبل، لا يهم ما أفعله”.
الرئيس الأميركي يُعد نموذجًا اقتصاديًا وسياسيًا ناجحًا؛ فقد حقق معظم ما طمح إليه. يُصنَّف كأحد أبرز رجال الأعمال في أميركا، ولم يقتصر نجاحه على عالم المال، بل لمع أيضًا كمقدم برامج تلفزيونية. ولم يتوقف عند هذا الحد، إذ راوده حلم رئاسة أقوى دولة في العالم، وهو ما تحقق بالفعل. واليوم، يضع دونالد ترامب جائزة نوبل للسلام نصب عينيه.
ترامب دائمًا يسعى للظهور كوسيط سلام، فقد جعل إنهاء الصراعات المسلحة أولوية في برنامجه الانتخابي منذ ترشحه للرئاسة. تركزت جهوده على السعي لوقف النزاع الروسي-الأوكراني، والتوسط لإنهاء الصراع المسلح بين باكستان والهند، بالإضافة إلى المحاولات المستمرة لتهدئة الوضع بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة. كما شمل تدخله الأخير في الملف الإيراني، حيث ساهم في إنهاء حرب استمرت 12 يومًا.
ترشيح باكستاني
لكن هذه الطموحات عادت إلى الواجهة بعدما أعلنت الحكومة الباكستانية ترشيح ترامب رسميًا للجائزة، ما أثار جدلًا واسعًا داخل باكستان وخارجها، وأعاد فتح النقاش حول مدى توافق إنجازاته السياسية مع معايير الجائزة الدولية. الترشيح جاء على خلفية وساطة قادها ترامب برفقة السيناتور الجمهوري ماركو روبيو بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، توّجت باتفاق لوقف إطلاق النار بين البلدين في يونيو الماضي، وهو ما وصفه مراقبون بأنه اختراق نادر في واحدة من أكثر المناطق توترًا في أفريقيا.
طموح سياسي تكبله الشروط
ورغم أن ترامب سبق أن عبّر عن رغبته في نيل جائزة نوبل، بل ووجّه انتقادات ضمنية لفوز سلفه باراك أوباما بها في بداية ولايته الأولى، إلا أنه في تعليقات أخيرة قال ساخرًا: “أنا لن أحصل على نوبل، لا يهم ما أفعله”. لكن المقربين من حملته يرون أن الجائزة، إن حصل عليها، ستكون بمثابة تتويج رمزي لسياساته الخارجية في فترة ما بعد الرئاسة.
جائزة نوبل للسلام، التي تُمنح سنويًا منذ عام 1901، تُخصص لشخصيات أو منظمات ساهمت بجهود ملموسة في إحلال السلام أو الحد من النزاعات أو تعزيز التعاون بين الشعوب. وتُمنح الجائزة بناء على وصية الصناعي السويدي ألفريد نوبل، وتختارها لجنة نرويجية مستقلة يعينها البرلمان في أوسلو، حيث يقام حفل تسليم الجائزة كل عام في 10 ديسمبر، وهو تاريخ وفاة نوبل.
دونالد ترامب عبر عن استيائه لعدم منحه جائزة نوبل للسلام.. فهل سيحصل عليها؟