انخفضت أسعار النفط بشكل حاد يوم الثلاثاء، عائدةً إلى مستوياتها التي سُجِّلت قبل الصراع الإيراني الإسرائيلي، مع ترحيب المستثمرين بخبر وقف إطلاق النار، وإن كان هشًا، بين البلدين.

انخفض سعر خام برنت، وهو المعيار العالمي لتداول النفط، بنسبة 5.8% بعد ظهر الثلاثاء ليصل إلى 66.44 دولارًا للبرميل.

كما انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط، وهو المعيار الأمريكي لتداول النفط، بنسبة 5.8% ليصل إلى 64.50 دولارًا للبرميل.

هذه المستويات تُقارن عمومًا بأسعار الإغلاق قبل أن تُشنّ إسرائيل هجومًا غير مسبوق على المنشآت النووية الإيرانية في 13 يونيو/حزيران.

أشعل هذا الهجوم صراعًا استمر 12 يومًا، دفع كلا الجانبين إلى إطلاق وابل من الصواريخ على أراضي الطرف الآخر، بالإضافة إلى تدخل عسكري مباشر من الولايات المتحدة، أكبر حليف لإسرائيل.

أعلن الرئيس دونالد ترامب وقف إطلاق النار في وقت متأخر من يوم الاثنين، إلا أن إسرائيل اتهمت إيران بعد ساعات بانتهاك الشروط، وتوعدت بشن ضربات جديدة على طهران. نفت إيران هذه المزاعم.

شهدت الأسهم الأمريكية ارتفاعًا ملحوظًا. وارتفع مؤشر داو جونز بأكثر من 515 نقطة، أي بنسبة 1.21%، بحلول ساعات ما بعد الظهر.

وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.12%، بينما ارتفع مؤشر ناسداك، الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، بنسبة 1.5%.

كان مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يتداول على بُعد أقل من 1% من أعلى مستوى له على الإطلاق. بينما كان مؤشر ناسداك على بُعد 1.3% من أعلى مستوى له على الإطلاق.

في آسيا، أغلقت مؤشرات الأسهم على ارتفاع. وأغلق مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ على ارتفاع بنسبة 2%، بينما ارتفع مؤشر شنغهاي المركب في الصين القارية بنسبة 1.2%.

في الوقت نفسه، في أوروبا، أغلق مؤشر ستوكس أوروبا 600 القياسي، الذي يضم الشركات المدرجة في المملكة المتحدة، على ارتفاع بنسبة 1.11%.

قال روبرت يوجر، خبير السلع في ميزوهو للأوراق المالية، لشبكة CNN يوم الثلاثاء: “قد تكون هناك بعض العثرات على الطريق، لكن السوق يقول إن هذا (الصراع) قد انتهى على الأرجح”.

وقال لقمان أوتونوجا، كبير محللي السوق في FXTM، في مذكرة للمستثمرين: “تنفست الأسواق الصعداء بعد إعلان ترامب وقف إطلاق النار، لكن الاحتفال قد يكون قصير الأجل”. وأضاف: “إذا اشتعلت التوترات مرة أخرى أو تم انتهاك وقف إطلاق النار، فقد نشهد عودة سريعة إلى تجنب المخاطرة – مما يعزز الملاذات الآمنة مثل الذهب ويضغط على الأسهم العالمية”.

ارتياح بشأن إمدادات النفط

يقلّل وقف إطلاق النار من احتمالية تعطل إمدادات النفط العالمية. وقد شعر العديد من المستثمرين بالقلق من أن تغلق إيران مضيق هرمز، وهو ممر مائي حيوي ينقل حوالي ربع إمدادات النفط العالمية، وفقًا لأرقام وكالة الطاقة الدولية.

هذا السيناريو – الذي من المرجح أن يرفع أسعار النفط إلى عنان السماء – يبدو الآن أقل تهديدًا.

قدّر بنك جولدمان ساكس أن أسعار النفط قد تتجاوز 100 دولار للبرميل في حال استمرار التعطيل في المضيق.

وصرح موكيش ساهديف، الرئيس العالمي لأسواق السلع الأساسية في شركة ريستاد إنرجي، بأنه في حال استمرار وقف إطلاق النار، فقد يحوم خام برنت “قرب مستوى 70 دولارًا للبرميل ريثما تتضح الرؤية بشأن الاتفاق الأمريكي الإيراني”.

وكتب في مذكرة: “من المرجح أن يكون احتمال حدوث تداعيات اقتصادية وخيمة جراء إغلاق محتمل للمضيق قد حفّز كلا الجانبين على الموافقة على وقف إطلاق النار، إذا كان حقيقيًا بالفعل”.

في حين ارتفعت أسعار النفط بشدة بعد اندلاع الصراع الإيراني الإسرائيلي، مسجلةً أعلى مستوى لها في خمسة أشهر الأسبوع الماضي، إلا أنها تراجعت يوم الاثنين بعد أن شنت إيران ضربات صاروخية محددة ومحدودة على قواعد أمريكية في قطر.

انخفض سعر الخام الأمريكي بنسبة 7.2% ليستقر عند 68.51 دولارًا للبرميل، وهو أكبر انخفاض يومي منذ أوائل أبريل، وأحد أسوأ أيامه على مدار السنوات الثلاث الماضية.

وأغلق خام برنت عند 71.48 دولارًا للبرميل، منخفضًا بنسبة 7.2%، وهو أكبر انخفاض له منذ أغسطس 2022.