أظهر خطاب وجّهه رجل الأعمال الأمريكي جيمس كاميرون إلى مجلس إدارة شركة التعدين العملاقة “أوراسيان ريسورسز جروب” (Eurasian Resources Group) عرضه شراء الشركة مقابل 5 مليارات دولار، وذلك في إطار استعداد الشركة للمشاركة في توسعة كبيرة لإنتاج كازاخستان من المعادن الأرضية النادرة.

وقالت شركة “أوراسيان ريسورسز جروب”، ومقرها لوكسمبورغ، والمملوكة بنسبة 40% للحكومة الكازاخستانية، إنها شكلت فريق عمل لاستكشاف رواسب المعادن الأرضية النادرة والمعادن النادرة في كازاخستان.

حظيت هذه المعادن باهتمام خاص في الأشهر الأخيرة، حيث تسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إيجاد بدائل للصين لتزويد صناعتها المحلية، في ظل تصاعد الحرب التجارية بين البلدين.

ووفقًا لمصدر مقرب من الشركة، فإن المحادثات بين ERG وكاميرون مستمرة منذ نهاية العام الماضي.

ولم تُعلّق ERG، والحكومة الكازاخستانية، وكاميرون، الذي كان رئيسًا لمجلس إدارة شركة التعدين السابقة بتروبافلوفسك، والمدرجة في مؤشر فوتسي 250، على الأمر.

ووفقًا لرسالة كاميرون إلى مجلس إدارة ERG، والتي حصلت رويترز على نسخة منها، فإن جولدمان ساكس تُجري محادثات تمهيدية لتقديم المشورة بشأن الصفقة.

وجاء في الرسالة: “سيأتي التمويل من مزيج من أموالي الخاصة، بالإضافة إلى مساهمات رأسمالية من مستثمرين آخرين في الولايات المتحدة، وربما أستراليا والشرق الأوسط”.

وأفاد مصدر آخر مطلع على الصفقة لرويترز أن اهتمام المستثمر بـ ERG يرتبط جزئيًا بإمكانيات كازاخستان في مجال استكشاف المعادن والتعدين الحيوية.

تهدف كازاخستان إلى رفع إنتاج المعادن النادرة والأرضية النادرة بنسبة 40% بحلول عام 2028، ومن المتوقع أن تلعب ERG دورًا رئيسيًا في هذه المبادرة.

أعلنت حكومة كازاخستان هذا الشهر اكتشاف جيولوجيين رواسب ضخمة من المعادن الأرضية النادرة، تُقدر مواردها بأكثر من 20 مليون طن متري.

صرح رئيس وزراء كازاخستان، أولزهاس بيكتينوف، العام الماضي بأن البيانات المتعلقة برواسب البلاد من المعادن الأرضية النادرة، والتي كانت سرًا من أسرار الدولة منذ الحقبة السوفيتية، تُكشف تدريجيًا.

في حال تأكيد هذا الاكتشاف، قد يضع كازاخستان بين أكبر ثلاث دول تمتلك احتياطيات من المعادن الأرضية النادرة عالميًا، بعد الصين والبرازيل.

كانت شركة ERG تُنتج خُمس الغاليوم العالمي، وهو معدن نادر يُستخدم في الرقائق الدقيقة، ومُدرج على قائمة الولايات المتحدة للمواد الحرجة. إلا أنها توقفت عن الإنتاج بعد أن زادت الصين إنتاجها من هذا المعدن عام 2012.

في ديسمبر، حظرت بكين تصدير الغاليوم إلى الولايات المتحدة بعد حملة قمع شنتها واشنطن على قطاع الرقائق الصيني.

في عام 2013، تم الاستحواذ على شركة ERG في صفقة استحواذ بقيمة 4.5 مليار دولار من قبل مؤسسيها الثلاثة، الذين كان كل منهم يمتلك ما يقرب من 20٪ من الشركة، إلى جانب الحكومة.

في الشهر الماضي، توفي أحد مؤسسي ERG ورئيس مجلس إدارتها، رجل الأعمال الكازاخستاني الإسرائيلي ألكسندر ماشكيفيتش، ولم يتبق سوى واحد من المؤسسين الأصليين، باتوخ تشودييف، بين المساهمين الحاليين.