تستعد الشركات الأوروبية، من شركات صناعة الشوكولاتة السويسرية إلى شركات تصنيع أجزاء السيارات الألمانية، لإعداد “خطط بديلة” للتكيف مع التعريفات التجارية الأمريكية التي أصبحت حقيقة واقعة يوم الثلاثاء، مع توقع فرض موجة ثانية من التعريفات تستهدف المنطقة على وجه التحديد الشهر المقبل.

فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما جمركية باهظة بنسبة 25٪ على الواردات من المكسيك وكندا، إلى جانب مضاعفة الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 20٪، وهي خطوات يمكن أن تقلب ما يقرب من 2.2 تريليون دولار من التجارة الأمريكية السنوية في الاتجاهين.

الشركات الأوروبية عالقة في الوسط الآن، لكنها تواجه احتمال فرض موجة ثانية من الرسوم الجمركية تستهدف الكتلة في أبريل، حيث طرح ترامب معدل “متبادل” بنسبة 25٪ على السيارات الأوروبية وغيرها من السلع.

قد تحول شركة Lindt & Spruengli السويسرية، التي لديها العديد من المصانع في الولايات المتحدة، سلسلة التوريد إلى هذه المصانع نحو أوروبا وتقليل الإمدادات القادمة من كندا لتجنب تأثير رسوم ترامب.

قال الرئيس التنفيذي أدالبرت ليشنر للصحفيين: “يمكن تحويل جميع الأحجام التي نصدرها حاليًا لكندا إلى أوروبا”.

“حتى الآن، لدينا خطة بديلة لتجنب هذه التعريفات في كندا”.

ضبط سلاسل التوريد

قالت شركة Continental AG الألمانية لتصنيع الإطارات وقطع غيار السيارات، والتي لديها مصانع في المكسيك، إنها “تراقب” الوضع فيما يتعلق بالرسوم الجمركية وتأثيرها على القطاع.

وتخطط الشركة “لتحسين” سلسلة التوريد الخاصة بها للحصول على أفضل قيمة لعملائها.

وقال أولاف شيك المدير المالي لشركة كونتننتال لرويترز “نحن في محادثات مع جميع عملائنا. لا يمكننا حتى الآن أن نقول ما إذا كانت قضية التعريفات الجمركية هذه قد تؤدي إلى نقل خطوط الإنتاج”.

تمتلك الشركة سبعة مصانع في المكسيك، أحدها مغلق. وقال شيك إن 90% من إطارات الشاحنات تم إنتاجها في السوق الأمريكية و50% من إطارات السيارات، مع استيراد الباقي بشكل رئيسي من أوروبا، ولكن أيضًا من أمريكا الجنوبية والمكسيك.

وقال شيك “موقفنا هو أننا لا نستطيع استيعاب التعريفات الجمركية الإضافية. فيما يتعلق بموردينا: نحن عمومًا نستورد محليًا”.

في حين هيمنت التعريفات الجمركية على مناقشات الشركات الأمريكية، فإن الشركات الأوروبية لم تدخل بعد في خط النار بشكل مباشر. لكنها تشعر بقلق متزايد بشأن التعريفات الجمركية المحتملة التي تؤثر على السيارات والصادرات الأخرى في أوائل أبريل.

وقال كريستيانو فيني، رئيس جماعة الضغط للمزارعين الإيطاليين، إن التعريفات الجمركية المحتملة على أوروبا قد تتسبب في “أضرار بمليارات الدولارات” لقطاع الأغذية الإيطالي، مما يؤثر على منتجي سلع من لحم الخنزير بارما إلى نبيذ بروسيكو الفوار.

وقال “إن هذه الصادرات إلى الولايات المتحدة تبلغ قيمتها أكثر من 2.4 مليار يورو، وهي ثروة لأوروبا أيضًا”.

سعى القادة الأوروبيون إلى إظهار جبهة موحدة ومتفائلة في مواجهة تهديد التعريفات الجمركية الأمريكية، والتي يخشى المحللون أن تؤثر سلبًا على آفاق النمو الاقتصادي في المنطقة.

وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك في بيان “إن ألمانيا تدعم نهج المفوضية الأوروبية في العمل مع الحكومة الأمريكية لإيجاد حل تفاوضي”.

“لكن الاتحاد الأوروبي لن يستسلم. إذا فرض الرئيس ترامب التعريفات الجمركية المعلنة على منتجات الاتحاد الأوروبي، فسنرد بالوحدة والثقة بالنفس”.