تؤثر مقابلة العمل بشكل كبير على فرصك في الحصول على وظيفة أحلامك، لا سيّما في ظل المنافسة الشديدة في سوق العمل الحالي، لذا، فإن الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة والالتزام ببعض النصائح البسيطة قد يمثل فارقًا كبيرًا.
قصة نجاح مفاجئة
ظنت ميجان راثميل، التي تبلغ من العمر عشرين عامًا، أنها فشلت في مقابلة التوظيف كمساعدة قانونية بسبب توترها وقلة استعدادها، إلا أنها فوجئت بقبولها للوظيفة.
وعزت إدارة الشركة ذلك إلى قدرتها المميزة على التواصل البصري وإجراء حوار سلس، وهو ما يفتقده كثير من المتقدمين للوظيفة.
تجربة ميجان الضوء
تسلط تجربة ميجان الضوء على ما يعانيه العديد من الباحثين عن عمل من الجيل زد (المجموعة الديموغرافية التي تتمثل في الأشخاص الذين ولدوا بين منتصف التسعينيات وحتى أوائل العقد الأول من الألفية الجديدة).
تشير الدراسات إلى افتقار بعضهم إلى المهنية في المقابلات: مثل اصطحاب آبائهم لحضور المقابلات الشخصية، ورفض تشغيل الكاميرا في المقابلات الافتراضية، واستخدام لغة غير مهذبة، وارتداء ملابس غير مناسبة، وعدم التواصل البصري مع المقابلين.
لماذا تواجه الأجيال الجديدة صعوبة في مقابلات العمل؟
ساهم العصر الرقمي في تقليل خبرة الكثيرين في التعاملات الشخصية، مما جعلهم أقل ارتياحًا بها، خاصة تلك التي تتطلب مهارات اجتماعية عالية.
وقد تفاقمت هذه المشكلة بسبب الإجراءات الاحترازية المتخذة خلال الجائحة.
بالإضافة إلى ذلك، يفرط بعض الآباء في التدخل في مسارات أبنائهم المهنية، بينما يفشل آخرون في تزويدهم بالمهارات اللازمة للنجاح في عالم العمل بشكل مستقل.
كيف تستعد لمقابلة العمل؟
شدّدت ستاسي هالر، كبيرة مستشاري التوظيف في شركة ResumeBuilder، على أهمية التحضير الجيد لمقابلات العمل، مشيرة إلى أن حضور المقابلة لا يكفي لتحقيق النجاح.
لذلك، يجب على الباحثين عن عمل بذل جهود مضاعفة للتميّز والحصول على الوظيفة التي يرغبون فيها. وتقدم بعض النصائح التي يمكن اتباعها قبل المقابلة، وأثناءها، وبعدها.
1- التحضير المسبق: الخطوة الأهم |
||
تميّز بسيرتك الذاتية |
|
– في ظل التنافس الشديد على فرص العمل، يتعين عليك تمييز نفسك عن باقي المتقدمين.
– لا يتسنى لك سوى بضع ثوانٍ فقط لترك انطباع قوي لدى مسؤول التوظيف من خلال سيرتك الذاتية.
– لذا، يجب أن تكون سيرتك الذاتية موجزة ومصممة بشكل احترافي، تركز على المهارات والخبرات التي تجعلك المرشح المثالي للوظيفة.
|
اختر مصادر معلوماتك بحكمة |
|
– تؤكد هالر أهمية انتقاء المصادر المناسبة للحصول على النصائح الوظيفية، فبينما قد تكون استشارة الزملاء والخبراء في المجال ذات فائدة كبيرة ، إلا أن نصائح الأهل والأقارب قد لا تتناسب مع متطلبات سوق العمل المعاصر، خاصة إذا كانوا بعيدين عن هذا السوق.
– كما نصحت بعدم الاعتماد المطلق على مراكز التوظيف الجامعية، فقد يفتقر موظفوها إلى الخبرة الكافية في مجال التوظيف الحديث.
|
البحث عن المعلومات المتعلقة بالشركة |
|
– من أكثر الأخطاء شيوعًا التي يرتكبها المتقدمون للوظائف هو عدم إجراء بحث كافٍ عن الشركة قبل المقابلة.
– يعكس طرح أسئلة يمكن العثور على إجاباتها بسهولة على الموقع الإلكتروني للشركة، أو عدم طرح أي أسئلة على الإطلاق، قلة الاهتمام بالوظيفة.
– لذا، ينصح الخبراء بإجراء بحث شامل عن الشركة، وفهم رؤيتها ورسالتها، وكذلك الاطلاع على المشاريع الحالية والتحديات التي تواجهها.
– لا يُظهر هذا الأمر اهتمامك بالوظيفة فقط، بل يساعدك أيضًا على طرح أسئلة أكثر ذكاءً.
|
اكتب إجاباتك مسبقًا
|
|
– لإقناع المُقابل بأنك المرشح المثالي للوظيفة، يجب عليك أن تستعد لتقديم أمثلة عملية على قدراتك وخبراتك، ويمكنك تحقيق ذلك من خلال سرد قصص نجاحك باستخدام تقنية STAR.
– تساعدك هذه التقنية على وصف المواقف التي واجهتها في الماضي، والمهام التي أنجزتها، والإجراءات التي اتخذتها، والنتائج التي حققتها.
– ستتمكن من خلال هذه القصص من إظهار قدرتك على التعامل مع تحديات العمل وتحقيق النجاح.
|
جهز أسئلتك
|
|
– يشدّد الخبراء على أهمية طرح الأسئلة خلال المقابلة الوظيفية، حيث تعكس مدى اهتمامك بالمنصب والشركة.
– يمكنك طرح أسئلة من قبيل: ما هي المهام الوظيفية لهذا الدور؟ وكيف يُقيم أداء الموظفين هنا؟ وما هي أهداف الشركة على المدى القريب؟ وما هي فرص التطوير والترقية؟
|
كن محترفًا في مظهرك
|
|
– أجمع الخبراء على ضرورة الاهتمام بالمظهر الخارجي في مقابلات العمل، سواء أكانت تقليدية أم عبر الإنترنت.
– فحتى لو كانت الوظيفة في بيئة عمل غير رسمية، يجب تجنب ارتداء الملابس الكاجوال مثل الجينز.
– فالمظهر المهني يترك انطباعًا إيجابيًا لدى المُقَيم، ويُظهر احترامًا للمنصب المتقدم إليه.
– وبالرغم من أن بعض الشركات تتسم بثقافة عمل مرنة، فإن المتقدم الجديد عليه أن يثبت نفسه من خلال مظهره المهني.
|
2- أثناء المقابلة: الانطباع الأول يدوم |
||
لا تحضر والديك |
|
– استعد جيدًا للمقابلة بكل ما تحتاجه، ولكن تذكر أنك الشخص الذي سيتم تقييمه. لذا، احرص على حضور المقابلة بمفردك، فهذا يعكس ثقتك بنفسك وقدراتك على التعامل مع الموقف.
|
اختر مكانًا مناسبًا للمقابلات الافتراضية |
|
– يلعب اختيار مكان المقابلة دورًا حاسمًا في ترك انطباع أول جيد. لذا، يُنصح باختيار مكان هادئ ومناسب لإجراء المقابلة.
– كما ينبغي تجنب إيقاف تشغيل كاميرا الفيديو، حيث يُعتبر ذلك سلوكًا غير محبذ وقد يعكس عدم الثقة أو الرغبة في التواصل بصورة فعّالة.
|
كن صادقًا ومرنًا |
|
– إذا واجهت سؤالًا صعبًا، اطلب توضيحًا أو فكر للحظة قبل الإجابة، واجعل أسئلتك تعكس فهمك العميق للوظيفة والشركة، وركز على جوانب العمل التي تثير اهتمامك.
– فمن الأفضل تأجيل الأسئلة المتعلقة بالمزايا والراتب إلى نهاية المقابلة، بعد أن تتأكد من اهتمام الشركة بك وبمهاراتك.
– من حقك أن تعرف التفاصيل المالية للوظيفة، فهي جزء أساسي من اتخاذ قرار الانضمام إلى فريق عمل جديد.
– هذا يعكس التوجه الحديث في سوق العمل، حيث يولي الجيل الجديد اهتمامًا أكبر بالرفاهية المهنية والشخصية.
|
3- بعد المقابلة: تابع بذكاء |
||
أرسل رسالة شكر |
|
– يُنصح بإرسال رسالة شكر عبر البريد الإلكتروني فور انتهاء المقابلة، للتعبير عن امتنانك للوقت الذي خصصه لك المحاور وتأكيد اهتمامك بالوظيفة.
– كذلك قم بالرد السريع على أي اتصالات لاحقة، سواء كانت دعوة لمقابلة أخرى أو عرض عمل.
– فحتى إذا قررت عدم متابعة هذه الفرصة، فإن التواصل السريع يعتبر سلوكًا مهنيًا محترمًا.
|
تجنب الإلحاح |
|
– استفسر بلباقة إذا تأخر الرد، مع الوضع في الاعتبار أن عدم الرد لمدة شهر أو شهرين هو بمثابة إجابة كافية، وأن على المتقدم ألا يفكر في العمل بشركة لا تحترم وقت الآخرين وتعاملهم بهذه الطريقة.
|
النجاح يبدأ منك
التحضير الجيد لمقابلة العمل ليس مجرد خطوة، بل هو المفتاح الأول للتميز في سوق عمل تنافسي. تذكر أن مهارات التواصل، والظهور بمظهر مهني، والتحضير الجيد قد تكون هي الفارق الحاسم بين الحصول على وظيفة أحلامك أو خسارتها.