أكد عدد من الأطباء والمتخصصين وخبراء الصحة العامة، تزايد تحوٌل المدخنين من تدخين السجائر التقليدية إلى استخدام المنتجات الخالية من الدخان، مثل: السجائر الإلكترونية، والتبغ المسخن، وأكياس النيكوتين، ومضغات التبغ.
وقال الدكتور غاريت ماكغفرن، الممارس العام المتخصص في طب الإدمان، إن هناك انتشارًا متزايدًا لاستخدام السجائر الإلكترونية، باعتبارها أحد المنتجات المبتكرة التي تسهم في الحد من مخاطر حرق التبغ، مضيفًا أنه لابد من دعم مبدأ الحد من المخاطر، كوسيلة لمواجهة الأثار الصحية الناتجة عن التدخين التقليدي.
وتابع: “يبدو أن النيكوتين يُلقى عليه باللوم في كل شيء، ويتم التعامل معه باعتباره كبش فداء عندما تكون القضية الحقيقية هي الحد من المخاطر”، مؤكدا براءته من تهمة التسبب في الأمراض الناتجة عن التدخين، وأن السبب الرئيسي في تلك الأمراض هو الدخان الناتج عن عملية الحرق التي تنتج العديد من المواد الكيميائية الضارة.
كما أعرب مارك أوتس، مدير منظمة We Vape ورابطة مستخدمي تبغ المضغ SNUS، عن قلقه بشأن الاعتقاد الخاطئ لدى الجمهور بأن مادة النيكوتين تعد سببًا للأمراض المرتبطة بالتدخين التقليدي، في ظل وجود 1.1 مليار مدخن على مستوى العالم، مما يشكل مصدر قلق كبير للصحة العامة.
واستطرد: “لا يوجد مجتمع يستخدم مادة النيكوتين وأصبح الآن خاليًا تمامًا منها، فهناك تجارب بارزة لدول، مثل: السويد، التي تحولت إلى استخدام المنتجات الخالية من الدخان، باعتبارها بديل أفضل من السجائر التقليدية القائمة على حرق التبغ”، مشيرًا إلى أنه إذا أدرك العاملون في مجال الصحة العامة وصناعة السياسات أهمية تلك المنتجات المبتكرة، فإنه بالإمكان التوصل إلى الطرق المطلوبة لمواجهة أمراض التدخين.
ويذكر أن تدخين التبغ عن طريق الحرق يعد السبب الرئيسي للأمراض المرتبطة بالتدخين، فعند احتراق التبغ، فإن درجة الحرارة تتراوح من 900 إلى 950 درجة مئوية؛ مما ينتج عنه كميات كبيرة من المواد السامة والمسرطنة، أما في حال استخدام منتجات التبغ المسخن أو السجائر الإلكترونية، فلا تتجاوز درجات الحرارة حوالي 350 درجة مئوية؛ بما يؤدي إلى تفاعلات كيميائية وتدهور حراري أقل، والذي ينعكس على تقليل العديد من المواد السامة والمسببة للسرطان التي تنتج عن حرق التبغ في السجائر التقليدية.
كما تتنوع منتجات التبغ البديلة الخالية من الدخان، وتشمل منتجات التبغ المسخن والتي تعتمد على تسخين لفائف التبغ فقط بدلا من حرقه، وتمنح الجسم النيكوتين المطلوب، وكذلك السجائر الإلكترونية التي تعتمد على تبخير السائل المضاف إليه محلول النيكوتين لتكوين رذاذ ذو نكهات مختلفة، بالإضافة إلى مضغات التبغ وهي أيضا تحتوي على النيكوتين ومصممة للاستخدام عن طريق “المضغ”، وأكياس النيكوتين، التي تستخدم عن طريق الفم أيضا، لكنها لا تحتوي على التبغ، وجميعهم لا ينتج دخانا أو رمادا حيث لا يعتمدون على الحرق.
وتشير نتائج آخر الأبحاث العلمية إلى أن السموم والمواد الضارة الناتجة عن احتراق التبغ في السجائر التقليدية تكون أقل في حدود 94% أو 96٪ عند التحول إلى استهلاك التبغ المسخن أو السجائر الإلكترونية، بما يتيح بدائل منخفضة المخاطر للمدخنين غير الراغبين في الإقلاع عن التدخين، مع التأكيد على أن الخيار الأفضل دائمًا هو الإقلاع تمامًا عن التدخين.