كتب الخبير الاقتصادي “محمد العريان” في مقال بصحيفة “فاينانشال تايمز” إن الأسواق الصينية لم تعد وجهة للاستثمار طويل المدى، وأوضح أنه حتى تتمكن بكين من تحقيق تحول اقتصادي واضح، فإن المستثمرين الأجانب على حق في التعامل مع السوق باعتبارها محطة للمضاربة.
وأشار إلى أنه بعدما تمت الإشادة بالصين بسبب معجزاتها الاقتصادية المتكررة التي انتشلت مئات الملايين من الفقر، فهي الآن تواجه تصورًا بأنها تقف على أرض أكثر اهتزازًا، ومعرضة لخطر الاستسلام لفخ الدخل المنخفض المخيف الذي تعانيه البلاد للتحول من اقتصاد يعتمد فيه النمو بصورة كبيرة على التكاليف المنخفضة والطلب العالمي الكبير.
وأضاف كبير المستشارين الاقتصاديين لدى “أليانز”: نتيجة لذلك، يتبدد زخم النمو، وتتآكل القدرة التنافسية، وتضعف القوة المالية وتصبح الاستثمارات الأجنبية طويلة الأجل أكثر صعوبة.
وذكر أن المستثمرين الأجانب سحبوا حوالي 7 تريليونات دولار من السوق منذ عام 2021، ويعود السبب وراء ذلك في العام الماضي تحديدًا إلى فشل تعافي البلاد بعد الوباء في ظل الرياح المعاكسة التي تشمل انخفاض الإنفاق المحلي والتخلف عن السداد في سوق العقارات، وأعباء الديون المرتفعة، والحملة المستمرة على قطاع التكنولوجيا.
وأوضح أن ارتفاع مؤشر الأسهم الصينية “سي إس آي 300” بحوالي 11% منذ فبراير مع انتعاش الأسواق في الأسابيع الأخيرة من شأنه أن يوفر فترة راحة مؤقتة فقط.
وكتب: لا ينبغي للصين أن تجد سوى القليل من العزاء في الأداء الأخير لسوقها للأوراق المالية، فهذه التدفقات المضاربية ليست مؤشرًا رئيسيًا على تدفقات المقيمين طويلة الأجل والأكثر استقرارًا.