5 دول عربية تكافح أزمة غذاء عالية الخطورة

أثرت أزمة الغذاء العالمية في 9.2% من سكان العالم في عام 2022، وفقًا لقياس معدل انتشار نقص التغذية (PoU)، إذ تتراوح أعداد الأشخاص الذين يعانون من الجوع ما بين 691 و783 مليونًا، بمتوسط نحو 735 مليون نسمة.

ومن المتوقع أن يعاني نحو 600 مليون شخص من أزمة غذاء حادة بحلول عام 2030.

بينما تستمر أزمة المجاعات وانعدام الأمن الغذائي، يُفقد نحو 13% من إجمالي المواد الغذائية في العالم في سلسلة التوريد من مرحلة ما بعد الحصاد حتى مرحلة البيع بالتجزئة، مع هدر إضافي بنسبة 17% من خلال الأسر، وخدمات تقديم الطعام، ومتاجر البيع بالتجزئة، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو).

في إطار اليوم الدولي للتوعية بالفاقد والـمُهدَر من الأغذية، وهو اليوم الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 سبتمبر، إليك قائمة أعلى خمس دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واجهت نقصًا حادًا في الأمن الغذائي في عام 2022، وفقًا لتقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2023.
يواجه نحو 30.4 مليون شخص في الدول الخمس مجتمعة أزمة غذاء وانعدام الأمن الغذائي، مع تعرض ثلاث منها إلى أزمات غذائية كبرى في عام 2022.

1- اليمن

معدل انتشار نقص التغذية (PoU): %34.5
متوسط عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية: 11.4 مليون نسمة

سجل اليمن أعلى نسبة لانتشار نقض التغذية بين جميع دول غرب آسيا بنحو 34.5%. وبلغ عدد الأشخاص الذين يعانون أزمات الغذاء وانعدام الأمن الغذائي المعتدل والشديد نحو 22.2 مليون شخص داخل الدولة.
تعد الصراعات المستمرة، وانعدام الأمن الداخلي، وعدم الاستقرار الاقتصادي، والظروف الجوية من الأسباب الرئيسية لحدوث أزمة الغذاء الكبيرة التي شهدتها البلاد العام الماضي.
صنف اليمن كثاني أقل الدول سلمًا في العالم في مؤشر السلام العالمي لعامي 2022 و2023.
يعتمد اليمن بشكل كبير على الواردات لتلبية 85% من احتياجاته الغذائية، ما يجعل البلاد معرضة بشدة للتغيرات في ظروف السوق، واضطرابات الواردات، وتقلبات العملة. وأي اضطرابات في هذه المناطق يمكن أن يكون لها تأثير عميق في توافر الغذاء وأسعاره داخل اليمن.

2- سوريا

معدل انتشار نقص التغذية (PoU): %27.8
متوسط عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية: 5.9 مليون نسمة

يعد تدهور الليرة السورية في السوق الموازية هو المحرك الرئيسي لأزمة الغذاء في البلاد في عام 2022، ما أسفر عن انتشار التضخم على نطاق واسع، وتراجع القوة الشرائية للشعب بشكل كبير.
في مارس 2023، بعد أن ضربت الزلازل البلاد في فبراير، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP) أن 12.1 مليون شخص، أي أكثر من 50% من مواطني سوريا، أصبحوا يعانون أزمة انعدام للأمن الغذائي، فضلًا عن مخاطر تعرض 2.9 مليون شخص إضافي لأزمة مجاعة.

وفي يونيو 2023، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن تخفيض المساعدات المقدمة إلى 2.5 مليون شخص من أصل 5.5 مليون شخص يعتمدون على الوكالة في تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية.

3- العراق

معدل انتشار نقص التغذية (PoU): %16.3
متوسط عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية: 7.1 مليون نسمة

تعد الظروف المناخية القاسية العامل الرئيسي وراء انعدام الأمن الغذائي في العراق.
في عام 2022، عانت المناطق الرئيسية لزراعة وإنتاج الحبوب في العراق، التي تعتمد على الأمطار بشكل كبير، من الجفاف، ما أدى إلى انخفاض إنتاج الحبوب المحلي.
دفع هذا العراق إلى زيادة وارداته من الحبوب بين عامي 2022 و2023. وفي نفس الوقت وصل معدل التضخم السنوي لأسعار المواد الغذائية 6.32% في نوفمبر 2022، ما أدى إلى تفاقم الأزمة.

 

4- السودان

معدل انتشار نقص التغذية (PoU): %11.9
متوسط عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية: 5.4 مليون نسمة

يرجع السبب وراء الوضع المأساوي في السودان إلى الظروف الاقتصادية السيئة، التي استمرت بسبب انخفاض احتياطيات العملات الأجنبية، وتراجع قيمة العملة، والتضخم.
ارتفعت أسعار المواد الغذائية وغيرها من السلع، ما دفع الأسر إلى تقليل القوة الشرائية.
في سبتمبر 2022، ارتفع سعر الذرة السودانية 243% مقارنة بنفس الفترة في عام 2021.

وفي أغسطس 2023، أصدرت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) تحذيرًا خطيرًا بشأن تفاقم أزمة الغذاء في السودان، وتُعزى الأزمة إلى الصراع المتصاعد الذي حدث في منتصف أبريل بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. ما أثر في الأمن الغذائي لأكثر من 20.3 مليون شخص في البلاد.

5- ليبيا

معدل انتشار نقص التغذية (PoU): %8.4
متوسط عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية: 600 ألف نسمة

كانت حالة عدم الاستقرار الطويلة الناجمة عن النزاع المسلح، والاعتماد على الواردات، والتقلبات الاقتصادية الصارخة، وتأثير جائحة كوفيد-19، العوامل الرئيسية التي تسببت في انعدام الأمن الغذائي في ليبيا.

في سبتمبر 2023، عندما ضرب إعصار البحر المتوسط “دانيال” ليبيا، تفاقمت الأوضاع في البلاد، وأودت بحياة نحو 4 آلاف شخص، ونزوح نحو 40 ألف شخص داخليًا.

ناشد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بضرورة اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لتقديم المساعدة للأسر المتضررة من الفيضانات.