شينخوا: مبادرة التنمية العالمية المطروحة من الصين منصة تعاون عالية القيمة

أشارت الكاتبة والمحللة السياسية الجزائرية بسمة لبوخ إلى أن مبادرة التنمية العالمية التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ تعد منصة تعاونية عالمية عالية القيمة وإضافة نوعية من شأنها أن تقدم نموذجا فريدا لتحقيق الرفاه الاجتماعي الشامل.

وقالت بسمة لبوخ في مقابلة مكتوبة أجرتها معها وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إن المبادرة تنطلق من الإدراك الحقيقي لمعاني المصير المشترك لكل البشرية، وتعتمد بالأساس على فكرة تعزيز الثقة بين الدول والتغلب الجماعي على الصعوبات لبناء عالم أفضل.

وأفادت الخبيرة الجزائرية بأن ارتكازات المبادرة مبنية بالأساس في ظل التوجه العالمي من الأحادية القطبية إلى عالم متعدد الأقطاب.

وذكرت أن الارتكاز الأول هو صناعة اقتصادات قوية لا اقتصاديات تابعة، وتنمية شاملة لا خاصة بمنطقة دون أخرى، مشيرة إلى أن الصين توقن بأن إقصاء بعض الدول من التنمية يحرم الجميع من النموذج الأفضل للتنمية العالمية، في معاكسة تامة لمقاربات التنمية التي تبناها الغرب خلال العقود الماضية منذ الحرب العالمية الثانية.

وتابعت بسمة لبوخ قائلة إن البعد الأمريكي على سبيل المثال في التنمية السياسية للمنطقة العربية أضعف الممارسة السياسية بصورة أكبر وأدخلها في أتون صراعات لا تنتهي، أما على الصعيد الاقتصادي فالمقاربة الغربية أنهكت المؤسسات الاقتصادية للدول النامية بصورة أكبر ولم تخرجها من دائرية التبعية بقدر ما عمقت مشاكلها وديونها الخارجية، ويضاف إلى ذلك زيادة تردي المجتمعات والمعيشة اليومية للمواطن.

وأضافت أن الارتكاز الثاني الذي يقود مبادرة التنمية العالمية إلى النجاح هو سعي الصين قبل طرحها إلى توفير وتهيئة آليات ووسائل تجعل التجربة أكثر قابلية للتطبيق على أرض الواقع، ويتمثل ذلك في مبادرة “الحزام والطريق” التي طرحتها الصين في عام 2013 وانضمت إليها العديد من دول العالم وتساهم في معالجة فجوة البنية التحتية بين الدول، منوهة إلى أن هذا بالتأكيد يسرع النمو الاقتصادي لهذه الدول وينسجم تماما وخطط التنمية العالمية.

وتحدثت عن الارتكاز الثالث، قائلة إنه يتمثل في أن مبادرة التنمية العالمية تأتي من حيث التوقيت بعد وباء عالمي أضعف كثيرا اقتصاديات الدول النامية وفي ظل أزمات منها الأزمة الأوكرانية مؤخرا التي ضاعفت من مشكلات هذه الدول بارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة نتيجة تعطل سلاسل الإمدادات، ما يجعل تفعيل المبادرة ودفعها في هذا الوقت بالذات مهما جدا لهذه الدول لإعادة بعث التنمية بكل أبعدها الحضارية ومعالجة هذه الاختلالات.

وقالت الخبيرة الجزائرية إن انضمام الجزائر لأصدقاء مبادرة التنمية العالمية يندرج في إطار سلسلة من الاتفاقيات والشراكات الإستراتيجية والثنائية التي عقدتها الجزائر والصين وأثمرت الكثير من المشاريع الناجزة والمهمة، مضيفة أن الشراكة الجزائرية الصينية تعد نموذجا إيجابيا لشكل التنمية المتوازنة والشراكة المتكافئة المبنية على أساس رابح وأن العلاقات الجزائرية الصينية هي خير مثال على التعاون البناء والمتكامل.

ولدى إشارتها إلى أن الجزائر مهمة للصين كبوابة نحو أفريقيا، أوضحت بسمة لبوخ أن الجزائر ترغب في توسعة شراكتها مع الصين ومزيد من انخراط الشركات الصينية في الأنشطة الاقتصادية للبلاد، وتسعى لجلب التكنولوجيات في قطاع الطاقة واستغلال المناجم والبنى التحتية والأشغال العمومية، إضافة إلى تعزيز التعاون في مجال الفضاء وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

كما سلطت الضوء على أن الجزائر انضمت إلى الخطة التنفيذية للبناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق” منذ عام 2018، وكذلك خطة التعاون في المجالات الرئيسية التي تمتد حتى عام 2026، مبينة أن هذا يعزز حتمية تجسيد أشكال أخرى من الشراكات لعل أهمها بالنسبة للجزائر الآن هو الانضمام لمجموعة بريكس وما يمكن أن يعود به من نفع اقتصادي للجزائر ويضعها في مكانها الصحيح نظرا لإمكاناتها وموقعها الجغرافي والجيوسياسي.