العريان: الفيدرالي يسير في الضباب.. وزلة واحدة منه قد تحطم الأسواق!

محمد العريان

قال محمد العريان الخبير الاقتصادي إن السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي كانت تسير في الضباب بأقصى سرعة، ثم فجأة تم الضغط على الفرامل.

وأضاف: “هل نتوقع حوادث عندما يقود شخص ما هكذا؟ نعم. ونحن نفعل ذلك، لقد تعرضنا لحوادث مالية. بالنسبة لي، هذا لا يمثل مفاجأة على الإطلاق، الأمل هو ألا نتعرض لحادث اقتصادي كبير”.

وتابع العريان:  واصلت الأسواق توقع مسار أسعار الفائدة في عام 2023 الذي أشار إليه الاحتياطي الفيدرالي، واحتسبت سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة التي أكد جيروم بأول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، وزملاؤه مرارا أنها لن تحدث. ومن غير المرجح أن تتبدد هذه التطورات في أي وقت قريب، نظرا للشكوك الدورية والهيكلية التي تواجه الاقتصاد الأمريكي.

انتقد “العريان” قيادة باول مرارًا وتكرارًا خلال العام الماضي، اعترف بأنه “لا يوجد سبب” للولايات المتحدة للانزلاق إلى الركود ما لم يرتكب بنك الاحتياطي الفيدرالي زلة أخرى تغير كل شيء بالأسواق.

وأضاف: الاحتياطي الفيدرالي غير قادر على التصرف كمرساة قوية بما فيه الكفاية نظرا لافتقاره إلى الرؤية الاستراتيجية الواضحة ولامتلاكه إطار سياسة نقدية عفا عليه الزمن.

وأشار العريان إلى أن الاستجابة الصحيحة لمثل حالة عدم اليقين غير المعتادة هذه هو تقبلها والتكيف معها. وعلى الرغم من تعقيد التوقعات، من الممكن تحديد مجموعة من المسائل التي من المرجح أن تحدد النتائج الاقتصادية النهائية.

أولاً، هناك جانب العرض الأقل مرونة للاقتصاد بينما يسير العالم في تحول الطاقة، وضيق سوق العمل، وإعادة تشكيل الشركات لسلاسل التوريد، والطريقة التي تغير بها التوترات الجيوسياسية العولمة.

ثانيا، قدرة الاحتياطي الفيدرالي على خفض التضخم، مع احتواء الضرر الذي يلحق بالوظائف والنمو، والحفاظ على الاستقرار المالي، المعضلة الثلاثية للسياسة.

ثالثاً، مدى العدوى الاقتصادية السلبية الناشئة عن الهزات الأخيرة في البنوك المجتمعية والإقليمية، بما في ذلك هشاشة بنك فيرست ريبابليك والأثر العام في الإقراض المصرفي نتيجة ارتفاع تكاليف التمويل، وزيادة مخصصات خسائر القروض، وقاعدة ودائع أقل استقرارا، والبدء المحتمل لتشديد الرقابة والتنظيم.

أخيرا، العلاقة الأكثر تعقيدا على الدوام بين الاقتصاد والسياسة، على الصعيد المحلي “بما في ذلك سقف الديون الأمريكية”، وعلى الصعيد الدولي “بما في ذلك كيف تتفوق اعتبارات الأمن القومي على الاعتبارات الاقتصادية”.

فيما يتعلق بهذه المسائل المعقدة، نواجه جميعا مجموعة كبيرة من النتائج المعقولة. لذلك تحتاج العقليات وأساليب التخطيط إلى الابتعاد عن افتراض السيناريو الأساسي السائد الذي ينطوي على مخاطر إضافية أقل احتمالا.