غرفة التجارة المصرية الصينية: التحديث الصيني النمط من شأنه أن يساهم في التنمية العالمية

منطقة شركة تيدا الصينية فى مصر

أكد الأمين العام لغرفة التجارة المصرية – الصينية الدكتور ضياء حلمي، أن التحديث الصيني النمط يعد “هدفا إستراتيجيا” للصين في العصر الجديد، ويقوم على التنمية السلمية والتعاون المربح للجميع من أجل الرخاء المشترك، وأنه سوف يكون عنصرا “إيجابيا” للتنمية البشرية بصفة عامة.

وأضاف حلمي في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) أن “التحديث الصيني النمط هو تحديث سلمي، ويمكن التأكد من ذلك ببساطة من خلال المشروعات والمبادرات التي اقترحتها الصين، مثل مبادرة الحزام والطريق، والتي من الواضح أنها مبادرة للتنمية المشتركة”.

وأوضح الخبير المصري في الشؤون الصينية أن التحديث الصيني النمط هو أحد الأهداف التي تم التأكيد عليها في المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني لتحقيق الرخاء الداخلي جنبا إلى جنب مع التعاون المربح للجميع مع الدول الأخرى عبر العديد من المبادرات التي اقترحتها الصين مثل مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحزام والطريق.

وشدد حلمي على أن “مبادرة الحزام والطريق هي أيضا مبادرة للانفتاح على العالم ومبادرة للتحديث”.

وأضاف أن “المبادرة تدفع وتدعم وتعزز التنمية العالمية والسلم العالمي، وهي ليست مبادرة سياسية وليست للهيمنة”، مؤكدا أنها تسعى إلى استبدال الصراعات بين الدول بالتعاون والتنمية المشتركة.

وأكد الأمين العام لغرفة التجارة المصرية – الصينية، وهي منظمة غير ربحية مقرها القاهرة، أن مبادرة الحزام والطريق “ستغلق الباب أمام الحروب وتستبدلها بحالة من التجارة المشتركة والمكاسب المشتركة والسلم والأمن”.

وقال الخبير المصري إنه في إطار المبادرة، شاركت عدة شركات صينية في مشروعات بنية تحتية عملاقة في أفريقيا والعالم العربي، بما في ذلك مصر، وذلك في مجالات البناء والنقل والطاقة والتصنيع وغيرها، مضيفا أن “كل ما يصل من الصين إلى الدول النامية والدول العربية والدول الأفريقية مرتبط بالتعاون الإيجابي والعمل المشترك”.

وأشار حلمي إلى أن الدول لديها سمات شخصية مثل الأفراد تماما، وأن الصين لديها نموذج فريد من الاشتراكية ذات الخصائص الصينية يتماشى مع عملية التحديث فيها.

وقال حلمي إن “التحديث الصيني النمط هو نموذج للتنمية الصينية السلمية والإيجابية والرشيدة التي تصب في صالح الجميع”.

وتابع أن “المفهوم الصيني للتحديث هو مفهوم عادل يقوم على الفوز المشترك والتبادل الحضاري والثقافي والتجاري والفكري ويقوم كذلك على العدالة.

وأضاف أن “التحديث ليس مجرد كلمة، وإنما مفهوم وحركة وحالة ستقود الصين من خلالها العالم للدخول سويا في معادلة جديدة من التحديث للبشرية وللصين”.

وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، حققت الصين في مجال التكنولوجيا “طفرة تصل إلى حد المعجزة”، وفقا للخبير المصري.

كما أكد أن الإبداع والابتكار من الأهداف التي تم إبرازها في المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني وهما يساهمان في دفع نموذج التحديث الصيني النمط ونموذج الاشتراكية الصينية الحديثة.

وقال حلمي إن التحديث الصيني النمط يسعى إلى تعزيز التفاهم بين الدول والتبادل الثقافي، بدلا من الصراع الثقافي، كما هو الحال في النموذج الغربي للتحديث.

وأردف أن “هناك فرق كبير بين التحديث على الطريقة الصينية والمفهوم الغربي للتحديث القائم على الرأسمالية التي لا تهتم إلا بالمكاسب، حتى لو كان ذلك على حساب الشعوب النامية الفقيرة والضعيفة”.

وأضاف حلمي أن “الصين تدعو دائما إلى الفوز المشترك والعيش المشترك والتجارة المشتركة لصالح الجميع”.

كما أكد حلمي أن نموذج التحديث الصيني النمط “نموذج هام لكل الدول النامية التي تريد أن تتطور وتقدم لشعوبها الرفاهية والحياة الكريمة”.

وأشار إلى أن محاولة الصين للتحديث ليست مادية فحسب، بل تقوم أيضا على حضارتها الروحية والتناغم بين الإنسان والطبيعة.

وأوضح أن “فلسفة هذا النموذج الصيني المعاصر للتحديث يسعى إلى المزج بين الحضارة المادية والحضارة الروحية التي تتمثل في القيم والمبادئ والأخلاق”.

ورغم أن رخاء ورفاهية الشعب الصيني يمثل أولوية قصوى لدى الصين، إلا أنها باعتبارها دولة كبيرة وواحدة من أقدم الحضارات في العالم فإنها ترى أن لديها “مسؤولية إنسانية” تجاه تقدم البشرية، وفقا للخبير المصري.

وقال حلمي إن مفهوم التحديث الصيني النمط سيكون “تحديثا قويا وسيحقق أهدافه” وسيخلق “توازنا عالميا” تستفيد منه الدول المسالمة.

واختتم الخبير المصري بالقول “أعتقد أن فكرة التحديث الصيني ستكون مفهوما وتجربة صينية خاصة، وهذا أمر طبيعي، لكنه أمر إيجابي للغاية لتنمية البشرية كلها”.