ساويرس عن تصفية الحديد والصلب: بتخسر مليارات سنويًا ومعظم العمال لديهم “شغلانات تانية”

نجيب ساويرس

قال رجل الأعمال نجيب ساويرس، تعليقًا على تغريدة للنائب البرلماني السابق هيثم الحريري عبر تويتر يرفض فيها تصفية شركة الحديد والصلب، إن الأخيرة تخسر مليارات سنويًا، في إشارة الى تأييد قرار تصفيتها.

وأضاف ساويرس : “نسيت انها فى آخر خمسين سنة بتخسر مليارات سنويا من فلوس الشعب و دافعي الضرائب.. الأحسن نوزع علي كل عامل مكافأة من إجمالي خسائر سنتين متقسمةً عليهم ! للعلم معظم العمال بتشتغل في شغلانات تانية و يتيحي تمضي وبس”.

وكان هيثم الحريري نشر اليوم الأحد تغريدة تبرز بيان لاتحاد العمال يرفض فيه قرار الجمعية العامة لشركة الحديد والصلب بتصفية الشركة، قبل أن يرد عليه ساويرس.

اتحاد العمال يرفض قرار التصفية

وأعلن مجدي البدوي، نائب رئيس اتحاد عمال مصر، أمس السبت، رفضه لتصفية شركة الحديد والصلب وتحويلها إلى منتجع سكني على اعتبار أنها رمز للصناعة الوطنية في مصر والعالم العربي.

وطالب البدوي، خلال اجتماع للاتحاد لبحث أزمة شركة الحديد والصلب، بتشكيل لجنة تقصي حقائق جديدة لدراسة الأسباب التي جعلت المسئولين يطالبون بتطوير الشركة ثم التراجع بالسعي إلى تصفيتها، وكذلك تحويل كل من ساهموا في تخسير الشركة إلى النيابة العامة.

وأكد البدوي أن تصفية شركة بحجم الحديد والصلب هو انتحار اقتصادي وذلك لعدة أسباب أهمها: أن شركة الحديد والصلب تنتج أكثر من 32 نوعا من أنواع الحديد، وأن الشركات المثيلة داخل مصر لا تنتج معظم هذه الأنواع، وبالتالي سيكون الحل البديل أمام الحكومة عند احتياج هذه الأنواع الهرولة إلى الاستيراد من دول مثل تركيا، وبالتالي سترتفع فاتورة الاستيراد مما يؤثر بالسلب على الاقتصاد المصري.

وبحسب بيان للاتحاد، يتسبب قرار تصفية الشركة في تشريد حوالي 7500 عامل، منهم حوالى 5000 عامل لن يستحقوا معاشا شهريا إلا بعد سن الستين، وذلك طبقا لقانون التأمينات الاجتماعية الجديد، والذى ينص على أن من يتقاضى معاشا أثناء خروجه بنظام المعاش المبكر لابد أن يكون قيمة معاشه تساوي أكثر من 50% من قيمة آخر تسوية.

 وزارة قطاع الأعمال : حاولنا إنقاذها

وقالت وزارة قطاع الأعمال، اليوم، إنها بذلت جهودًا كبيرة لإنقاذ شركة الحديد والصلب قبل قرار جمعيتها العامة بالتصفية.

وأوضحت الوزارة في بيان، أنه تم عام 2014 تكليف الاستشارى العالمى تاتا ستيل المتخصص فى هذه الصناعة بعمل دراسة شاملة لأوضاع شركة الحديد والصلب بتكليف من الشركة القابضة، وأصدر تقريره موضحا نوعية الأعمال المطلوبة لتطوير الشركة متضمنة المناجم والمصانع بالأفران و تقدير لحجم الاستثمارات المطلوبة آنذاك. و تم الإنتهاء من إعداد كراسة الشروط عام 2015 و لكن تأخر الطرح إلى منتصف  2017  وتم فتح العروض الفنية فى نهاية عام 2017.

وفى بداية عام 2018 تم الاستعانة بشركة تاتا ستيل مرة أخرى لتحديث الدراسة التي أعدتها في 2014 نظرا لمرور 4 سنوات من تاريخ اعداد التقرير الأول وتم تلقي التقرير المبدئي فى يوليو 2018 والذي أشار إلى حدوث أضرار كبيرة في الأفران نتيجة سوء التشغيل خلال ال 4 سنوات و عدم قدرة الإستشاري على تحديد حجم الضرر و بالتالي سبل الإصلاح، كما أشار إلى مدى واسع جدا للإستثمارات المطلوبة. و طلب الإستشاري تشغيل الأفران بالطاقة القصوى لمدة 3 أشهر متصلة مع رصد النتائج يوميا وهو ما لم تتمكن إدارة الشركة من عمله إذ بلغ مدى التشغيل المستمر 12 يوما فقط.

وفي الربع الأول من عام 2019 تم دعوة بعض الشركات العالمية المتخصصة لتطوير وإدارة الشركة لمدة 20 عام بتمويل لايقل عن 100 مليون دولار، مع تقديم الحوافز لها و أهمها تقليص العمالة إلى 4 آلاف عامل و سداد مديونيات الشركة و البالغة حينذاك حوالي 6.5 مليار جم. و تم سحب كراسة الشروط من 5 شركات وتقدم عرض وحيد على أساس مقاولة EPC و ليس شراكة كما كان مطلوبا في الكراسة.

 وبالتوازى مع محاولة البحث عن الشريك المتخصص كانت هناك إجراءات هيكلة ذاتية تقوم بها الشركة القابضة بإشراف من الوزارة منها تسوية بعض المديونيات المتزايدة على شركة الحديد والصلب للجهات السيادية والبنوك والشركة القابضة والتى تعدت ال 9 مليار جنيه ، وتم بالفعل تسوية مديونيات لبنك مصر ووزارة البترول بقيمة 1.2 مليار جم.

وتابعت: يؤكد ما سبق، حرص وزارة قطاع الأعمال العام على وقف نزيف خسائر الشركة ومحاولة تطويرها.

التخوف  من تأثير تصفية شركة الحديد والصلب على السوق

قالت الوزارة: تجدر الإشارة إلى أن انتاج الشركة البالغ 112 ألف طن سنويا يمثل أقل من 1% من حجم السوق حيث أن الاستهلاك يتراوح بين 7 و 8 مليون طن سنويا، وحجم الطاقة الانتاجية فى مصر حوالى 11.8 مليون طن سنويا، ويتم استيراد حوالى 2 مليون طن بأسعار أقل من المحلي.