السفير الصيني بالقاهرة: العلاقات الصينية المصرية متينة رغم التغيرات المعمقة والمعقدة

ألقي السفير الصيني لياو ليتشيانغ كلمة خلال ندوة مشتركة عقدت اليوم بالقاهرة بعنوان ” الصين والعرب: التكاتف معًا لبناء مجتمع صيني – عربي ذي مصير مشترك وخلق مستقبل جديد للعلاقات الودية بينهما” .

واستعرض السفير الإنجازات المحققة واستشراف آفاق التعاون , وقال أن عام 2022 يعد عامًا حاسمًا لوراثة السلف والتمهيد للخلف.

أضاف: إذا نظرنا إلى العالم، سنجد أنه يتطور الاتجاهان المتمثلان في التغير والاضطراب في العالم باطراد، ويتفاعل التوجهان المتمثلان في التضامن والانقسام. إذا نظرنا إلى الصين، سنجد أن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها الأمين العام شي جينبينغ توحد وتقود الحزب الشيوعي الصيني وأبناء الشعب الصيني من كافة القوميات في حسن التنسيق بين الوقاية من كورونا والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ودفع قضايا الحزب والدولة لتحقيق إنجازات جديدة، خاصة أن المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني عقد بنجاح في أكتوبر الماضي، بما يرسم خططا مستقبلية طموحة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل ودفع تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل، ويقدم الحلول الصينية للمشاكل المشتركة التي تواجه البشرية، ويضخ عوامل اليقين والاستقرار الثمينة على العالم الذي تسوده التغيرات والاضطرابات.

ذكر السفير أن عام 2022 سنة استنثائية للغاية بالنسبة إلى الدبلوماسية الصينية, و تحت التخطيط الشخصي من الرئيس شي جينبينغ وقيادة الدبلوماسية الرئاسية، ركزنا على بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وتعاملنا مع التغيرات وتغلبنا على المعضلات لإحراز إنجازات جديدة، وعملنا على تطبيق دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية على نحو شامل لتقديم مساهمات جديدة من أجل الحفاظ على سلام العالم وتعزيز التنمية المشتركة, استشرافا للمستقبل، يوضح تقرير المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني اتجاه تطور دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية، ويحدد استراتيجياتها الأساسية والترتيبات الاستراتيجية.

وقال: في مسيرة جديدة، سنلتزم بالغاية الأصلية للسعي واء تقدم البشرية والمصالح العليا للعالم برمته، وسنلتزم بالتحديث الصيني النمط لخلق شكل جديد من حضارة البشرية وتوفير خيار جديد للدول النامية، وسنلتزم بالتنمية السلمية لتقديم مساهمات صينية في سد العجز في التنمية والسلام.

تابع: سنلتزم بوضع مصلحة العالم بعين الاعتبار، ونعمل على بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية, وسنلتزم بالانفتاح العالي المستوى على الخارج، ونوفر للعالم فرصا جديدة من خلال تنمية جديدة في الصين, وسنلتزم بالاستقلالية وتوسيع الشراكة العالمية على أساس المساواة والانفتاح والتعاون. سنلتزم بالحوار بين الحضارات، ونكرس بنشاط القيم المشتركة للبشرية جمعاء، ونحول الديمقراطية والحرية من الأداة السياسية التي يتلاعب بها العدد القليل من الأشخاص إلى القيم التي تتمتع بها البشرية جمعاء, وسنلتزم بروح النضال بغية للتمسك بالمبادئ وتكريس العدالة. إن المصالح الجوهرية للدولة لن يسمح إلحاق الأضرار بها، والسيادة وسلامة الأراضي لن يسمح الاعتداء عليها، وإعادة توحيد الوطن ونهضة الأمة لن يسمح تخريبها.

السفير الصيني
السفير الصيني

قال: يعد عام 2022 سنة استثنائية للغاية للعلاقات الصينية العربية, في الفترة ما بين يومي 7 و 10ديسمبر الماضي، سافر الرئيس شي جينبينغ إلى الرياض لحضور القمة الصينية العربية الأولى والقمة الصينية الخليجية، وقام بزيارة الدولة إلى السعودية، ويمكننااستعراض واستخلاص هذه الزيارة على نحو شامل بأرقام 1 2 3 4 8.

السفير الصيني: ستواصل الصين ومصر تعميق التعاون في إطار بناء مبادرة الحزام والطريق

رقم 1 يعني أن الجانين الصيني والعربي أصدرا إعلان الرياص الصادر عن القمة الصينية العربية الأولى، واتفقا على العمل بكل الجهود على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد.

رقم 2 يعني أكبر وأعلى. إن هذه الزيارة هي أكبر نشاط دبلوماسي على أعلى مستوى تنظمها الصين تجاه العالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية.

رقم 3 يعنيروح الصداقة الصينية العربية ذات النقاط الثلاث التي استخلصها الرئيس شي جينبينغ، وتتمثل في التضامن والتآزر، والمساواة والمنفعة المتبادلة، والشمول والاستفادة المتبادلة.

رقم 4 يعني السبل الأربعة التي طرحها الرئيس شي جينبينغ لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، ألا وهي التمسك بالاستقلالية وصيانة المصالح المشتركة، والتركيز على التنمية الاقتصادية وتعزيز التعاون القائم على الكسب المشترك، والحفاظ على سلام المنطقة وتحقيق الأمن المشترك، وتعزيز التبادل الحضاري وزيادة التفاهم والثقة المتبادلة.

رقم 8 يعني الأعمال الثمانية المشتركة للتعاون العملي بين الصين والدول العربية التي طرحها الرئيس شي جينبينغ وتغطي مجالات تدعيم التنمية والأمن الغذائي والصحة والتنمية الخضراء والابتكار وأمن الطاقة والحوار بين الحضارات وتأهيل الشباب والأمن والاستقرار.

وقال: تعتبر السنة القادمة السنة الأولى لتنفيذ نتائج القمة الصينية العربية الأولى, يجب علينا التضامن بقلب واحد والعمل يدا بيد على تطوير التعاون الصيني العربي الرائد، وتدعيم قوة السلام والتقدم، بما يضخ طاقة إيجابية هائلة على قضية البشرية من أجل السلام والتنمية والعدالة والتقدم.

قال إن عام 2022 سنة استثنائية للغاية للعلاقات الصينية المصرية أيضا , إذا استعرضنا هذه السنة، سنجد أن العلاقات الصينية المصرية تبقى متينة كصخر رغم التغيرات المعمقة والمعقدة على الصعيدين الدولي والإقليمي، وأصبحت طابعها الاستراتيجي والشامل أكثر بروزا.

تابع: ما يشجعنا أكثر هو التواصل المكثف بين رئيسي البلدين. عقد الرئيس شي جينبينغ والرئيس عبد الفتاح السيسي لقاءين في هذه السنة رغم تداعيات كورونا وتقلبات الأوضاع الدولية، بما يضخ طاقة قوية على تطوير الشراكة الاستراتيجية الشاملة الصينية المصرية لتحقيق تنمية أكبر.

أضاف: ما يؤثرنا أكثر هو الدعم المتبادل الثابت والقوي بين الصين ومصر. مصر تقف بثبات إلى جانب الصين في القضايا المتعلقة بتايوان وشينجيانغ وهونغ كونغ وغيرها. أكد الرئيس السيسي علنا على التزام مصر بمبدأ الصين الواحدة.

كما استغلت الصين تأثيراتها الدولية والسياسية لدعم مصر في استضافة COP27 بنجاح والحفاظ على المصالح المشتركة للدول النامية بقوة.
ما يسعدنا أكثر هو تزداد الأخبار السارة للتعاون العملي بين الصين ومصر, و خلال السنة الجارية، أنجزت الشركة الصينية بناء كوبري العرفان باعتباره أطول جسر السكك الحديدة ذي الهيكل الفولاذي الدوار في العالم.

وقال: بفضل التعاون الصيني المصري، بدأ تشغيل القطار الكهربائي الخفيف الخاص بمدينة العاشر من رمضان بصفته أول قطار كهربائي خفيف في إفريقيا، وافتتح مجمع التبريد اللوجستي الخاص بحفظ اللقاحات الذي يحتل المركز الأول في إفريقيا من حيث القدرة الاستيعابية ودرجة الأتمتة، ووقعت العقود لأكبر مشروع طاقة الرياح وأكبر مشروع الطاقة الكهروضوئية في مصر. وبدأ مؤخرا تصدير الرمان المصري الطازج إلى الصين، وسندفع تصدير المزيد من المنتجات الزراعية المصرية إلى الصين.

تابع أن ذلك يحفزنا أكثر هو التواصل الثفافي والإنساني المتنوع بين الصين ومصر. في هذه السنة، دخلت اللغة الصينية إلى 12 مدرسة مصرية مختارة كلغة أجنبية إختيارية ثانية، وعرض المسلسل الصيني المتعلق بمكافحة الفقر بعنوان الهجرة إلى السعادة على الشاشات المصرية.

أضاف: نظمنا مسابقة الفيديوهات القصيرة تحت عنوان الصين في عيني ومعرض رسوم الأطفال تحت عنوان أحب الباندا العملاقة وغيرها من الفعاليات، ويسرنا أن نجد كثيرا من الشباب المصريين يبادرون إلى توارث الصداقة الصينية المصرية.

عقد الرئيس شي جينبينغ لقاءا ثنائيا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا على هامش القمة الصينية العربية الأولى، بما يضع خططا استراتيجية لتطوير العلاقات الصينية المصرية في المرحلة القادمة.

أولا، ترسيخ الثقة السياسية المتبادلة. سيواصل الجانبان الصيني والمصري مواصلة تبادل الدعم في سلك طريق التنمية الذي يتناسب مع الظروف الوطنية، ودعم بثبات الجانب الآخر في الحفاظ على سيادة الدولة وأمنها ومصالحها التنموية، ودفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة لتحقيق تقدم أكبر بهدف بناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك في العصر الجديد.

ثانيا، تعميق التعاون القائم على المنفعة المتبادلة.

ستواصل الصين ومصر تعميق التعاون في إطار بناء مبادرة الحزام والطريق، ودفع إنجاز بناء القطار الكهربائي الخفيف الخاص بمدينة العاشر من رمضان وCBD للعاصمة الإدارية الجديدة في الموعد المقرر وبجودة عالية، وحسن تنفيذ مشروعات التعاون الكبرى بما فيها منطقة تايدا السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر.

ستستورد الصين المزيد من المنتجات الزراعية من مصر، وتوسع التعاون معها في مجالات التمويل والاستثمار والإنتاج المشترك للقاحات والفضاء.

وسيعمل الجانبان معا على تطوير ورشة لوبان وتعليم اللغة الصينية وتأهيل المزيد من سفراء الصداقة الصينية المصرية.

ثالثا، تعزيز التنسيق على الساحة الدولية. سينتهز الجانبان القمة الصينية العربية الأولى كفرصة سانحة للعمل يدا بيد على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، وتعزيز التنسيق حول تنفيذ الأعمال الثمانية المشتركة الصادرة عن القمة الصينية العربية والبرامج التسعة في إطار منتدى التعاون الصيني الإفريقي. كما سيعزز الجانبان التعاون في الأمم المتحدة وغيرها من المنصات المتعددة الأطراف لتدعيم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

قال: استعراضا للماضي، حققنا نتائج مثمرة, استشرافا للمستقبل، نسعى وراء الآفاق المشرقة. يستعد الجانب الصيني لبذل جهود مشتركة مع الجانب المصري في الاسترشاد بتوافقات رئيسي البلدين، وتوطيد الثقة السياسية المتبادلة باطراد، وتوسيع التعاون العملي وترسيخ الصداقة بين الشعبين، بما يعود بالفوائد على البلدين والشعبية.