حوار.. المدير التنفيذي لـ «آي صاغة» : ما يحدث فى سوق الذهب «خارج حدود المعقول»

سعيد امبابي، الرئيس التنفيذي لشركة« اي صاغة» لتداول الذهب عبر شبكة الانترنت

“ما يحدث في سوق الذهب حاليًا خارج حدود المعقول.. لا توجد إحصائية واحدة واضحة يمكننا أن نبنى عليها أى توقع بشأن اتجاهات الأسعار في ظل الظلام الحالك الذي يعيش فيه السوق”، هكذا بدأ سعيد إمبابى، المدير التنفيذي لمنصة آي صاغة لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت حواره مع «كابيتال» للحديث عن الأسعار القياسية التي سجلها المعدن الأصفر خلال الفترة الأخيرة.

وخلال الحوار عرض إمبابي الضوابط الحاكمة لتسعير الذهب، وتأثير ارتفاع الدولار وزيادة الطلب على الأسعار، والممارسات التجارية التي تُغيّر نتائج المعادلة وتربك الأسواق.. وإلى نص الحوار..

“كابيتال”: في البداية.. ماذا يحدث في سوق الذهب حاليًا ولماذا ارتفعت الأسعار إلى تلك المستويات القياسية؟

إمبابي: من المعلوم للجميع أن أسعار الذهب فى مصر يتم تحديدها بناءً على ثلاثة عوامل، الأول يتمثل في السعر العالمى للأوقية، والثانى يتعلق بسعر صرف الجنيه مقابل الدولار، والعامل الثالث والأخير هو العرض والطلب.

وبما أن سعر الأوقية عالميًا شبه ثابت يتبقى عاملين، إما سعر الجنيه أو العرض والطلب، وهما أقوى عاملين تأثيرًا فى سعر الذهب محلياً، وهما المسؤولان الآن عن سعر الذهب الحالي.

السوق تشهد تلاعبًا فى الأسعار يقف خلفها المستفيدين من فروق الأسعار بين البيع والشراء

“كابيتال”: البعض يتحدث عن تلاعبات ومضاربات في سوق الذهب.. من يقف خلفها وكيف يتم السيطرة عليها؟

إمبابي: أرى أن هناك تلاعب فى الأسعار بصورة أو بأخرى حتى مع وجود عامل العرض والطلب.. تلك التعاملات أرى أن خلفها بعض من المستفيدين من فروق الأسعار بين البيع والشراء الذى وصل إلى 100 جنيه فى بعض الأوقات.

“كابيتال”: هل يكسر سعر جرام الذهب عيار 21 حاجز 2000 جنيه قريبًا.. وما توقعاتك للأسعار خلال ديسمبر؟

إمبابي: كل التوقعات مطروحة ولا يمكن لأى أحد التكهن أو التوقع فكل ما يدور فى السوق المصرية خارج حدود المعقول ولا توجد إحصائية واحدة واضحة يمكننا أن نبنى عليها أي توقع نظرًا للظلام الحالك الذي يعيش فيه سوق الذهب تحديدًا.

عميل الذهب يتأثر بارتفاع الأسعار ويتجه للشراء بقوة خوفًا من استمرار الزيادة

“كابيتال”: هل هناك طلب فعلي على الذهب يؤثر على الأسعار أم يتعلق الأمر بالدولار فقط؟

إمبابي: بالفعل يوجد طلب كبير على الذهب كبديل آمن للجنيه لما يعرف عنه كملاذ آمن.. وبالطبع سعر الدولار هو أحد أهم عاملين فى تحديد سعر الذهب.

“كابيتال”: هل أصبحت الأسعار المحلية منفصلة عن الأسعار العالمية؟ وما هو سعر الدولار التي يتم التسعير بناءً عليه؟

إمبابي: بالفعل انفصلنا تمامًا فى تسعير الذهب عن السوق العالمية وأصبح سعر الأوقية غير مؤثر واصبح ارتفاعها وانخفاضها كأن لم يكن.

“بحسبة بسيطة إذا نحينا عامل العرض والطلب أصبح سعر الذهب الآن بناءً على تسعير الدولار أعلى الـ35 جنيهًا بل فى بعض اللحظات تخطى هذا الرقم ليصل الى 35.75 جنيهًا”.

انفصلنا تمامًا فى تسعير الذهب عن السوق العالمية وأصبح سعر الأوقية غير مؤثر

“كابيتال”: في مثل تلك الأوقات كيف يتأثر الطلب على الذهب؟

إمبابي: طبيعة عميل الذهب يتأثر بالارتفاع وليس الانخفاض، لأنه دائمًا ما يتجه إلى الشراء فى أوقات ارتفاع الأسعار لتخوفه من استكمال الارتفاع ويبدأ فى الشراء بقوة كلما ارتفع أكثر والعكس صحيح تمامًا تهدأ عمليات البيع والشراء كلما انخفض السعر.

استمرار الوضع الحالي يجعل الذهب أهم الملاذات الآمنة للمستثمرين

“كابيتال”: هل هذا الوقت مناسب لشراء الذهب أم بيعه؟

إمبابي: “لا يمكن الإجابة على هذا السؤال فى الوقت الحالي أبدًا.. نحن الآن داخل موجة ارتفاع ضخمة لا يمكن أن نتوقع أى شيء إلا بعد انتهاء تلك الموجه واستقرار الأسواق ومن ثم دراسة السوق من جديد لتحديد الاتجاه”.

هناك طلب كبير على الذهب كبديل آمن للجنيه.. و الدولار عامل مؤثر رئيسي في زيادة السعر

“كابيتال”: هل الذهب مخزن قيمة حاليًا أم وعاء استثماري؟

إمبابي: من مميزات الذهب تحديدًا أنه يمكننا من الاستثمار الآمن، وفى نفس الوقت يحافظ على القيمة، فكما نرى الآن الذهب يحقق مكاسب للمستثمرين تتفوق على جميع الأنشطة الاستثمارية الأخرى.

“كابيتال”: هل تؤثر تلك الزيادات على ترتيب الذهب بين الملاذات الآمنة للاستثمار كالعقارات والشهادات البنكية والأسهم؟

إمبابي: بالطبع نعم، لكن لا نريد أن نعيد ذلك الترتيب الآن حتى تتبيّن نهاية تلك الموجه، فإذا استمر الوضع على ماهو عليه استطيع أن أقول أن الذهب الآن أصبح رقم 1 بين تلك الملاذات، ولم يسبقه أحد سواء فى حفظ القيمة أو جنى الأرباح، ولكننى لا اتمنى أن يظل الوضع كما هو عليه وأتمنى أن تزول هذه الموجة سريعًا ونتحدث عنها فيما بعد كحدث عرضي مؤقت.