أثارت قمة المناخ “COP27” التى تعقد فى شرم الشيخ خلال الفترة من 6 وحتى 18 نوفمبر الحالي دور الشركات الناشئة , والاستثمارات الموجه إلي الأنشطة لمواجهة التغير المناخي , وجاءت زخم التوجهات الجديدة مع التهديدات التي تلوح في الأفق بسبب تأثر الأمن الغذائي .
يتطلب تغير المناخ مزيدًا من الإنفاق على الأسمدة ومضخات المياه والأجهزة الأخرى للحفاظ على إنتاجية المحاصيل ما يفرض ضرورة إيجاد حلولًا تكنولوجية لهذه الأزمة.
يتجه عدد من رواد الأعمال بمجال التكنولوجيا في مصر إلى الزراعة, وساهم البعض فى تصميم تطبيق هاتف ذكي يساعد المزارعين للحصول على أسعار أفضل لمحاصيلهم من خلال تجميعها مع الجيران.
ونظرًا لأن تغير المناخ ينصب على المزارعين، فإن عددًا متزايدًا من الشركات الناشئة المحلية في مجال التكنولوجيا يطلقون خدمات قائمة على الهواتف الذكية لمساعدتهم على إدارة الطقس غير المتوقع وجني المزيد من الأرباح من محاصيلهم.
الشركات الناشئة الزراعية تحافظ على نمو إنتاجية المحاصيل من تغير المناخ
تستضيف مصر ثاني أكبر سوق للشركات الناشئة في القارة الأفريقية بعد نيجيريا ، وكانت قد جذبت نحو 269 مليون دولار استثمارات فى النصف الأول 2022 من خلال 35 شركة مصرية ناشئة وفقا لمؤسسة “ماجنيت”.
وعلى الرغم من أن التطبيقات المتعلقة بالزراعة تمثل أقل من 2% من هذا التمويل ، فإن الأوضاع الراهنة تتسبب في جذب المزيد من المستثمرين, حيث أصبح قطاع التكنولوجيا الزراعية قطاعًا واعدًا للغاية للاستثمار فيه, فى ضوء المشاكل التي يواجهها المزارعون والتي يمكن معالجتها بسهولة باستخدام التكنولوجيا.
وأطلق مؤخرًا تطبيق يسمى الشونة ، يمكن المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة إيجاد مساحة لمحاصيلهم من الحبوب والفاصوليا في مخزن إقليمي للتخزين السائب ومعالجة يسمى “شونا” ، حيث يتم بيعهم للموزعين أو المصدرين عادةً ما تكون المساحة في الشونا باهظة الثمن بالنسبة للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة ، الذين يبيعون محاصيلهم بدلاً من ذلك عن طريق التجار الذين يقدمون أسعارًا أقل من السوق.
كما تستعد الشركة الناشئة “واصل” لربط المزارعين بسائقي الشاحنات لجمع المحاصيل وتقديمها إلى السوق, حيث عادة ما تكون المساحة على الشاحنات الكبيرة باهظة الثمن بالنسبة لصغار المزارعين, ويؤدي تجميع عمليات التسليم من عدة مزارعين إلى خفض التكاليف على المزارعين وسائقي الشاحنات.
تقدم الشركات الناشئة المصرية الأخرى في مجال التكنولوجيا الزراعية ، مثل Mozare3 و FreshSource ، ربط المزارعين مباشرة بالمشترين النهائيين “مصنع أو محل بقالة ، على سبيل المثال” ، حتى يتمكن المزارعون من تجنب التخمين والهوامش الضعيفة التي تأتي من التعامل مع الوسطاء.
التطبيقات المتعلقة بالزراعة تمثل أقل من 2% من التمويلات
ويوفر Mozare3 أيضًا خدمات حفظ السجلات المالية الرقمية ويربط المزارعين بالمؤسسات المالية للحصول على القروض.
وتسمح تكنولوجيا الهاتف المحمول لجميع هذه الشركات الناشئة بالوصول إلى أعداد كبيرة بما يكفي من المزارعين أو السائقين المستقلين ، وأصحاب الشونة ، ومعالجي المحاصيل ، واللاعبين في الاقتصاد الزراعي بمصر للعثور على كفاءات جديدة في سلسلة التوريد.
كما تقوم شركات ناشئة أخرى ببناء أدوات لجعل المزارع أكثر إنتاجية وقدرة على الصمود مثل 21Farmer و Tomatiki ، حيث يبيعون المعدات التي تدعم الويب والتي يمكن للمزارعين استخدامها لأتمتة الري ومراقبة صحة التربة.
من جانب أخر اختارت وزارة التعاون الدولي قائمة قصيرة مكونة من 15 شركة من بين 422 شركة ناشئة تقدمت لمسابقة ClimaTech Run – المدعومة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من خلال برنامج أعمال مصر.
وتعرض الشركات المختارة أعمالها على لجنة تحكيم مؤلفة من كبار مسؤولي الأمم المتحدة، إلى جانب ممثلين عن البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد وشركتي مايكروسوفت وجوجل خلال يوم الشباب في قمة المناخ.
حصدت الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 646 مليون دولار أمريكي في 69 صفقةً، ووصل إجمالي الاستثمارات هذا العام حتى الآن إلى 3 مليار دولار في 551 صفقةً.
أما قيمة الصفقات التراكمية فشهدت زيادة نسبتها 273% مقارنةً بقيمة الصفقات في سبتمبر والتي بلغت 173 مليون دولار، ونمو نسبته 331% مقارنةً بالعام الماضي إذ بلغت الاستثمارات 150 مليون دولار في أكتوبر 2021.
جاءت الإمارات العربية المتحدة في المقدمة بعد حصولها على أغلب التمويل بقيمة 460 مليون دولار في 24 صفقة. تجدر الإشارة إلى تصدر شركة كلين تك يلو دوور إنيرجي Cleantech Yellow Door Energy باقي الشركات من حيث التمويل بعد حصولها على استثمار ضخم قيمته 400 مليون دولار في واحدة من أكبر جولات التمويل في البيئة الريادية في المنطقة.
أما مصر فجاءت في المركز الثاني بعد أن حصلت على 113 مليون دولار في 18 صفقة، وأعلى ثلاث شركات من حيث التمويل: شركة موني فيلوز MoneyFellows بعد حصولها على 31 مليون دولار في جولة تمويل من السلسلة “ب”، والمنصة البنكية المفتوحة Telda بعد حصولها على 20 مليون دولار ، وسوق التجارة المتخصص في التعاملات فيما بين المؤسسات B2B ماكس آب MaxAB بعد حصول الشركة على 40 مليون دولار في جولة تمويل ما قبل السلسلة “ب”.
و تضم مصر أغلب المستثمرين النشطين بعد مشاركتهم في 18 صفقةً، تلاهم المستثمرون من الإمارات العربية المتحدة بعد مشاركتهم في 15 صفقةً، ثم المستثمرون في السعودية بعد مشاركتهم في 13 صفقةً.