صرحت السيدة راوية منصور رائدة الأعمال والرئيس التنفيذي لشركة رامسكو مصر وأويسيز تكنولوجيز موناكو، والحاصلة على لقب “القيادية الأفريقية لعام 2019 خلال قمة صوت مصر ، أن قضية تغير المناخ على رأس التحديات التي تواجه العالم حاليًا، لما لها من أضرار جسيمة على الدول والمجتمعات، وتعد قضية الأمن الغذائي على رأس القضايا المتأثرة سلباً نتيجة التغيرات المناخية، وقد وضعت مصر قضية تغير المناخ في مقدمة جهودها من خلال استضافتها لمؤتمر تغير المناخ cop27 الذي من المتوقع أن يطرح حلولاً للاقتصاد الأزرق والاقتصاد الأخضر حيث لم يعد هناك وقت للتأجيل ولابد أن تبدأ الأمم المتحدة بجمع الأموال التي وعدت بها وطرحها على الساحة العالمية لإنقاذ العالم من قضية تغير المناخ..
جاء ذلك خلال مشاركة “راوية منصور” في حلقة خاصة من حوارات ” قمة صوت مصرNarrative Summit ” “انطلاقة الاستدامة” والتي تأتي تزامناً مع استعدادات الدولة المصرية لاستضافة مؤتمر المناخ COP27، وتستضيف خلالها نخبة من الشخصيات البارزة، وذلك في إطار جهود “قمة صوت مصر” لتسليط الضوء على إيجابيات الدولة المصرية وأهم الإنجازات والمشروعات التنموية مع نظرة مستقبلية لأهم الموضوعات على الساحة المحلية والعالمية.
وأوضحت “منصور”:” لقد بدأت العمل وفق مفهوم الاستدامة والتطوير الزراعي المستدام منذ عام 2007، فمع ارتفاع أسعار الغذاء أخذت على عاتقي محاولة إيجاد حلول لتوفير الغذاء لجميع أفراد الشعب فبدأت بعمل دراسات عن الزراعة واكتشف من خلال دراساتي أن التنمية المستدامة هي الحل للقضاء على الفقر.”
وأضافت “منصور”:” أن تأثير التغيرات المناخية يزداد سوءاً مع الوقت خاصة أنه أصبح يمس قضية الغذاء فبسبب ارتفاع درجات الحرارة الناتجة عن تغير المناخ هناك كثير من الأغذية لا يمكن زراعتها..، كما أننا نعاني في الصيف من العديد من الأمراض التي تصيب المحصول خاصة أنها زراعة عضوية.”
وأشارت:” لقد بدأت، من خلال مشروعي رامسكو للتنمية المستدامة والزراعة العضوية، العمل في مجال إعادة تدوير مخلفات الغذاء من خلال “الفحم الأخضر” وهي احدى الطرق الفريدة للقضاء على الانبعاث الحراري، لأننا نعمل على تحسين التربة وتقليل المياه المستغلة، حيث نوفر 30% فوق التنقيط أي ما يقرب من 60% مع التنقيط، وفي نفس الوقت نقدم غذاء صحي بدون استخدام أي مبيدات قد تضر بصحة الشعب المصري، فهذا المشروع يختلف عن الزراعات الأخرى لأن هذا المشروع يؤدي إلى الاقتصاد الدائري.. بمعنى أننا نقوم بإعادة تدوير جميع المخلفات الزراعية لكي تصبح صفرية.”
وأضافت راوية منصور:” حصلت على براءات اختراع في مشروعين أولهم هي ماكينة “Bio char” أو الفحم الأخضر التي تقوم بتصنيع الفحم الأخضر من قش الأرز بجانب مخلفات أخرى، بدلا من التلوث الحادث من قبل من حرق هذه المخلفات، وبراءة الاختراع الثانية كانت في المخصبات الزراعية وهي التي تعمل على تقليل استخدام الماء وفي نفس الوقت تزيد الإنتاجية، كما حصلنا على شهادات أوروبية بجودة المنتجات والمحاصيل العضوية وإمكانية تصديرها.”
وأعربت منصور عن سعادتها لحصولها على عدد من الجوائز تقديراُ لجهودها على مدار السنوات الماضية، ومنها جائزة ” الاتحاد الدولي لسيدات الأعمال” في 2017 على 120 دوله عن مشروعها لتدوير المخلفات الزراعية الذي يعالج ال 17 هدف للأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وفي 2019 فازت بلقب “القيادية الأفريقية لعام 2019” الأكثر تأثيرًا على مستوى أفريقيا مشيرة أن ذلك كان بمثابة رسالة للاستمرار على الرغم من الصعاب التي واجهتها.
وأكدت منصور أن هذا المشروع زادت واتضحت أهميته جدا بعد كوفيد 19 وحرب أوكرانيا نتيجة وقف حركة الاستيراد والتصدير، وبالتالي بدلا من استيراد “Bio Char” والذي كان يستورد من الهند بحوالي 50 ألف جنية للطن يتم حالياً تصنيعه محليا من مواردنا، والأسمدة العضوية يتم تصنيعها من مخلفات المزرعة، فبالتالي نصل للاقتصاد الدائري الأمثل ومحاربة تغير المناخ.
ومن جانبها أعربت لمياء كامل مساعد وزير السياحة للترويج السابق ومؤسس قمة صوت مصر عن سعادتها باستضافة رائدة الأعمال راوية منصور في حوارات قمة صوت مصر كنموذج ملهم للسيدات الناجحات والباحثات عن التميز وخدمة المجتمع، وأشارت كامل أن قمة صوت مصر حرصت منذ البداية على إبراز وتسليط الضوء على تلك النماذج لتكون قدوة للأجيال القادمة.
وعن قضية الأمن الغذائي أوضحت كامل أن تحقيق الأمن الغذائي والقضاء على الجوع يعد الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة، ويعتبر قطاع الزراعة أحد أهم الركائز الأساسية في اقتصاديات الدول لدعم ملف الأمن الغذائي وتوفير الاحتياجات الاساسية للشعوب، وقد شهدت الدولة المصرية خلال السنوات الماضية تقدم كبيرا في ملف الأمن الغذائي من خلال وضع استراتيجية للتنمية الزراعية المستدامة وتطبيقها من خلال عدد من المحاور، كما أن مؤتمر المناخ يعد فرصة لإبراز النماذج المصرية الناجحة في هذا الشأن.