المؤتمر الوطني الصيني الـ20 يحدد أهداف التنمية الثابتة للصين

الصين

(شينخوا) بدأت أعمال المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، الذي طال انتظاره، في قاعة الشعب الكبرى في بكين أمس (الأحد)، وسط اهتمام محلي ودولي كبير.

وخلال افتتاح المؤتمر، الذي ينعقد كل خمس سنوات، قدم شي جين بينغ تقريرا شاملا في حضور أكثر من 2000 مندوب يمثلون أكثر من 96 مليون عضو بالحزب الشيوعي الصيني بجميع أنحاء البلاد، حيث استعرض فيه الإنجازات الرائعة الماضية وحدد مسار العمل للسنوات الخمس المقبلة وما بعدها.

وفي كلمته الحماسية التي استمرت نحو ساعتين، حدد شي، وهو الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، الطريق للسعي بوحدة نحو بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، والدفع الشامل لعملية النهضة العظيمة للأمة الصينية.

وفي خضم استعراضه أهداف الحزب بشأن الرحلة الجديدة في العصر الجديد، قال شي إن المهمة المحورية للحزب الشيوعي الصيني ستتمثل في الاتحاد مع أبناء الشعب بمختلف قومياته في كل البلاد في جهد منسق لتحقيق الهدف المئوي الثاني، ودفع النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل بالتحديث الصيني النمط.

وكما هو الحال في كلماته العامة الهامة السابقة، شدد شي في هذه الكلمة أيضا على أهمية استراتيجية التنمية المتمركزة حول الشعب، والتي تتماشى مع روح الحزب الشيوعي الصيني.

ولا شك في أن قيادة الحزب الشيوعي الصيني كانت العامل الحاسم وراء الإنجازات الكبيرة التي حققتها الصين.

وفي العقد الماضي، تمكن الحزب الشيوعي الصيني من قيادة الشعب الصيني نحو تحقيق ثلاثة إنجازات تاريخية سيكون لها تأثير كبير على العالم أجمع.

وأوضح شي في كلمته قائلا “استقبلنا الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، وولجنا إلى عصر جديد من الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وأتممنا المهمة التاريخية الخاصة بتذليل المشاكل المستعصية للقضاء على الفقر وإنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، ومن ثم تحقيق هدف الكفاح بحلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني”.

وتُظهر إنجازات العقد الماضي في الصين مدى تفاني الحزب الشيوعي الصيني والحكومة في قيادة البلاد باتجاه التقدم المذهل، وكذلك التزام الحزب الثابت بتعزيز حياة الشعب الصيني.

وتشير النظرة العامة على التقرير الذي قدمه شي، إلى أن الديمقراطية الاشتراكية في الصين، وتحديدا ديمقراطية العملية الكاملة الشعبية، تحمي بشكل فعال المصالح الأساسية للشعب.

كما تثبت آلية الحوكمة في الصين ديناميكيتها، مع استمرار الحزب الشيوعي الصيني في التكيف مع الحاجات المتغيرة للشعب والسعي نحو تلبية تطلعاته.

وقد ظل على الدوام الهدف الرئيسي للحزب من خلال تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي هو تلبية حاجات الشعب من أجل حياة أفضل.

ولهذه الغاية، بُذلت جهود دؤوبة لمعالجة القضايا العملية التي تهم الشعب، مثل قضايا التوظيف والتعليم والضمان الاجتماعي والرعاية الصحية والإسكان ورعاية المسنين وسلامة الغذاء والأمن العام.

كما تم التأكيد في التقرير على التزام الصين بأهداف سياستها الخارجية المتمثلة في حماية السلام العالمي ودفع التنمية المشتركة، ما يوفر مزيدا من الطمأنينة للمجتمع الدولي.

كما تواصل الصين بخطى ثابتة اتباع سياسة خارجية مستقلة تتسم بالسلام والاحترام المتبادل والتعاون المربح للجميع، لأنه بدون السلام والتناغم ستكون جميع مبادرات التنمية الأخرى غير مجدية.

وتتبنى الصين دائما موقفا مبدئيا بشأن القضايا الجيوسياسية، فضلا عن مواصلة التزامها باحترام أعراف العلاقات الدولية والدفاع عن النزاهة والعدالة الدوليتين.

لم تتدخل الصين مطلقا في الشؤون الداخلية للدول الأخرى أو تلوح بعمل عسكري ضد أي دولة، فضلا عن كونها قوة رئيسية للسلام في المشهد الجيوسياسي.

يشهد التاريخ على حقيقة أن الصين لم ولن تسعى مطلقا إلى الهيمنة أو الانخراط في التوسعية، إذ أن نهجها المفضل هو الانخراط البناء، بدلا من استخدام القوة.

ومع ذلك، أكد شي بكل قوة وجدية في التقرير أهمية حماية سيادة الصين ووحدة وسلامة أراضيها.

ويعد هذا أمرا مفهوما بالنظر إلى الأهمية التي تولى للأمن الوطني كحجر أساس في مسعى البلاد نحو تجديد شباب الأمة الصينية.

وقُوبل تعهد شي بالدفع بثبات لقضية إعادة التوحيد الوطني، بتصفيق حار ولفترة طويلة من المندوبين.

ويوضح هذا الرد الحماسي أنه لا يوجد أدنى شك في إصرار الصين وتصميمها على تحقيق إعادة التوحيد الوطني، وفي أن ذلك سيتحقق.

وفي الوقت الذي ينصب فيه تركيز المندوبين الآن على مراجعة التقرير وبنود جدول الأعمال الأخرى على مدار الأسبوع، فإن مراقبي السياسة في جميع أنحاء العالم سيتابعون عن كثب مؤتمر الحزب، في ظل امتداد تأثير سياسات الصين إلى ما وراء حدود البلاد.