شينخوا: الرحلة الجديدة للصين هدية لتنمية العالم

الصين

(شينخوا) أعرب سين سلاتري، الخبير الأجنبي الذي شارك في ترجمة التقرير الذي قدّمه شي جين بينغ، يوم الأحد الماضي، إلى المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، أعرب عن إعجابه الشديد بالتقرير واصفاً إياه بأنه “تطلعي للغاية”.

وكان سلاتري واحداً من بين 9 خبراء أجانب تمت دعوتهم للمشاركة في أعمال ترجمة التقرير شديد الأهمية. لقد بذل جميع الخبراء التسعة قصارى جهودهم لإهداء العالم نسخاً مترجمة عالية الجودة للتقرير باللغات الإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية والعربية والألمانية واليابانية واللاوسية.

وقال سلاتري، من أيرلندا: ” يُظهر التقرير نظرة ثاقبة، لكنه عملي للغاية أيضاً”، مضيفاً: “سيُحدث التقرير تأثيراً كبيراً على التنمية الصينية ودفعها قدماً نحو الأمام”.

التحديث الصيني النمط

أجمع الخبراء الأجانب جميعاً على أن تعبير “التحديث الصيني النمط” سيكون أحد الرسائل الرئيسية التي سيتلقاها القراء من التقرير المقدم يوم الأحد المنصرم.

وقال سلاتري إن خصائص التحديث الصيني النمط تختلف بشكل واضح عن المناهج التي اختارتها دول أخرى للسعي وراء التحديث في الماضي، واصفاً التحديث الصيني النمط بأنه “بالغ الأهمية” بالنسبة إلى العالم، وإن تحقيق التحديث لـ1.4 مليار نسمة من سكان البلاد يعتبر خطوة عظيمة إلى الأمام لصالح البشرية.

وأضاف سلاتري: “من خلال اتباع نهجها الخاص للتحديث، تؤكد الصين على أهمية أن تسعى كل دولة إلى التحديث من خلال نهج مناسب لظروفها الخاصة، وبشكل يقبله شعبها ويدعمه”.

من جانبه؛ قال يحيى مصطفى، البالغ من العمر 65 سنة، والذي كان مسؤولاً عن تحرير النسخة العربية: “إن التحديث الصيني النمط يوفر بالنسبة إلى الدول النامية، خياراً جديداً لإنجاز تحديثها، بحسب ظروفها الواقعية وعلى أساس المزيد من التعاون الدولي، بدلاً من النهب والحرب والدم.

ومن ناحية أخرى، قدّم التقرير نظرة ثاقبة لـ بيغي كانتافي فويات التي لطالما كانت تريد معرفة كيف تبدو أكبر دولة اشتراكية.

وأشارت بيغي إلى أن كلمات “الشعب” و”البيئة” و”السلام” كانت بمثابة نقاط رئيسية استخلصتها من التقرير.

وبصفتها خبيرة باللغة الفرنسية، قالت بيغي إن هذه التعبيرات كشفت أن التحديث الصيني النمط عملية تفيد كل الناس في الدولة وليس مجرد أقلية قليلة، ما سيمكن الصين من الوفاء بوعودها لتحقيق أهدافها المتمثلة في وصول انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى ذروتها بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، وأن الخيار التي اتخذته الصين لم يكن الإمبريالية أو الاستعمار أو الهيمنة، وإنما طريق للتنمية السلمية.

 معلم تاريخي للعقد الماضي

يلخص التقرير المقدم إلى المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني الإنجازات العظيمة على مدى السنوات الـ 10 الأولى من العصر الجديد في الصين. وقد شهد الخبراء الأجانب أنفسهم هذا التغير الكبير.

يعيش فرانشيسكو جي. أيلون، من إسبانيا في الصين منذ 18 عاما، ولطالما ذُهل من إنجاز الصين المتمثل في القضاء على الفقر، والذي شهد انتشال ما يقرب من 100 مليون من سكان الريف من براثن الفقر في أقل من 10 سنوات. وحول ذلك قال: “هذه مساهمة كبيرة في الحد من الفقر على الصعيد العالمي”.

بدورها؛ ولاحظت خبيرة اللغة الروسية كي. أنجلينا أن الشعب الصيني يتمتع الآن بسماء أكثر زرقة ومياه أنقى، ولديه المزيد من مركبات الطاقة الجديدة على الطرق.

وبالنسبة لـ في. مانزيل، من ألمانيا، التي عاشت في الصين لـ11 عاماً، فقد أحدثت المدفوعات عبر الهاتف المحمول والدراجات التشاركية والمنصات عبر الإنترنت الكثير من المفاجأة والراحة عندها، كما أشعرتها أيضاً بالقوة المتزايدة بالثقة الثقافية في الصين.

وفي السياق ذاته؛ أعرب تاجوتشي ناو من اليابان عن إعجابه بنظام الضمان الاجتماعي الصيني، ومبادرة الصين الصحية، والتدابير الرامية إلى معالجة شيخوخة السكان.

كما شاهد بونغتاي شاليونسوك من لاوس مؤخراً محاضرة فضائية مباشرة على شاشة التلفزيون، تضمنت تفاعلات بين رواد الفضاء الصينيين على متن محطة الفضاء الصينية والأطفال على الأرض. وقال إنه أمر لا ينسى.

وأضاف بونغتاي أنه وعلى الرغم البداية الصينية المتأخرة كثيراً في برنامجها الفضائي، إلا أنها أصبحت رائدة في صناعة الفضاء ومستعدة لتوسيع تعاونها العلمي – التكنولوجي مع دول أخرى.

وأضاف أن التغيرات الهائلة التي حدثت في العقد الماضي تتميز بأهمية بارزة، تنبع من القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني والمساعي الدؤوبة للشعب الصيني.

 فهم الحزب الشيوعي الصيني

يستلزم تفهم الصين فهماً جيداً للحزب الشيوعي الصيني، إلى جانب فهم تاريخه ومنطقه في الحوكمة. وكان هذا رأياً مشتركاً بين الخبراء الأجانب المشاركين في ترجمة التقرير.

تشمل العبارات والجمل الواردة في التقرير التي قال الخبراء إنها تركت انطباعاً كبيراً لديهم “دعم الشعب أهمية سياسية قصوى” و “فلسفة تنمية محورها الإنسان” و “الدولة هي الشعب، والشعب هو الدولة”.

وقال سلاتري: “إن مثل هذه المصطلحات تؤكد أهمية تقدير الحزب لعلاقته الوثيقة مع الشعب، كونه ملتزماً بكل إخلاص بخدمتهم وجعل حياتهم أفضل”.

يتذكر مصطفى المرة الأولى التي شارك فيها في ترجمة تقرير المؤتمر قبل خمس سنوات، عندما تعهد الحزب الشيوعي الصيني في مؤتمره الوطني الـ19 بتأمين انتصار حاسم في بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو معتدل في شتى النواحي.

وأضاف أنه ومع تحقيق هذا الهدف كما هو محدد، يقود الحزب الشيوعي الصيني البلاد الآن في رحلة جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة من جميع النواحي، مؤكداً بالقول: “إنه يثق بأن الحزب الشيوعي الصيني سيفي بوعده مرة أخرى”.

لقد تطور الحزب الشيوعي الصيني، الذي احتفل بالذكرى المئوية الأولى لتأسيسه العام الماضي، مما يزيد قليلاً عن 50 عضواً عند تأسيسه إلى أكبر حزب حاكم ماركسي في العالم، ويضم الآن أكثر من 96 مليون عضو.

تلاحظ أنجلينا، من روسيا، محتوى جديداً في كل مرة تترجم فيها وثيقة مهمة للحزب الشيوعي الصيني، وقالت: ” يتوجب علي الاستمرار في إثراء معرفتي لتقديم ترجمات جيدة.”

وبدوره؛ قال كانتافي فويات، الذي حصل على درجة الدكتوراه في تكييف الماركسية مع السياق الصيني، إن الحزب الشيوعي الصيني هو حزب يتمتع بقدرة قوية على البحث والعمل والابتكار ومواكبة العصر.

وبدوره؛ قال شاليونسوك إنه وعلى الرغم من أن العديد من المصطلحات الواردة من التقرير هي تعبيرات فريدة للحزب الشيوعي الصيني، مثل “القضاء على النمور” و “اصطياد الثعالب”، غير أنها حية وسهلة الفهم، ما يوضح قرار الحزب الشيوعي الصيني بممارسة الحوكمة الذاتية للحزب والإصلاح الذاتي بصورة كاملة وصارمة.

 رحلة الصين وفرصة العالم

وفي سبيل بناء الصين دولة اشتراكية حديثة عظيمة في شتى النواحي، يعتمد الحزب الشيوعي الصيني خطة استراتيجية من خطوتين: تحقيق التحديث الاشتراكي بشكل أساسي من عام 2020 حتى عام 2035، وبناء الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة عظيمة مزدهرة وقوية وديمقراطية ومتقدمة ثقافياً ومتناغمة وجميلة من عام 2035 حتى منتصف القرن الحالي.

وقالت مانزيل إن كلمة “الابتكار” تظهر عدة مرات في التقرير، مشيرة إلى أنها تتطلع إلى مزيد من التعاون بين الصين وألمانيا، لأنهما بلدان يحركهما الابتكار.

كما استطرد سلاتري قائلاً: “تحتاج الصين إلى عالم سلمي من أجل التنمية، وفي الوقت نفسه تأمل في المساهمة في السلام العالمي من خلال تنميتها”، ويستخلص هذا الاستنتاج من الأهداف التي يحاول الحزب الشيوعي الصيني تحقيقها، والتي تم تحديدها في التقرير المقدم إلى المؤتمر الوطني.

ويؤكد التقرير عزم الصين على تعزيز نوع جديد من العلاقات الدولية، وبناء اقتصاد عالمي مفتوح، ودعم التعددية الحقيقية.

ويقول التقرير إن الصين طرحت مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، و”إنها مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي لوضع هاتين المبادرتين موضع التنفيذ”.

وقال كانتافي فويت إن العالم يشبه الأسرة في تقاسم السراء والضراء، مشيراً إلى أنه ومن خلال تعزيز مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، يُظهر الحزب الشيوعي الصيني أنه يهتم برفاهية العالم بأسره وأنه مصمم على جعل رؤيته العظيمة حقيقة واقعة.

يتذكر مصطفى أن بلدية بكين لم يكن لديها سوى خطين لمترو الأنفاق قبل أكثر من 20 عاما، عندما جاء إلى الصين لأول مرة. أما الآن، فتمتد شبكة مترو الأنفاق في بكين في جميع الاتجاهات، وأصبحت البلدية المدينة الوحيدة في العالم التي تستضيف الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية، تماشياً مع تطور البلاد المضطرد خلال العقود الأخيرة، معرباً عن ثقته بأن الصين ستحقق تحديثها.

وقال: “آمل أن أشهد اللحظة التاريخية العظيمة مع الشعب الصيني”.