(شينخوا) جذب تقرير رئيسي يرسم مسار حملة التحديث الصينية الذي سلط الحزب الشيوعي الصيني الضوء عليه يوم الأحد في مؤتمره الوطني الـ20، انتباه العالم.
ولاحظت مجموعة من المراقبين الدوليين التزام الصين بالسلام العالمي والازدهار المشترك في خطة الحزب الشيوعي الصيني، وأعربوا عن ثقتهم في أن الصين ستقدم إسهامات أكبر للمجتمع الدولي في المستقبل.
وفي أثناء تقديمه التقرير إلى المؤتمر، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن الصين ستركز جهودها على إنشاء نمط تنموي جديد ودفع التنمية العالية الجودة.
وقال شي “لا بد لنا من تطبيق الفكر التنموي الجديد بصورة كاملة وسديدة وشاملة، والتمسك باتجاه الإصلاح في اقتصاد السوق الاشتراكي والانفتاح العالي المستوى على الخارج، وتعجيل إنشاء نمط تنموي جديد يتخذ الدورة الاقتصادية الكبرى المحلية قواما له ويتميز بالتعزيز المتبادل بين الدورتين الاقتصاديتين المحلية والدولية”.
وقال أوه إي سون، المستشار الرئيسي لمركز أبحاث المحيط الهادئ بماليزيا، إن الجودة أصبحت كلمة رئيسية في التنمية المستقبلية للصين، وسيحقق ذلك فوائد أكبر لشركاء الصين في التجارة والاستثمار.
وقال إنه على مدار السنوات الماضية، استفادت دول جنوب شرق آسيا من النمو الاقتصادي للصين وإصلاحها وانفتاحها، بما في ذلك من خلال مبادرة الحزام والطريق ومنطقة التجارة الحرة المحدثة بين الصين والآسيان والشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة.
أوضح أن التزام الصين بتعزيز الانفتاح عالي المستوى، أمر إيجابي للغاية لبقية العالم، وسط تعافي الدول من الركود الذي تسببت فيه جائحة كوفيد-19.
وباعتبارها مسعى تعاونيا، حظيت مبادرة الحزام والطريق بالترحيب من المجتمع الدولي كونها منفعة عامة ومنصة للتعاون.
وفي الوقت الذي تواجه فيه العديد من الدول النامية رياحا معاكسة للتنمية، فإن التنمية عالية الجودة في الصين مطلوبة أكثر من أي وقت مضى، حسبما ذكر أديري كافينس، وهو باحث في العلاقات الدولية مقيم في كينيا.
وبينما أعرب عن أمله في أن تواصل الصين دورها “كمرساة للاستقرار الاقتصادي العالمي”، قال كافينس إن مساعي الصين ستساعد العديد من الأسواق الناشئة في التغلب على تحديات الوضع الراهن.
التناغم بين الإنسان والطبيعة
وقال شي إن احترام الطبيعة والتكيف معها وحمايتها أمر ضروري لبناء الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل.
وفي معرض توضيحه للسمات المميزة للتحديث الصيني النمط، قال شي إن التحديث الصيني النمط هو تحديث يغطي حجما سكانيا هائلا، ويتمتع فيه أبناء الشعب كافة برخاء مشترك، ويحقق التوافق بين الحضارتين المادية والمعنوية، ويتعايش فيه الإنسان والطبيعة بانسجام ووئام، ويسلك طريق التنمية السلمية.
قال تيم بينتون، مدير برنامج البيئة والمجتمع في معهد تشاتام هاوس بلندن، إن الصين قطعت أشواطا نحو تحسين الإنتاجية البيئية وإنتاجية الموارد لاقتصادها من خلال زيادة الإنتاج مع تقليل الأثر البيئي النسبي.
وأضاف أنه تم إحراز تقدم ملحوظ في توليد الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية وخطط خفض الانبعاثات وجعل الهواء أنظف، وكذلك في الترميم الإيكولوجي، قائلا إن “الصين تحرز بالفعل تقدما نحو خلق حضارة إيكولوجية”.
دعا شي بلدان العالم بصدق وإخلاص إلى ترقية القيم المشتركة للبشرية جمعاء والتي تشمل السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، وتعزيز التفاهم والتحابّ بين شعوب مختلف الدول، مؤكدا على تحديات غير مسبوقة يواجهها المجتمع البشري.
وقال بي. آر. ديباك، رئيس مركز دراسات الصين وجنوب شرق آسيا بجامعة جواهر لال نهرو ومقرها نيودلهي، إن رؤية المصير المشترك تعكس إلى حد
كبير القيم الأساسية للثقافة التقليدية للصين مثل التناغم والمساواة، مضيفا أنه يمكن اعتبارها نتيجة لحوار الصين والتعلم المتبادل مع حضارات أخرى على مدار التاريخ.
ولفت إلى أن مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، اللتين اقترحتهما الصين على أساس الاحترام المتبادل والتعاون المربح للجميع، بمثابة ترياق للهيمنة والأحادية والإقصاء وعقلية الحرب الباردة في عالم اليوم.
وبدوره، قال وليام جونز، رئيس مكتب واشنطن لنشرة مراجعة الاستخبارات التنفيذية الأمريكية، إن “الاتجاه الصيني كان اتجاه التعددية والجمع بين الدول وتحقيق التنمية وخلق الوحدة على أساس مبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.
وأوضح جونز أن هناك تغييرات سيشهدها العالم والتي يمكن أن تظهر نجاح رؤية الصين، الأمر الذي سيؤدي إلى الازدهار العالمي بدلا من الصراع.