أكدت قطر وألمانيا اليوم (الأحد) أن هناك مناقشات بين شركات الطاقة من الجانبين بشأن واردات الغاز القطري المسال، وأنهما اتفقتا بشأن عدد من القضايا الإقليمية أبرزها دعم الجهود الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وعقد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والمستشار الألماني أولاف شولتس جلسة مباحثات رسمية ولقاء ثنائيا مساء اليوم بالديوان الأميري، حيث بحثا أوجه دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين في شتى مجالات الشراكة، وتبادلا وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية.
وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال تصريحات صحفية مشتركة مع المستشار الألماني أولاف شولتس عقب المباحثات، إن شركة ((قطر للطاقة)) وشركات الطاقة الألمانية تناقشان الفرص الاستثمارية بينهما، وفق ما ذكره الديوان الأميري.
وأضاف الأمير أن بلاده تخطط منذ سنوات لتوسعة حقل الشمال تلبية للطلب العالمي المتزايد على الغاز الذي صار يحظى بمستقبل وأهمية كبيرة.
وأكد أن بلاده وألمانيا تطمحان لتعزيز علاقتهما الثنائية في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والثقافية والتعليم العالي والرياضة، لافتا إلى أن قطر من أكبر المستثمرين في ألمانيا وأن جهاز قطر للاستثمار يواصل البحث عن فرص استثمارية هناك لثقته في الاقتصاد الألماني.
من جهته، قال المستشار الألماني إنه ناقش مع الشيخ تميم واردات الغاز المسال، وإنه يتطلع لإحداث تقدم أكثر في هذا الإطار.
وتحدث شولتس عن مواصلة التعاون مع قطر في مجال الهيدروجين وإنتاج الكهرباء، والرغبة في تعميق التعاون في مجالات اقتصادية أخرى مثل الملاحة الجوية والتكنولوجيا الحديثة والمعدات الثقيلة.
وبشأن القضايا الإقليمية والدولية، أوضح الشيخ تميم أن المباحثات في هذا السياق كانت صريحة، وأن الجانبين شددا على ضرورة حل جميع الخلافات عبر الحوار وبالطرق الدبلوماسية.
وقال فيما يتصل بالملف النووي الإيراني، إنه اتفق مع المستشار الألماني على أهمية دعم الجهود للتوصل إلى اتفاق مع طهران بشأن برنامجها النووي، فيما ذكر شولتس أن المباحثات مع الأمير استعرضت كذلك دور إيران الإقليمي والجهود لإعادة إحياء الاتفاق النووي.
وأكد الشيخ تميم أن هذا الاتفاق سيساهم في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة، معربا عن تطلعه إلى أن يؤدي ذلك إلى فتح حوار بين دول المنطقة من أجل تحقيق الأمن الإقليمي.
وأفاد أنه بخصوص تطورات الأوضاع في ليبيا فإن بلاده وألمانيا تشددان على دعم الجهود الدولية لاستكمال العملية السياسية في ليبيا، والاتفاق على القاعدة الدستورية للانتخابات، وتوحيد مؤسسات الدولة.
أما ما يتعلق بعملية السلام في أفغانستان، فذكر أن الجانبين أكدا أهمية المصالحة بين كافة فئات الشعب الأفغاني، وضرورة احترام حقوق الإنسان بما في ذلك حقوق المرأة وحق الفتيات في التعليم.
ونبه الأمير إلى أن الوضع في أفغانستان يتطلب نهجا دوليا مشتركا لوضع خارطة طريق، محذرا في الوقت نفسه من أن هناك خطرا في عزل أفغانستان قد تترتب عليه نتائج عكسية، بحسب الديوان الأميري.
وكان شولتس قد وصل إلى الدوحة وغادرها اليوم في زيارة رسمية، ضمن جولة هي الأولى له في المنطقة شملت السعودية والإمارات واستهدفت التركيز على المانيا كوجهة للاستثمار وإجراء مناقشات بشأن أزمة الطاقة وملفات أخرى.
وجاءت الزيارة في أعقاب تقارير إعلامية تحدثت الأسبوع الماضي عن أن شركتين ألمانيتين على وشك إبرام صفقات طويلة الأجل لشراء الغاز الطبيعي المسال من مشروع توسعة حقل الشمال في قطر، للمساعدة في توفير بدائل للغاز الروسي.
وأشارت التقارير إلى أن شركتي ((أر دبليو إي)) و((يونيبر)) تجريان محادثات مع الدوحة بهذا الصدد، لكنهما لم تتوصلا لاتفاق بعد، وسط توقعات بأن توافق الشركتان على صفقات لأجل 15 عاما.
كما جاءت زيارة شولتس بعد زيارة أجراها نائب المستشار الألماني والوزير الاتحادي للشؤون الاقتصادية وحماية المناخ روبرت هابيك لقطر في مارس الماضي التقى خلالها الأمير الشيخ تميم ووزير الدولة لشؤون الطاقة سعد بن شريدة الكعبي.
وصرح هابيك بعد لقاءاته في الدوحة أن بلاده وقطر اتفقتا على شراكة طويلة الأمد في مجال الطاقة، وأن الأمير تعهد بتقديم دعم أكبر مما توقعته برلين، لافتا إلى أن الاتفاق بين الجانبين يركز كذلك على تطوير مشاريع الطاقة المتجددة والتدابير التي تعزز كفاءة الطاقة.
وتعد ألمانيا شريكا استراتيجيا لقطر حيث تخطى حجم التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي 3 مليارات دولار، في حين يبلغ حجم الاستثمارات القطرية في المانيا نحو 25 مليار يورو في مشروعات تشمل قطاعات السيارات وتكنولوجيا المعلومات والبنوك.
وسبق أن أعلن أمير قطر خلال زيارته لبرلين عام 2018 عن اعتزام بلاده ضخ استثمارات بقيمة 10 مليارات دولار في الاقتصاد الألماني على مدى خمس سنوات مقبلة.