حوار.. الجامعة الفرنسية فى مصر تبدأ استرتيجية عالمية لإعداد قادة مصريين

دينيس داربي، رئيس الجامعة الفرنسية في مصر

تعمل الجامعة الفرنسية في مصرعلى تعزيز شراكتها مع أفضل الجامعات الفرنسية وفقًا للتصنيف العالمي, ويكمن هدفها في توفير تعليم بجودة عالية وقيمة مُضافة في تخصصات متنوعة للطلاب الشباب باللغتين الإنجليزية والفرنسية؛ وذلك لإعداد قادة مصريين يتسمون بالدقة والابتكار والقدرة على تحمُّل المسؤولية بما يلبي احتياجات العالم الاقتصادي في الوقت الحالي.

حاورت “كابيتال” البروفيسور دينيس داربي، رئيس الجامعة الفرنسية في مصر لعرض خطتها الاستراتيجية التى تهدف إلي إعداد قادة تخوض التحديات الاقتصادية العالمية وتلب احتياجات الأسواق.. وإلي نص الحوار. .

كابيتال: تنفيذًا للعقد المُوقع بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتحالف الذي يضم شركتي “جاكوب ماكفارلين” و”رأفت ميلر”، تعمل الجامعة الفرنسية في مصر على تأسيس حرمًا جامعيًا في مدينة الشروق, فما هي الخطة المستهدفة؟ وكم تكلفة الاستثمار في هذا المشروع؟

داربي : في هذا العام، يمر 20 عامًا على تأسيس الجامعة الفرنسية في مصر (UFE), وحدّدت الجامعة استراتيجية تغيير شامل في مظهر وبيئة الجامعة في مصر مع تقديم شهادة علمية دولية للطلاب المصريين، في وادي النيل.

شراكة طويلة الأمد مع مؤسسة “ساويرس” لتخصيص تمويل لمنح دراسية للطلاب

تنتقل الجامعة حاليًا إلى المرحلة الثانية من التطوير من خلال اتفاقية عُقدت بين الحكومتين المصرية والفرنسية بقيادة الرئيسين “عبد الفتاح السيسي” و”إيمانويل ماكرون” في عام 2019, يكمن هدف الجامعة الفرنسية بمصر في انضمام 3000 طالب إليها بحلول عام 2027 كمرحلة أولى من التطوير، ثم انضمام 7000 طالب إليها بحلول عام 2030, ويجري الآن العمل على تصميم حرم جامعي جديد صديق للبيئة لتوفير مساحة أكبر، وسيُفتتح بحلول عام 2024.

كابيتال: ما هي وسائل تمويل هذا المشروع؟ وهل يساهم أي شركاء في المشروع؟

داربي: وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) هما الشريكين الرئيسيين والمساهمين في تمويل المشروع, وذلك فضلاً عن تقديم الحكومة المصرية تمويلاً مباشرًا لإنشاء الحرم الجامعي, كما قدمت الوكالة الفرنسية للتنمية قرضًا سياديًا بقيمة 12 مليون يورو لتمويل الدراسات التصورية لإنشاء الحرم الجامعي وتوفير المعدات التقنية والعلمية به.

بالإضافة إلى ذلك، قدمت الوكالة منحة قيمتها مليوني يورو لتعزيز إمكانيات الجامعة الفرنسية في مصر، بما في ذلك حُسن إدارتها وتنظيمها وجودة التعليم بها.

قال داربي: نعتمد كذلك على شراكة طويلة الأمد مع مؤسسة “ساويرس” لتخصيص تمويل لمنح دراسية لأفضل الطلاب في جامعتنا, ووقعّت الجامعة الفرنسية في مصر مؤخرًا اتفاقية مع شركة “السويدي اليكتريك” لدعم طلاب جامعتنا الدارسين في جميع التخصصات, كما يهتم المزيد من الشركاء في شركات أخرى بطلاب جامعتنا الذين سيتميزون بإتقانهم لثلاث لغات (اللغة العربية والفرنسية والإنجليزية).

نستهدف انضمام 3000 طالب إليها بحلول 2027

تساهم وزارة التعليم العالي الفرنسية في هذا المشروع بتقديم الدعم للأساتذة الزائرين القادمين من فرنسا للتدريس والبحث في الجامعة الفرنسية في مصر.

ويساهم أيضًا الطلاب وعائلاتهم في توفير تعليم بجودة ممتازة من خلال دفع الرسوم الدراسية التي تُعد معقولة للحصول على شهادة دولية.

كابيتال: ما هي آخر تطورات أعمال بناء المشروع؟ وما هي المساحة الإجمالية عند انتهاء المراحل؟

داربي: لقد تم إعداد دراسات التصميم لتشمل نحو 3 مراحل قبل تسليمها إلى شركة المقاولات, ولقد استلمنا التصميم الأولي في موعده المحدَّد في نهاية يونيو 2022, ويضم المشروع مجموعة من المباني ذات سمات ملائمة للأشخاص، وتشمل المباني المخصَّصة للتعليم وسكن الطلاب وتوفير الطعام والإدارة وأماكن للاسترخاء وممارسة الرياضة.

ستبلغ المساحة الإجمالية لتلك المباني 32.725 متر مربع تُنشأ على أرض مساحتها 30 فدانًا لتوفّر مساحة كبيرة للمنشآت الخارجية وبيئة للسكن والمعيشة.

كابيتال: عند الحديث من وجهة نظر تعليمية، ما هو الهدف من تأسيس هذا المشروع، وكيف يمكنه المساهمة في زيادة عدد الطلاب المسجَلين في الجامعة وزيادة الطاقة الاستيعابية بها؟

داربي: إننا نعمل على إعداد قادة في إفريقيا يتسمون بالدقة والابتكار والقدرة على تحمُّل المسؤولية مع إتقانهم لثلاث لغات, ونحرص على تحليّهم بالدقة والقدرة على تحمُّل المسؤولية لتلبية متطلبات العالم من حولنا؛ إذ أصبحت المسؤولية الاجتماعية جزءًا من الأساسيات التي نعتمد عليها، وخاصةً فيما يتعلق بأهداف الأبحاث العلمية التي نجريها.

تصميم حرم جامعي جديد صديق للبيئة.. والافتتاح في عام 2024

وقال: نساعد الطلاب على تعزيز الإبداع بداخلهم من خلال افتتاح حاضنة ريادة أعمال لمعالجة المشكلات البيئية وأزمة الغذاء باستخدام حلول ابتكارية مؤثِّرة, ويتسم طلاب الجامعة كذلك بإتقانهم ثلاث لغات؛ أي أنّهم يتقنون ثلاث لغات من الخمسة الأكثر انتشارًا في العالم ويعرفون ما يمكّنهم من الانطلاق بحرية نحو أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط.

أضاف: نوفّر للطلاب برامج دراسية تتناول اللغات التطبيقية والذكاء الاصطناعي والعمارة المستدامة والهندسة الميكانيكية والإدارة، وهي برامج تم إعدادها خصيصًا لتعزيز الدقة والابتكار والقدرة على تحمُّل المسؤولية لدى الطلاب.

من المهم أيضًا توضيح أنّ التدريس في جامعتنا يكون باللغتين الإنجليزية والفرنسية، فنحن نحمل الجنسية الفرنسية ونتحدث اللغة الإنجليزية, لذلك، نعمل على تطوير مستوى إتقان الطلاب للغتين حتى يمكنهم التحدث بهما بطلاقة بجانب اللغة العربية.وبالتالي، لا تمثّل اللغة أي عائق للتعليم في جامعتنا، بل إنها فرصة لتعلُّم المزيد.

كابيتال: ما هي معايير تجديد الاتفاقيات التي عُقدت بين الجامعة الفرنسية في مصر والجامعات الشريكة؟

داربي: لقد عقدنا اتفاقيات طويلة الأمد مع مجموعة متنوعة من الشركاء منذ افتتاح الجامعة، فضلاً عن عقد اتفاقيات مع شركاء جُدد لتوفير برامج دراسية جديدة وشيّقة, وجددنا اتفاقياتنا مع الشركاء السابقين لتعزيز أعمالنا معهم، وهم جامعة “السوربون الجديدة” وجامعة “نانت” وجامعة “باريس الأولى – بانتيون سوربون” وجامعة “ألزاس العليا”, إنّ هذه الجامعات الفرنسية تندرج ضِمن أفضل 500 جامعة حول العالم، وذلك وفقًا للتصنيفات الدولية.

كابيتال: لقد أُطلقت بعض البرامج الدراسية الجديدة في الجامعة خلال المرحلة الجديدة ..هل يمكن الكشف عن تفاصيلها؟

داربي: لقد جددنا اتفاقيتنا مع جامعة “ألزاس العليا” في يونيو 2022 لتدريس الهندسة الميكانيكية وعلم الحاسوب, وفي هذا الخريف، سيتمكّن الطلاب في عامهم الأخير في دراسة الهندسة للحصول على شهادة البكالوريوس من حضور الدورات التدريبية الخاصة بشهادة الماجستير في تخصص هندسة الميكاترونيك والحوسبة وتقنيات التنقل, وسيتخرج الطلاب في مصر وفرنسا ليتمكّنوا من بدء مسارهم المهني في مجال الهندسة في صناعتي الكهرباء والشبكة.

وقال: نقدم حاليًا فرصة الحصول على درجة الماجستير في السياحة وإدارة التراث الثقافي من جامعة “باريس الأولى – بانتيون سوربون”، وستُتاح الدراسة في وقت لاحق في الخريف بالتزامن مع توقيع اتفاقية جديدة في مايو 2022.

كما سنتيح أيضًا الحصول على درجة الماجستير في مجال العلوم المالية والمصرفية في يناير 2023 بالتعاون مع جامعة “نانت”.

كابيتال: استنادًا إلى التقارب الكبير في العلاقات المصرية الفرنسية، من المهم الاستفادة من الخبرات الفرنسية في جميع المجالات.. كيف يمكن الاستفادة من هذه الميزة لتوفير خدمات تعليمية بجودة أفضل لطلاب الجامعة الفرنسية في مصر؟

داربي : تتعاون الجامعة الفرنسية في مصر مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في كلٍ من مصر وفرنسا, ويقضي طلاب الجامعة الدارسون في مجال الهندسة عامهم الأخير من دراسة الماجستير بين جدران معامل أشهر الجامعات الفرنسية ويكتسبون أحدث الخبرات ويتعلمون من أحدث الأبحاث العلمية في الوقت نفسه.

كابيتال: هل يمكن أن تساهم الجامعة في توفير فرص تدريب بها للطلاب وإتاحة فرص عمل في الشركات الفرنسية التي لها فروع في مصر أو خارج البلاد؟

داربي: لقد استضافت الجامعة في 13 فبراير أول معرض توظيف يضم الكثير من الشركات الفرنسية والمصرية، وذلك بالتعاون مع الغرفة التجارية الفرنسية في مصر, ويعمل طلاب الجامعة حاليًا في شركات “أورانج” و”ألستوم” و”كريدي أجريكول” و”ديكاتلون” و”كولاس ريل” و”السويدي” و”وادي فوود” وغيرها؛ إذ إننا نوفّر لطلاب جامعتنا في مصر وفرنسا فرصة تكوين شبكة علاقات قوية مع الشركات والخريجين أيضًا.

كابيتال: ما هي المهارات الشخصية التي يكتسبها الخريجون في الجامعة الفرنسية في مصر، والتي تساعدهم في حياتهم المهنية بعد التخرج؟

داربي: بعد التخرج في الجامعة، يصبح الطلاب متقنين لثلاث لغات من الخمسة الأكثر انتشارًا في العالم، وهذه ميزة مُهمة.

كابيتال: في الشهر الماضي، تناقش كلٌ من رئيس الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا وسفير فرنسا في مصر، “مارك باريتي”، حول طرق تعزيز التعاون مع الجامعات الفرنسية وخصوصًا فيما يتعلق بتبادل الطلاب والأساتذة بين الجامعات.ما مدى مساهمة الجامعة الفرنسية في مصر في هذا الإطار؟

داربي: في صيف 2021، استقبلت الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا وفدًا من الجامعة الفرنسية في مصر وكنتُ رئيسًا له لتعزيز العلاقات بين كلا الجامعتين الدوليتين, إننا نخطط لمشاركة المعامل في كلا الجامعتين لإتاحة الاستفادة من خبرات الباحثين فيهما،وسنحرص أثناء إنشاء الحرم الجامعي الجديد على عدم توفير المعدات الثمينة نفسها المتوفرة في الحرم الجامعي الأساسي.

كابيتال: ما هي قيمة المصروفات الدراسية التي حددتها الجامعة للعام الدراسي الجديد؟

داربي: تبلغ قيمة المصروفات الدراسية في الجامعة 105000 جنيه في العام الواحد، ويتم توفير منح دراسية لأفضل الطلاب تنفيذًا لاتفاقيات محددة عُقدت مع مجموعة من المدارس المتميزة، والتي سيزداد عددها بمرور الوقت.

وسيحصل الطلاب على شهادة بكالوريوس معتَمدة يمكنهم الاستفادة منها للعمل في أي مكان في العالم أو مواصلة الدراسة للحصول على درجة الماجستير في الجامعة الفرنسية في مصر أو في أوروبا.

كابيتال: ما عدد الخريجين في الجامعة منذ افتتاحها في مصر عام 2002 وحتى الآن؟ وما هي الخطة المستهدَفة لزيادة عدد الطلاب بحلول 2028؟

داربي: بلغ عدد خريجي الجامعة 2500 خريج شغلوا وظائف في مجالات الهندسة وريادة الأعمال والسلك الدبلوماسي وإدارة التسويق أو الموارد البشرية والترجمة في منظمات دولية، وهدفنا هو زيادة عدد طلاب الجامعة ليصل إلى 3000 طالب في 2027 و7000 طالب في 2030 مع تخريج 1000 من القادة الشباب سنويًا.