نشر معهد المحاسبين الإداريين والاتحاد الدولي للمحاسبين اليوم تقريرهما عن “تنويع المواهب في مهنة المحاسبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: ضرورة ملحّة لتحقيق مستهدفات التحول”، وهو أحدث دراسة ضمن سلسلة من الدراسات الإقليمية. وتركز هذه الدراسة البحثية المتعلقة بالتنوع والإنصاف والشمولية في المقام الأول على ثلاثة عناصر أساسية هي جنس الموظف وجنسيته وقدراته داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقييمها للمشكلات المتجذرة التي تعوق التقدم في مجالات التنوع والإنصاف والشمولية ضمن مهنة المحاسبة، والأهم أن التقرير يقدم حلولاً قابلة للتنفيذ للمساعدة في سد الفجوة الكامنة في تلك المجالات.
وقد جمع التقرير الردود على استطلاع رأي من أكثر من 1100 متخصص محاسبة حالي وسابق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكشف عن العوامل الرئيسية التي تسهم في انخفاض مؤشر التنوع في هذه المهنة، لاسيما على المستويات الإدارية. وكانت نسبة 90% من المشاركين في الاستطلاع من العاملين في مهنة المحاسبة أو ممن عملوا بها سابقاً في كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر ولبنان.
ووجدت الدراسة أنه في حين يعتقد 66% من المشاركين في الاستطلاع أن مهنة المحاسبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منصفة وشاملة، فإن هذه الأرقام انخفضت بشكل كبير عند أخذ المجموعات الديموغرافية الأقل تمثيلاً في المجتمع بعين الاعتبار.
يعتقد أقل من 35% من النساء اللاتي شملهن الاستطلاع أنهن يحظين بمعاملة منصفة، ويعملن في بيئة شمولية ترعاها كبار المناصب القيادية، ويحصلن على نفس الفرص والمعلومات والدعم والموارد التي يحصل عليها نظراؤهن من الموظفين الذكور.
وأفادت 63% من النساء من أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شملهن الاستطلاع أنهن تعرضن لمعاملات تعتبر متحيزة ضدهن أثناء العمل في مهنة المحاسبة. وأشار أكثر من 53% من الإناث ونحو 83% من ذوي الهمم إلى تركهم العمل بسبب غياب التنوع والإنصاف والشمولية.
ويعكس هذا التقرير النتائج التي توصل إليها معهد المحاسبين الإداريين والاتحاد الدولي للمحاسبين من دراساتهما التي نُشرت سابقاً وأجريت عن واقع التنوع والإنصاف والشمولية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وأوروبا، والولايات المتحدة، وهو أن الممارسات الإقصائية وغياب الإنصاف لهما تأثير مباشر على الحفاظ على المواهب المتنوعة في مهنة المحاسبة.
ووجدت الدراسة البحثية العالمية التي أجراها معهد المحاسبين الإداريين والاتحاد الدولي للمحاسبين – والتي تستمد بياناتها من الدراسات الإقليمية الأربع – أنه وبرغم إحراز بعض التقدم في مجال التنوع والإنصاف والشمولية بين صناع القرار في الجهات التي تمت دراستها، فإن الفجوة الكامنة حالياً في مجال التنوع وحالات التعامل الإقصائي والغير منصف داخل المهنة تؤكد ضرورة بذل المزيد من الجهود في هذا المجال.
ويعتقد المشاركون في سلسلة الدراسات على أنه يتحتم القيام بعمل جماعي ومتناغم للوصول إلى التغيير المطلوب. واستجابةً لتلك المحصلة، يقدم التقرير ثلاثة محفزات للعمل وأكثر من 70 حلاً قابلاً للتنفيذ والتطبيق يمكن لمهنة المحاسبة في أي منطقة أن تتخذها لمعالجة الإقصاء وغياب الإنصاف كوسيلة لتعزيز التنوع.
وفي هذا السياق، قالت لوريال جايلز، نائب رئيس معهد المحاسبين الإداريين لقسم البحوث والريادة الفكرية والباحث الرئيسي في هذه السلسلة من الدراسات البحثية العالمية حول التنوع والإنصاف والشمولية: “سلطنا الضوء على أكثر من 1100 من آراء المشاركين من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هذه السلسلة من الأبحاث، حيث طالبوا بدعوة عاجلة لقادة مهنة المحاسبة لاتخاذ خطوات عملية ومكثفة، أبعد من القول المجرد، وتنفيذ مبادرات تحوّلية من شأنها زيادة نفوذ مهنة المحاسبة وإمكانياتها، ووضع حد للظلم والممارسات الانحيازية. ومن هذا المنطلق، تجاوب معهد المحاسبين الإداريين لرغبات ممارسي مهنة المحاسبة، وأصدر دعوة لقادة مهنة المحاسبة والمالية والأقران من المؤسسات للتعاون من أجل اتخاذ إجراءات دولية مشتركة مدروسة لإحداث التغيير اللازم للحفاظ على هذه المهنة”.
من جانبه، قال راسل جوثري، المدير المالي للاتحاد الدولي للمحاسبين: “لقد عكست آراء المشاركين من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نتاج كل ما تعلمناه خلال العامين الماضيين في هذه السلسلة من الأبحاث، وقد كشف التقرير وجود فجوة حالية فيما يخص التنوع والإنصاف والشمولية والتي تتسبب في تهميش المحاسبين المحترفين الأقل تمثيلاً ضمن هذه المهنة. لذلك، فإنه من المهم اتخاذ الإجراءات الهادفة والمنصوص عليها في التقرير العالمي الذي أعده الاتحاد الدولي للمحاسبين ومعهد المحاسبين الإداريين، وبأسرع وقت، لما لها من دور محوري في معالجة هذه الثغرات، مما سيساعد على ترسيخ مكانة المحاسبة ونجاحها في مستقبل تزدهر فيه مهنتنا هذه بتركيبتها المتنوعة والتزامها بالأخلاقيات