شينخوا: الولايات المتحدة تنتهك بشدة القانون الدولي والأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية

الولايات المتحدة

(شينخوا) في تجاهل للمعارضة القوية والاحتجاجات الرسمية الصينية، زارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي منطقة تايوان الصينية هذا الأسبوع، منتهكةً بشكل خطير مبدأ صين واحدة وبنود البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة

كما أثرت هذه الخطوة بشدة على الأساس السياسي للعلاقات الصينية-الأمريكية، وانتهكت بشكل خطير سيادة الصين وسلامة أراضيها، وقوضت بشكل خطير السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، وأرسلت إشارة خاطئة خطيرة إلى القوى الانفصالية الساعية لما يسمى “استقلال تايوان”.

وأعربت الصين عن معارضة وإدانة شديدتين، وتعهدت باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها. ويتحمل الجانب الأمريكي والقوى الانفصالية الساعية لما يسمى “استقلال تايوان” جميع العواقب المترتبة على ذلك.

إن احترام سيادة كل دولة واستقلالها وسلامة أراضيها مبدأ أساسي في القانون الدولي وعُرف أساسي حاكم للعلاقات الدولية. والسياق التاريخي لمسألة تايوان واضح تماما، وكذلك الحقيقة والوضع الراهن المتمثلان في أن جانبي مضيق تايوان ينتميان كليهما إلى صين واحدة. هذه الحقيقة التاريخية والأسس القانونية لم تتغير مطلقا ولا يمكن تغييرها.

لا توجد سوى صين واحدة في العالم، وتايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين. وحكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها. ويعد مبدأ صين واحدة عرفا أساسيا حاكما للعلاقات الدولية معترفا به بشكل عام، وإجماعا عالميا للمجتمع الدولي، وله أساس لا يتزعزع من القانون الدولي.

إن مبدأ صين واحدة هو الشرط الأساسي لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة، فضلا عن كونه الأساس السياسي للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة. التزمت الولايات المتحدة التزاما رسميا تجاه الصين فيما يتعلق بمسألة تايوان. وينص البيان المشترك بين الصين والولايات المتحدة بشأن إقامة العلاقات الدبلوماسية بوضوح على أن “الولايات المتحدة الأمريكية تعترف بحكومة جمهورية الصين الشعبية باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة للصين. وفي هذا السياق، سيحافظ شعب الولايات المتحدة على العلاقات الثقافية والتجارية، وغيرها من العلاقات غير الرسمية مع أهالي تايوان”.

الكونجرس الأمريكي، باعتباره جزءا من الحكومة الأمريكية، ملزم بطبيعته بالالتزام الصارم بسياسة صين واحدة التي أقرتها الحكومة الأمريكية، والوفاء بجدية بالتزاماتها السياسية تجاه الصين. ونظرا لأن بيلوسي هي رئيسة الكونجرس الأمريكي، فإن زيارتها إلى تايوان، بأي شكل ولأي سبب كان، تمثل استفزازا سياسيا كبيرا لأنها تعمل على تطوير التبادلات الرسمية الأمريكية مع تايوان، ما يتسبب في إلحاق أضرار جسيمة بالسلام عبر المضيق، والعلاقات الصينية-الأمريكية والنظام الدولي.

تعد مسألة تايوان القضية الأهم والأكثر حساسية في جوهر العلاقات الصينية-الأمريكية. لكن، لبعض الوقت، كان ما فعلته الولايات المتحدة مختلفا تماما عما قالت إنها ستفعله بشأن مسألة تايوان.

في محاولة لاستخدام تايوان لاحتواء الصين، تقوم الولايات المتحدة باستمرار بتشويه مبدأ صين واحدة وحجبه وتفريغه من مضمونه، وتكثيف التبادلات الرسمية مع تايوان، وتشجيع الأنشطة الانفصالية الساعية إلى ما يسمى “استقلال تايوان”.

زعم الجانب الأمريكي أنه يتمسك بسياسة صين واحدة، ولا يدعم ما يسمى “استقلال تايوان”، ولا يريد الصراع والمواجهة مع الصين، ويأمل في تحقيق السلام عبر مضيق تايوان. من ناحية أخرى، يستخدم الجانب الأمريكي تايوان أداةً لاحتواء الصين، ويجعل “قانون العلاقات مع تايوان” والضمانات الستة المصاغة من جانب واحد تعلو على البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة. وتكثف الولايات المتحدة تواطؤها العسكري مع تايوان، وتواصل مبيعات الأسلحة لتايوان لدعم محاولة تايوان إزاء “مقاومة إعادة التوحيد باستخدام القوة”. إن هذا التدخل الجسيم في الشؤون الداخلية للصين ينتهك القانون الدولي والأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية.

يواجه مضيق تايوان جولة جديدة من التوترات والتحديات الشديدة، والسبب الأساسي هو التحركات المتكررة من قبل سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي التايواني والولايات المتحدة لتغيير الوضع الراهن وإثارة المشاكل. ويرفض الحزب الديمقراطي التقدمي الاعتراف بتوافق عام 1992، ويبذل قصارى جهده لدفع “إزالة الطابع الصيني” لتايوان، ويعزز “الاستقلال المتزايد” لها، ويصبح أكثر صفاقة في المحاولة الاستفزازية للسعي إلى ما يسمى “الاستقلال”.

إن تواطؤ الولايات المتحدة مع تايوان ينتهك بشكل خطير المصالح الجوهرية للصين ويزيد التوترات عبر مضيق تايوان. اتخذت الحكومة الصينية إجراءات مضادة حاسمة وقوية ومعقولة وضرورية لحماية سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية بحزم. ومن المؤكد أن هذه الأعمال العادلة ستحظى بفهم واسع ودعم قوي من المجتمع الدولي.

أظهر التاريخ أنه عندما يتم الاعتراف الكامل بمبدأ صين واحدة واتباعه بجدية، سيكون هناك هدوء وتنمية سلمية عبر مضيق تايوان. وعندما يتم تحدي مبدأ صين واحدة بشكل تعسفي أو حتى تقويضه، ستكون هناك غيوم مظلمة أو حتى عواصف عنيفة عبر المضيق. كلما كان الالتزام بالتمسك بمبدأ صين واحدة أكثر وضوحا، وكلما تم اتخاذ تدابير أكثر قوة لاحتواء القوى الانفصالية، زادت احتمالية ضمان السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان وزادت احتمالية ضمان السلام والازدهار في المنطقة.

موقف الصين حكومة وشعبا من مسألة تايوان ثابت، ولا يمكن تحدي إرادتهما الراسخة المتمثلة في صون سيادة الوطن وسلامة أراضيه بحزم، ولا يمكن عكس الاتجاه التاريخي.

يجب على الجانب الأمريكي أن يفهم تماما الحقائق والوضع الراهن بأن كلا جانبي مضيق تايوان ينتميان إلى صين واحدة. ويجب أن يتخذ إجراءات ذات مصداقية للالتزام الصارم بمبدأ صين واحدة وبنود البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة. ويتعين على الجانب الأمريكي الكف عن التدخل في شؤون تايوان والتدخل في الشؤون الداخلية للصين، والتوقف عن دعم القوى الانفصالية لما يسمى “استقلال تايوان” والتواطؤ معها بأي شكل من الأشكال، وإلا فإن الولايات المتحدة لن تجني سوى الثمار المرة لما زرعته، وسيزدريها المجتمع الدولي.

إن شؤون الشعب الصيني يجب أن يقررها الشعب الصيني. مسألة تايوان تتعلق بالشؤون الداخلية للصين، وتتعلق بالمصالح الجوهرية للصين وكرامة الشعب الصيني، ولا تحتمل أي تدخل خارجي.

لا ينبغي لأحد أن يستخف بعزيمة وإرادة وقدرة الشعب الصيني القوية في الدفاع عن سيادة الوطن وسلامة أراضيه. يجب أن يتم توحيد الصين، وسوف يتم توحيدها بالتأكيد. أياً ما كانت الإجراءات التي تتخذها القوى المناهضة للصين في الولايات المتحدة، فلن تتغير الحقائق التاريخية والقانونية بأن كلا جانبي مضيق تايوان ينتميان إلى صين واحدة، ولن تتوقف العملية التاريخية لإعادة توحيد الصين. إن الفشل هو مصير أي خدعة قذرة تتعارض مع الاتجاه التاريخي، وتهدف إلى خلق إشكالية من مسألة تايوان، وتقوض سيادة الصين ووحدة أراضيها.