تزايد الحاجة إلى تعزيز الأنظمة الأمنية، وتحقيق الأهداف الوطنية للحكومة المصرية بالدولة، دفعها إلى مضاعفة جهودها للتركيز على حماية البنى التحتية الحيوية وتأمين حدودها الدولية، وذلك تماشياً مع رؤية 2030، والتوقعات بنمو الإنفاق الحكومي في مجال الأمن بنسبة 15 إلى 20% بحلول عام 2024، خاصة مع النمو المطرد في مصر بمجال التقنيات المتخصّصة من إنتاج القطاعين العام والخاص على السواء. ولذلك فإنه من المنتظر الكشف عن فرص وتقنيات وحلول جديدة لأول مرّة في معرض ومؤتمر مصر الدولي للأمن والسلامة، الذي سيعقد في القاهرة بين 19 و21 يونيو 2023 تحت رعاية معالي الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء في جمهورية مصر العربية.
تستعدّ مصر لاستعادة تأكيد مكانتها كبوابة رئيسية بين أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، فمع وصول قيمة سوق الأمن القومي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أكثر من 20 مليار دولار أمريكي، والأمن التجاري إلى نحو 5.6 مليار دولار، إضافةً إلى نمو قطاع أمن المحيط الإقليمي بنسبة 14.8% خلال العام الماضي وحده، فإنّ مصر ينتظرها حقبة جديدة من النمو الاقتصادي بالاعتماد على الإمكانات غير المستغلة في هذا المجال، بالتزامن مع استعدادات الدولة لاستعادة دورها بالكامل كأحد أكبر الاقتصادات في العالم بحلول 2030، متقدمةً على دول مثل ألمانيا واليابان.
في هذا الصدد، أشار سانجيف بهاتيا، رئيس مجلس إدارة مجموعة سانجيف بهاتيا والرئيس التنفيذي لشركة نيتيكس جلوبال، إلى أهمّية توفير أحدث منتجات وخدمات السلامة والأمن في مصر، وقال: “بما أنّه من المتوقع أن تبدأ الدولة في تحقيق نمو اقتصادي هائل في المستقبل القريب، فمن الضروري أن تكون بنيتها التحتية والمرافق الحيوية كلها سليمة وآمنة، واحتمالية أن تؤدي مجموعة من الاستثمارات الجديدة المخطط لها من القطاعين العام والخاص في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والطاقة والبنية التحتية، إلى دعم نمو الاقتصاد المصري، وضمن هذا المجال، سيظل الأمن والأمن السيبراني والصحة والسلامة العمود الفقري لهذه التطورات باستمرار، ما يؤدي بدوره إلى تعزيز الصناعات والتمدّن في جميع أنحاء الدولة. وسوف تثبت المنتجات والخدمات عالية المستوى في هذه المجالات أنها عوامل حاسمة بالنسبة لنمو مصر في المستقبل.”
وتشير التوقّعات إلى أنّ سوق الأمن السيبراني في مصر سينمو بنسبة 10.7 % سنوياً من العام 2020 إلى العام 2026. ويترافق هذا النمو مع حقيقة أنّ مصر ما زالت إحدى الدول الوحيدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تشهد اتجاهاً إيجابياً في الإنفاق على المشروعات خلال العامين الماضيينـ وتنفيذاً لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنجزت مصر مشروعات بقيمة 284 مليار دولار في السنوات الست الماضية، بما في ذلك إنشاء طرق وجسور ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي ومحطات توليد الكهرباء، فضلاً عن عدد كبير من مشروعات الطاقة، من طاقة الرياح إلى الطاقة الشمسية، وذلك تزامناً مع انعقاد قمّة “كوب 27” في مصر هذا العام. وتمثل هذه الاستثمارات الركيزة الأساسية للنمو الملحوظ الذي حقّقته مصر خلال فترة الوباء.
من جانبه أكد كريستوفر هدسون رئيس شركة “دي إم جي”، على ضرورة تطوير سُبل الأمن والسلامة في مصر، مشيرًا إلى أن هذا التوقيت مثالي لعقد معرض ومؤتمر مصر الدولي للأمن والسلامة، مضيفًا أن تطوير البنية التحتية الجديدة من المطارات والموانئ والمرافق السكنية والعامة يتطلب أحدث معايير للأمن والسلامة، وأضاف: “سيكون المعرض والمؤتمر بمثابة منصة حيوية تجمع بين المصنعين والموزعين والمهندسين المعماريين، ومهندسين أنظمة وشبكات الأمن والسلامة في القطاع الخاص والقطاع الحكومي، كذلك المستخدمين النهائيين المستهدفين للعمل على المشروعات في القطاعات المختلفة، بالجمع بين النظم الإيكولوجية للصناعة بمعايير عالية الجودة، ونتيجة لذلك، فإنّ الفرص التي ستظهر من خطوة كهذه لا حصر لها.”
يذكر أنّ بعد نمو الناتج المحلي الإجمالي لمصر بنسبة 3.57% خلال العام 2020، من المتوقّع أن تحتل الدولة المرتبة السابعة بين أكبر 10 اقتصادات في العالم، بإجمالي ناتج محلي قدره 8.2 تريليون دولار بحلول العام 2030. كما أنه من المتوقع أيضا أن يؤدي هذا النمو إلى مجموعة من فرص الأعمال، من المنتظر ظهور العديد منها خلال معرض ومؤتمر مصر الدولي للأمن والسلامة الذي يمثل منصّة حيّة لتحقيق هذا التطور.
يركّز هذا الحدث الدولي الرائد على أربع دعائم رئيسية هي: الأمن القومي، الأمن التجاري، الأمن السيبراني، ومكافحة الحرائق والسلامة. وسوف يقدّم رؤى أعمق لأحدث الاتجاهات والاستراتيجيات والتحديات والفرص المتطورة في أسواق الأمن والسلامة العالمية، كما يضم ثلاث مؤتمرات حول الأمن القومي والشرطة، الأمن السيبراني الدولي، والخصوصية ومكافحة الحرائق والسلامة، إضافة إلى شموله قطاعات صناعية متعددة، وتواجد منطقة ابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي ومنطقة لعرض الطائرات بدون طيار، ونادياً أمنياً يمنح عضويّته حصرياً لكبار المسؤولين التنفيذيين في مجالات الأمن والسلامة ومكافحة الحرائق من جميع أنحاء العالم.
ومن المرتقب أن يجتمع أكثر من 10 آلاف من خبراء قطاع الأمن والسلامة والمصنّعين ومقدمي التقنيات التكنولوجية والمسؤولين الحكوميين خلال هذا الحدث، بهدف التواصل ومراجعة ومناقشة الخدمات والمنتجات والحلول الجديدة، التي ستكون بمثابة محفّز لمجموعة واسعة من القطاعات والأعمال والمؤسسات الكبرى، وباعتباره المعرض الوحيد لصناعة الأمن والسلامة والحماية من الحرائق الذي يخدم شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، والمخصص للأمن الكامل وسلسلة القيمة لقطاع السلامة، فإنّ هذا الحدث سوف يفتح آفاقاً جديدة من حيث تجانس الأنظمة والقوانين لمختلف القطاعات ووضع الأسس لسلامة وأمن مصر.
يتولّى تنظيم المعرض شركة “دي إم جي إيفينتس و”ACG-ITF” لتنظيم المعارض والمؤتمرات، بالتزامن مع إقامة ملتقى روّاد قطاع الإنشاءات في مصر ”BIG 5 Construct Egypt”، ومعرض مصر للبنية التحتية والمياه.
انتهى