مارك ألين يكتب: سد الفجوة الرقمية بين الجنسين: كيف تعمل الابتكارات الصحية الرقمية على تحسين الرعاية الصحية وإنقاذ الأرواح

مارك ألين،إم إس دي

ترعى الأمهات معظمنا خلال السنوات الأولى من حياتنا وترعانا وتحمينا بينما نخطو خطواتنا الأولى في العالم، كما أن رحلة الحمل أيضًا تُحدد مدى صحتنا عندما نبدأ مغامرة حياتنا؛ لذا، فإندعم صحة الأم أمر بالغ الأهمية لتحسين نوعية الحياة للجميع وضمان حصول الناس في جميع أنحاء العالم على أفضل نقطة انطلاق ممكنة لحياتهم.

ومع ذلك يجب أيضًا تمكين المرأة رقميًا ليتمكنّوا من الحصول على أفضل رعاية صحية ممكنة.

أصبح الوصول إلى الإنترنت عبر الهاتف المحمول واستخدامه آخذًا في النمو السريع في العديد من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، لا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مما يخلق العديد من الفرص في مجال الرعاية الصحية – باعتباره وسيلة لتوسيع الوصول إلى الخدمات ودعم الرعاية الصحيةعن بُعد، ويُعد أحد الاعتبارات الرئيسية في عصر الجائحة(COVID).

ومن المحزن أن العديد من النساء قدتتخلف عن الركبمع انفجار هذا السوق الصحي الرقمي.

وتُظهر بيانات الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول(جي إس إم إيه “GSMA”) أن النساء أصحاب الدخل المنخفض والنساء القاطنين في المناطق الريفية والفئات الضعيفة الأخرى لا يزالون أقل استخدامًا مقارنةبالرجال للهواتف المحمولة للوصول إلى الإنترنت.

وتشمل الحواجز الشائعة التي تواجه المرأة الفقر وعدم المساواة بين الجنسين والأعراف الثقافية ونقص المعرفة الرقمية، حيث يُعد الوصول إلى الخدمات والقدرة على تحمل التكاليف من القضايا طويلة الأمد.

ويكتشف مبتكرو الصحة الرقمية كيفية التغلب على هذه الحواجز والوصول إلى هؤلاء النسوة–الأكثر استفادة مما تقدمه الأدوات.

وتُظهر الحلول الثلاثة –mDoc, Together for Her وNivi– أنه من خلال النهج الصحيح، من الممكن سد الفجوة الرقمية بين الجنسين وربط النساء بخدمات صحة الأم والصحة الإنجابية عالية الجودة.

وبذلك، تساعدفي الحد من عدم المساواة في الرعاية الصحية والنتائج الصحية.

النهج رقم 1: بناء محو الأمية الرقمية وبناء الثقة

كانت السيدة زوجة السيد إبراهيم، من شمال نيجيريا، حاملًا في الأسبوع 26 من الحمل بطفلها الثالث عندما تعرفت على منصةmDocCompleteHealth الرقمية في زيارة روتينية للرعاية ما قبل الولادة.

ولقد تعلمت كيفية التنقل في المركز عبر الإنترنت والوصول إلى رسائل التثقيف الصحي والدردشة مع مدرب الصحة المعين لها وإدخال المقاييس الصحية الرئيسية للوحة القيادة الشخصية الخاصة بها.

واصلت السيدة زوجة السيد إبراهيم تسجيل الوصول وتحديث ملفها الشخصي من المنزل،وعندما ارتفعضغط الدم لديها-وهو أحد أعراض تسمم الحمل- وهو من المضاعفات التي قد تصبح قاتلة إذا تُركت دون علاج – تمكن مقدم الرعاية الصحية الخاص بها من اكتشاف وإدارة حالتها بسرعة واستطاع تجاوز الخطر.

وتذكرالسيدة إبراهيم أنها تمكنت من خلال استشارات المتابعة والدعم من خلال المنصة من ممارسة الرعاية الذاتية لما تبقى من حملها، من خلال مواكبة أدويتها وإجراء فحوصات ضغط الدم؛ ولقد أنجبت فيما بعد طفلًا سليمًا، يتمتع بصحة جيدة.

السيدة إبراهيم مستخدمة نموذجية لمنصة تكن mDoc، حيث إنها ليست ثرية، وعلى الرغم من وصولها إلى هاتف ذكي، إلا أنها لم تستخدمه كأداة صحية – حتى استخدمت mDoc.

يتضمن نهج الإعداد الشامل للمنصة الوصول إلى النساء عبر شبكة الإنترنت وخارجها من خلال “NudgeHubs” المجتمعية وورش العمل القائمة على الأقران وفصول “التعليم عن بُعد”، والتي يراها منفذو المنصة على أنها أحد مفاتيح نجاح mDoc.

ومن خلال المعالجة الاستباقية لشكوك واهتمامات النساء – حول قدراتهن على المشاركة، وقيمة هذه المشاركة، والمخاطر المتصورة حول مشاركة المعلومات الخاصة والمخاوف الأخرى – تمكنوا من بناء الثقة1.

ووجد الفريق أنه كلما زادت ثقة النساء وراحتهن في استخدام التكنولوجيا، زادت مشاركتهن المثمرة. فأصحاب الدخل المُنخفض هم المُستخدم النموذجي لmDoc ؛ ويعيش معظمهم على أقل من 3 دولارات يوميًا، أي: أعلى بقليل من مستوى خط الفقر في الدولة.

والجدير بالذكر أن قرابة ثلاثة أرباع هذه المجموعة لديهم هواتف ذكية. وخلص فريق mDoc، بناءً على تجربة المشروع، إلى أنالوصول للتكنولوجيا لا يُشكل تحديًا بالنسبة لمستخدمي mDoc – بل يكمن التحدي في إيجاد الابتكارات التي تتواصلمعهم.

النهج رقم 2: إعطاء الأولوية للمحتوى ذي الصلة المتغير تبعًا للمستخدم

يعد دمج منظور المستخدم في تصميم منصة رقمية تواجه المستهلك أمرًا بالغ الأهمية أيضًا. وقام مطورو Together for Her (TFH)، وهي منصة صحية رقمية تفاعلية للنساء الحوامل في الهند، باختبار المستخدمين للخدمة ثم تكييف الواجهة والميزات الأخرى بناءً على ملاحظاتهم، حيث جعلوا التنقل أكثر سهولة والمحتوى أكثر صلة – بإضافة طريقة لتتبع اكتساب الوزن الصحي، وتقديم نصائح حول ممارسات العافية وخيارات نمط الحياة وغيرها من المعلومات التي صرحتالنساء الحوامل إنهن يبحثن عنها ويقدرن أهميتها كجزء من تجربتهن مع المنصة.

أظهرت النتائج التي توصل إليها الفريق من تحليله الداخليللمنصة أن أهم التعديلات للاحتفاظ بالمستخدمين ذوي الدخل المتوسط والمنخفض – والمجموعات المستهدفة منهم، الذين يُمثلوممعًا 44 % من قاعدة مستخدمي منصة TFH – تضمنت عقد شراكات مع مجموعات المجتمع ومقدمي الرعاية الصحة المحلية، فضلًا عن تطوير المحتوى لبناء محو الأمية الصحية، وقد تحسنت المشاركة بعد إجراء التعديلات؛ حتى إنالتغييرات التي تبدو طفيفة أحدثت فرقًا كبيرًا.

وفي وقت مبكر، طلبت المنصة من المستخدمين الجدد إدخال موعد مُحدد للولادة؛ ولم يُجب على السؤال إلا الثلث تقريبًا، حتى أن عدد أقل من ذلك منهم (13 % ) قد أكملوا عملية التسجيل. وبمجرد تغيير السؤال، والسماح للمرأة بتدوين شهر الولادة بدلًا من ذلك، تضاعفت معدلات إكمال التسجيلثلاث مرات.

النهج رقم 3: توفير خيارات متعددة للوصول

Nivi، منصة تفاعلية توفر معلومات حول صحة الأم والصحة الإنجابية وإحالات الخدمات في الهند وكينيا ونيجيريا وجنوب إفريقيا، وتشرك النساء عبر واتساب وفيسبوك ماسنجر، وتصل إليهن حيث “يعشن” بالفعل في الفضاء الرقمي.

ووفقًا لمسح أجري مؤخرًا للمستخدمين، فإن التكلفة هيالشاغل الرئيسي بين المستخدمين الذين يسعون إلى تنظيم الأسرة، ويعيش ربع مستخدمي منصة Nivi في المناطق الريفية، وهي مناطق منخفضة الدخل بشكل غير متناسب – وكلها مؤشرات على وصول منصة Nivi إلى السكان المحرومين من الخدمات.

في ولاية كادونا، نيجيريا، على وجه الخصوص – وهي إحدى المناطق الأكثر فقراً في البلاد، وذات معدلات عالية لوفيات الأمهات والاعتلال – يتزايد الاهتمام بالمنصة بوتيرة سريعة، حيث سجلما يقرب من 500 مستخدم جديد منذ يونيو –300 منهم منذ سبتمبر – لتلقي تذكيرات حول مواعيد الرعاية ما قبل الولادة وتنبيهات أخرى.

كما إن عرض خيارات لغة مختلفة لمنصة Nivi يُساعدهاعلى تعزيز المشاركة.

وفي الهند، تتوفر ميزة روبوت الدردشة الخاصة بالمنصة باللغتين الهندية والإنجليزية، مما ساعد على توسيع قاعدة مستخدمي منصة Niviتوسعًاكبيرًا، بما في ذلك بين النساء أصحاب الدخل المنخفض اللائي حصلن على سنوات تعليم أقل، كما إن العمل جار على إصدار نسخة بلغة الهوسا، وهي اللغة الشعبية في أجزاء كثيرة من ريف نيجيريا، لتوسيع نطاق الوصول إلى الفئات المهمشة.

الصحة الرقمية مستقبل الصحة

أدت جائحة كوفيد-19 (COVID-19) إلى تسريع الطلب على تقنيات الصحة الرقمية بشدّة. ويطالب المرضى ومقدموا الخدمات والأنظمة الصحية بمزيد من الخدمات الصحية عن بُعد والمراقبة عن بُعد والذكاء الاصطناعي والأدوات الصحية الرقمية الأخرى لتحسين خدمات الرعاية الصحية الخاصة بفيروس كوفيد-19 (COVID-19) وغيره.

وتستثمر الحكومات والقطاع الخاص بكثافة في البنية التحتية الرقمية، وتوسيع شبكات الاتصالات المتنقلة والنطاق العريض لتشمل المناطق التي كانت تفتقر إلى الخدمات سابقًا.

ومن المتوقع أن يتضخم العدد الإجمالي لمشتركي الهاتف المحمول بمقدار نصف مليار آخر بين عامي 2020 و2025 وفقًا لجمعية جي إس إم إيه(GSMA)– قرابة الثلثين منهم من أفريقيا جنوب الصحراء ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ومن الأهمية بمكان أن نواصل دعم جهود المبتكرين الرقميين لتسهيل تبني هذه الخدمات – لتسهيل تدريب محو الأمية الرقمية للنساء، وتوضيح أن هذه الأدوات ذات صلة بحياة المرأة وإشراك المرأةفي تصميم الحلول.

يساعد الابتكار الرقمي على ضمان ولادة صحي للأمهات وبالتالي منح أطفالهن أفضل بداية ممكنة في الحياة، فسد الفجوة الرقمية بين الجنسين يُعد جزءًا أساسيًا من تحسين الرعاية الصحية للأمهات وإنقاذ الأرواح.

وفي إم إس دي للأمهات “MSD For Mothers”، نحن ملتزمون بالعمل لضمان عدم تخلف أي امرأة عن الركب.

بقلم مارك ألين،إم إس دي للأمهات