قال رامي صالح، الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال بمصنع حديد المراكبي، إن الحرب بين روسيا وأوكرانيا تؤثر بشكل كبير على صناعة الحديد والصلب في العالم وليس مصر فقط، لاسيما وأن روسيا تُعد من الدول الـ 10 الأولى في إنتاج الصلب عالمياً، ثم تأتي اوكرانيا ضمن الـ 20 دولة في إنتاج الصلب.
وأضاف رامي صالح، في مداخلة هاتفية لبرنامج «اللي بني مصر»، تقديم الكاتبة الصحفية مروة الحداد والمذاع على «راديو مصر»، أن الدولتان يمتلكون طاقات انتاجية فوائض كبيرة بداية من الخامات باعتبارهما يمتلكان محاجر متخصصة في البليت، كما أن الدولتان يعتبران من أقرب الدول لمصر بالمقارنة بالصين، وهو الأمر الذي يؤدي لخفض تكلفة النقل.
وتوقع صالح، أن تأثيرات الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا أوقفت الطلب على خام البليت في الدولتين خاصة وأن أوكرانيا مازالت تعاني ضغوطات روسيا، بجانب توجه بعض الدول بتوقيع عقوبات دولية على روسيا ذاتها من خلال خروجها من نظام “السويفت” العالمي والذي يتم من خلاله تداول المستندات في العمليات التجارية المتعلقة بالاستيراد والتصدير، وغيابها سيؤثر بشكل كبير على حجم الإقبال عليها .
وقال إن هناك تأثيرات أخري ألقت بظلالها والتي تؤثر بشكل غير مباشر على صناعة الحديد والصلب مثل ارتفاع أسعار الطاقة عالميا و تحريك أسعار البترول، لافتا إلى أن الحرب أدت إلي تكالب الدول لشراء حديد الخردة، لسد الفجوة في خام البليت.
وأشار إلي أن دولة مثل تركيا منافس قوي لمصر تقوم باستيراد حديد الخردة من أوكرانيا وروسيا، وفي الحالة التي تعيشها الدولتان ستلجأ إلي مضاعفة استيرادها من حديد الخردة، في الوقت ذاته تحتاج مصر استيراد الخردة لسد احتياجات المصانع المتكاملة.
وأكد أنه على المدى القصير ستؤثر هذه الأزمة على الأسعار، وهو أمر خارج عن ارادة المصانع، ولكن الجانب الإيجابي من الأزمة أن مصر تمتلك مصانع متكاملة؛ ولكن الأمر يحتاج إلى التحوط وليس الإنهيار العصبي، مشيرا إلي أن مصر تتمتع بامتلاكها صناعة متكاملة وهو ما يدل على أهمية التكامل الخاص بالصناعة وتوافر صناعة حقيقية تقدم قيمة مضافة للسوق المصري.
وأشار الى أن المصانع المتكاملة تستورد خامات إنتاجها من الحديد من دول بعيدة عن مناطق الصراعات مثل البرازيل وكندا واستراليا والسويد، بالإضافة إلى أن خامات حديد الخردة يتم استيرادها من أوروبا وأمريكا وبعض الدول الأخرى، وبالتالي خاماتها أبعد ما يكون عن الصراع الدائر حاليًا؛ وهو ما يضمن للدول أن المواد الخام تأتي من دول ليس لها علاقة بالحروب.
وأكد أن حجم الطلب في السوق المصري خلال الفترة الحالية ارتفع بشكل تدريجي، وهو ما أحدث حالة من القلق لدى الكثير من المتعاملين بالسوق نتيجة ارتفاع الأسعار و تخوفهم من استمرار الزيادة، مؤكداً أن مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي استطاعت تعميق الصناعة التكاملية والاعتماد على المنتج المحلي تخوفا وتحوطه من بعض المشكلات التي ظهرت على الساحة حالياً.
وطالب بضرورة التوسع في الصناعات التكميلية ليس فقط في الصناعات الثقيلة ولكن في جميع المنتجات التي يتم الاعتماد على استيرادها من الخارج، وهو ما تسعى إليه الدولة في الوقت الراهن من خلال قيامها بتقديم حوافز و قروض مالية بفائدة ميسرة تتناسب مع الجميع، من أجل التوسع في هذه الصناعات مستقبلاً وتقليل حجم الاستيراد منها.