أول بوادر التطبيع.. الإمارات وإسرائيل تبحثان التعاون التكنولوجي

أول بوادر التطبيع.. الإمارات وإسرائيل تبحثان التعاون التكنولوجي

أكّد الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير الدولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة بدولة الإمارات العربية المتحدة، بأنّ تنفيذ حزمة واسعة من الإجراءات والمبادرات على المستويين الاتحادي والمحلي يمثل خطوة متقدمة على درب تعزيز انفتاح الاقتصاد الإماراتي ، عقب “الاتفاق الإبراهيمي للسلام” بين دولة الإمارات وإسرائيل.

واضافت وزارة الاقتصاد الاماراتية في بيان رسمي حصلت «كابيتال» على نسخة منه منذ قليل،  إلى أنّه يقدم فرصة ذهبية لمجتمع الأعمال الإسرائيلي للاستفادة من الآفاق الواعدة للتعاون الاقتصادي بين الدولتين في مختلف المجالات الحيوية، لا سيّما في مجال تطوير مشاريع نوعية في مجال التكنولوجيا المتقدمة، بما ينعكس بصورة إيجابية على المشهد الاقتصادي المحلي والإقليمي.

جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في الفعالية التي نظمتها شركة “جوجل” مؤخراً تحت شعار “التشارك في الابتكار – منظومة الشركات الناشئة في دولة الإمارات وإسرائيل”، والتي شكّلت منصة حصرية لتعزيز جسور التواصل المباشر بين نخبة الخبراء، وتشجيع الحوار البنّاء والتعاون المثمر بين مجتمع التكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات وإسرائيل.

واستقطبت الفعالية مشاركة رفيعة المستوى من كبار الشخصيات وصنّاع القرار وراسمي السياسات والرواد في عالم التكنولوجيا من الدولتين، إلى جانب كوكبة من المديرين التنفيذيين في “جوجل”.

واستعرض نجاح دولة الإمارات في إرساء دعائم متينة لتطوير قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة بما يتماشى مع أعلى المعايير وأفضل الممارسات المتبعة على المستويين الإقليمي والدولي، ليصبح اليوم أحد القطاعات الحيوية الداعمة لمسار تنويع الاقتصاد الوطني.

أول بوادر التطبيع.. الإمارات وإسرائيل تبحثان التعاون التكنولوجي
أول بوادر التطبيع.. الإمارات وإسرائيل تبحثان التعاون التكنولوجي

وتخللت الفعالية عقد مناقشات تنفيذية حصرية بمشاركة سعادة فيصل الحمادي، الوكيل المساعد لريادة الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة بالإنابة، والذي سلّط الضوء على محاور الاستراتيجية الاقتصادية لدولة الإمارات، والتي تتواءم وأهداف “الاتفاق الإبراهيمي للسلام” بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل.

ولفت إلى أنّ مجالات التركيز الرئيسة للدولة تشمل الرعاية الصحية والفضاء الإلكتروني والتنقل والمياه والثورة الصناعية الرابعة والتكنولوجيا الزراعية وتكنولوجيا الغذاء، فضلاً عن تحقيق الاستفادة القصوى من موقعها الجغرافي باعتبارها حلقة وصل بين الشرق والغرب ومركز رائد على الخارطة الاقتصادية العالمية، الحفاظ على رأس المال البشري المؤهل والنهوض بالقطاعات الرئيسية المدعومة بالتكنولوجيا المتطورة.

واضاف أنّ هذه الأولويات الاستراتيجية تتواءم والتطلعات المشتركة بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل في توظيف الإمكانات المتاحة في خدمة أمن وازدهار واستدامة المستقبل.

وفي كلمته خلال الفعالية، قال مائير براند، نائب رئيس “جوجل” في الأسواق الناشئة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا: “يمثل توقيع الاتفاق الإبراهيمي للسلام” خطوة متقدمة لفتح آفاق هائلة أمام رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا في كل من دولة الإمارات ودولة إسرائيل.

وتعمل “جوجل” في دولة إسرائيل منذ العام 2005 وفي دولة الإمارات منذ العام 2007، حيث توظف الآلاف من الكفاءات البشرية المؤهلة في المنطقة لمساعدة الأشخاص والشركات على تحقيق الاستفادة القصوى من الفرص التي توفرها شبكة الإنترنت.

أول بوادر التطبيع.. الإمارات وإسرائيل تبحثان التعاون التكنولوجي
أول بوادر التطبيع.. الإمارات وإسرائيل تبحثان التعاون التكنولوجي

وصرّح محمود عدي، الشريك المؤسس في “مزارع Pure Harvest الذكية”، بالقول: “قدّم الحدث فرصة استثنائية للتواصل مع أبرز الرواد في إسرائيل. وتجمع دولة الإمارات ودولة إسرائيل رؤية واحدة وقواسم مشتركة في مجال تطوير منظومة الشركات الناشئة والتكنولوجيا والابتكار، الأمر الذي يفتح آفاقاً رحبة وواعدة للتعاون الثنائي في هذه المجالات الحيوية، بما يعود بالنفع على الجانبين.

ومن جانبه، قال راشد الغرير، مؤسس شركة “كفو”: “أرى من واقع خبرتي بأنّ التنوع الثقافي يمثل أحد أبرز نقاط القوة لوجود شركات ناشئة في دولة الإمارات، حيث يتواجد أكثر من 200 جنسية تعيش وتعمل هنا في الدولة. ويمكن النظر إلى ذلك بطريقتين.

أولاً توظيف مكانة دولة الإمارات كقاعدة اختبار للتوسع في مختلف الأسواق المستهدفة في العالم، وذلك من خلال اختبار المنتجات أو الخدمات محلياً على مستوى الأفراد من مختلف الجنسيات، والذين قد يصبحون سفراء لإدخال المنتج أو الخدمة إلى الأسواق في دولهم الأم. وبالفعل، أنا اختبرت الأمر شخصياً، حيث تواصل معي الكثير من الأشخاص ليخبرونني بأن مفهوم “كفو” قابل للتطبيق في بلدانهم الأصلية، سواء أكانت آسيا أو أمريكا أو أستراليا.

وثانياً، تضم القوى العاملة ومتعددة المواهب في “كفو” حوالي 200 موظف من 50 جنسية مختلفة، ما يقدم نموذجاً يُختذى به في التنوع الثقافي والحضاري داخل الشركات. وأعتقد بدوري بأنّ تنوع الجنسيات داخل الشركة هو أحد أهم مكامن قوتها في بناء منتج أو إنجاح خدمة على مستوىً عالمي.”

واتفق الجانبان على مواصلة عقد الاجتماعات التنسيقية واللقاءات التشاورية بين القطاعين العام والخاص في كلا البلدين، وتعزيز قنوات التواصل والحوار البناء بين الخبراء ورواد التكنولوجيا في دولة الإمارات ودولة إسرائيل، وتوسيع نطاق التعاون الثنائي في مجال حلول وتطبيقات التكنولوجيا المتقدمة بما يسهم في دفع مسيرة التنمية الاقتصادية في البلدين والمنطقة بمُجملها.