قدر المهندس يحيي زكي، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إجمالي الاستثمارات المنفذة بالمنطقة الاقتصادية حتى نهاية 2021، بنحو 18 مليار دولار.
وتشهد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس حاليًا تنفيذ مشروعات جديدة بقيمة 10 مليارات دولار، بحسب زكي.
وتسعى المنطقة الاقتصادية للقناة إلى أن تصبح وجهة المستثمرين لما تتمتع به من مميزات نسبية كبيرة.
وتضم المنطقة 6 موانئ (تلعين السخنة وشرق وغرب بورسعيد والأدبية والعريش والطور)، و4 مناطق صناعية (العين السخنة وشرق بورسعيد وغرب القنطرة وشرق الإسماعيلية)، بإجمالي 460 مليون متر.
وقل زكي إن المنطقة عملت على تهيئة البنية التحتية للموانئ لتضاهي الموانئ العالمية وتعظيم قدرتها التنافسية، والمناطق الصناعية طبقا للمعايير الدولية، وهو ما ظهر في العمل على جعل ميناء شرق بورسعيد ميناء أحضر ليكون أول ميناء أخضر في مصر التزاما من المنطقة بخطتها في تنفيذ عوامل الاستدامة بما يحقق خطة الدولة في هذا المجال.
وأضاف أن المنطقة تستهدف مجال الاقتصاد الأخضر وتطبيقاته الصناعية المختلفة مثل صناعة الهيدروجين الأخضر، الذي يعد أحد أهم مصادر الطاقة النظيفة عالميًّا، التي تجذب المستثمرين العالميين.
وذكر أن ذلك يأتي انطلاقا من الإمكانات التي تتمتع بها المنطقة الاقتصادية، وخاصة موقعها المتميز على ضفتي المجرى الملاحي الأهم في العالم وهو قناة السويس، الأمر الذي يتيح فرصًا غير مسبوقة لرفع تنافسية القناة وتحويلها إلى مركز عالمي لتموين السفن بالوقود الأخضر.
جاء ذلك خلال لقاء الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والمهندس يحيي زكي، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بمقر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بماسبيرو.
وأضاف أن هناك العديد من العروض المقدمة للمنطقة الاقتصادية لإقامة مشروعات الهيدروجين الأخضر، والتي ضمت عدة شركات متخصصة في هذا المجال، كان من بينها أول مشروع لإنتاج الأمونيا الخضراء داخل المنطقة الصناعية بالسخنة، التابعة للمنطقة الاقتصادية، من خلال تحالف عالمي وصندوق مصر السيادي، الذي بدأ تنفيذه بالفعل، كما تلقت المنطقة الاقتصادية عدة عروض أخرى مبدئية لإقامة مشروعات الهيدروجين الأخضر داخل نطاقها؛ سواء بمنطقة السخنة المتكاملة، أو منطقة شرق بورسعيد.
وأشار إلى أن بدء تنفيذ مشروع انتاج الأمونيا الخضراء، يتزامن مع استضافة مصر قمة المناخ “COP27″، وهو ما يعد فرصة جيدة للإعلان عن البداية الفعلية لمشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر بصفة عامة، وفي المنطقة الاقتصادية بصفة خاصة.
وأكد أن الهيدروجين الأخضر عبارة عن وقود خفيف عالي التفاعل يتم من خلال عملية كيميائية تعرف بالتحليل الكهربائي المتعارف عليها عالميًا، وهو عبارة عن فصل الاكسجين عن الهيدروجين داخل الماء كيميائيا، ويتم استخدام كهرباء مولدة من طاقات متجددة سواء الشمسية أو الرياح حيث تستخدم في المصانع المنتجة لهذا النوع من الطاقة النظيفة.
وأضاف أن الهيدروجين الأخضر، يتمتع بكونه طاقة مستدامة ونظيفة وقابلة للتخزين والنقل ومتعددة الاستخدامات سواء في السيارات أو الشاحنات وسفن الحاويات مما يجعله منتجًا هامًا صديقًا للبيئة.
وتوقع أن يكون له دورًا هامًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الدول للوصول إلى مرحلة التغلب على الانبعاثات الكربونية بحلول 2050، طبقًا لاتفاقية باريس الموقعة في 2015.
وأشار زكى إلى الصناعات المستهدفة التي تعمل المنطقة على اجتذابها سواء من خلال مستثمرين محليين أو أجانب، حيث تعمل المنطقة على توطين بعض الصناعات في منطقة شرق بورسعيد مثل عربات السكك الحديدية والسيارات وقطع الغيار وتموين السفن والغزل والنسيج، كما تعمل المنطقة على جعل منطقة السخنة مركزا للصناعات البتروكيماوية باعتبارها منطقة متكاملة تستفيد من ميناء السخنة الذي سيعمل على تكامل هذه الصناعات في هذه المنطقة، مشيرًا إلى معايير اختيار هذه القطاعات وعوائدها على الدولة تتمثل في سد احتياجات السوق المحلى وتقليل الاستيراد وزيادة معدلات التصدير والارتقاء بجودة الصناعة، وعلى المستثمرين تتمثل في زيادة حجم الإيرادات وسهولة ممارسة الأعمال وانخفاض التكاليف على المستثمرين.