نظرة عالمية حول نظم الأمن والسلامة

جاك أورايلي

يشهد قطاع الأمن والسلامة تطوراً هائلاً على الصعيد العالمي. بدءًا من أجهزة مستشعرات الإنذار في الماضي، إلى حلول بث الفيديو المباشر وحتى تقنيات الحماية عن بعد، أصبحت الشركات قادرة على إدارة وحماية الحجم دائم النمو لأنظمة السلامة والأمن المادية.

اليوم، لم تعد أنظمة الأمن والسلامة متعلقة فقط بالفيديو، بل بتكامل بيانات الفيديو مع البيانات الأخرى الواردة من جميع أنواع أجهزة الاستشعار الأخرى لرسم صورة كاملة للأحداث.

على سبيل المثال، يتعين على النظام الأمني في منصة تنقيب النفط، أن يربط بيانات الفيديو بالبيانات المستمدة من أجهزة الاستشعار الأخرى مثل أجهزة استشعار الغاز القابلة للارتداء؛ بالإضافة إلى تطبيقات الأعمال، ويجب أن يتم ذلك في وقت متزامن “الوقت الفعلي”. في هذه الحالة، إذا أطلق مستشعر الكشف عن الغاز إنذارا فستتم مشاركة معلومات موقع الإنذار بالضبط على منصة التنقيب مع نظام أمان الفيديو، ثم يتم استخدام معلومات الموقع للعثور على أقرب كاميرا (كاميرات) لموقع الحادث والتي سيتم التركيز عليها تلقائيًا في “مركز القيادة والتحكم”. ويتيح هذا التكامل مع نظم الأعمال للقيادة، التحكم وتحديد المشرف الذي يعمل في نوبة المراقبة وتنبيهه على الفور عبر أجهزة الاتصال المحمولة.
ويمكن ضرب أمثلة عديده شبيهة على أهمية تكامل الرؤية الحاسوبية والأجهزة والمستشعرات في صناعات متعددة مثل تجارة التجزئة والنقل والرعاية الصحية وما إلى ذلك.

علاوة على ذلك، يجب تخزين كل البيانات الواردة في مستودع بيانات وتحليلها بشكل شامل لاكتشاف الرؤى التي يمكن أن يكون لها تأثير هام وإيجابي على الأعمال بالنسبة للقرارات طويلة الأجل، وكذلك لتحقيق أقصى قدر من الامتثال. للتعامل مع هذا الكم الهائل والمتنوع من بيانات مستشعرات الإنذار وفقا لحل تقني متكامل واحد ليس أبدا بالمهمة السهلة.

أمن الفيديو: تحدي البيانات

سيكون هناك 41.6 مليار جهاز متصل بحلول عام 2025 بزيادة قدرها 75٪ عن عام 2019. وستصل البيانات التي تم إنشاؤها من الكاميرات وأجهزة تدفق البيانات الأخرى التي يطلق عليها “أجهزة الحافة” أو Edge devices إلى 79.4 زيتابايت في عام 2025، ارتفاعًا من 13.6 زيتابايت في عام 2019. توضح نقاط البيانات هذه أن السلامة والأمن يمثلان الآن تحديًا للبيانات أيضًا.

أدى النمو الهائل والغزير في بيانات الفيديو أيضًا إلى إحداث تغييرات في تصميم أنظمة السلامة والأمن. حيث تتطلب الدقة الأعلى، نطاقًا تردديًا أكبر لنقل دفق الفيديو وتتطلب مساحة أكبر لتخزين الصور.كما تضع مشكلات تخزين البيانات الشائعة قيودًا على العديد من أنظمة الحماية والأمن المركزية.

إن أنظمة التخزين التقليدية التي تحدد بشكل ثابت تدفقات الكاميرا لأحجام ثابتة، تستغرق وقتًا طويلاً لإدارتها ويصعب تطويرها. ورغم أنها تبدو جذابة للاستخدام في مجال الحماية والأمن نظرًا لتكلفتها المنخفضة، إلا أنها تكبد المؤسسات مصاريف تشغيل باهظة ومعدل مرتفع لتكاليف السعة غير المستغلة. وبالتالي، تحتاج حلول الحافة إلى التعامل مع العديد من مشكلات التخزين الشائعة لأنظمة السلامة والأمن من خلال توفير الإمكانات التي تفتقر إليها أنظمة التخزين التقليدية.

وعندما تتطلب إضافة الكاميرات أو زيادة الدقة مزيدًا من السعة أو الأداء، يمكن أن تساعد حلول الحافة المتقدمة المؤسسات على زيادة الأداء والسعة بسهولة. ويمكن للمؤسسات زيادة سعة التخزين petabyte (PB) ببساطة عن طريق إضافة عقدة أخرى دون أي خلل أو تعطيل في حلول الحماية والأمن.

الأمن: ميزة تنافسية

تلعب حلول الحافة اليوم دورًا أساسيًا في تعزيز أمن المدن والمنازل والشركات من خلال حلول الفيديو الذكية. كما أنها تحدد احتياجات السلامة والأمن وتوفر سعة كافية للحوسبة والتخزين والشبكة، مع تقديم نظام آمن موثوق وقابل للتطوير.
يعتمد مستقبل الحماية والأمن بشكل كبير على إظهار القيمة للأعمال، بدلا من العمل فقط على “حماية المؤسسة”. ومع استمرار انخفاض الميزانيات بالمقارنة مع الحاجة، يجب اتباع نهج متقارب إزاء الحماية والأمن. كما وستحتاج تكنولوجيا التي تدعم الأمن المادي إلى تبرير متزايد من حيث القيمة التي توفرها بدلا من التأمين الذي توفره.

ولكن مع تطور هذا القطاع، لن يكون كافياً التفكير في السلامة والأمن كوظيفة قائمة بذاتها. وفقًا لـ IDC، فإن التعامل مع السلامة والأمن كميزة تنافسية بدلاً من اعتبارها نفقات عامة إلزامية سيكون أمرًا حاسمًا لاستمرارية الأعمال. ويلزم التعامل معه باعتباره جزءا متكاملا من بنية أساسية أكبر متقاربة أو شديدة التقارب للحوسبة والاتصالات. وأولئك الذين لا يفعلون ذلك، لن يكونوا في الطليعة، وسيتأثرون بشكل سلبي.

 

بقلم : جاك أورايلي

مدير المبيعات الإقليمي لشركة دل تكنولوجيز

في منطقة الشرق الأوسط وروسيا وأفريقيا وتركيا