يتجه العالم سريعا نحو الاقتصاد الرقمي بينما تسعى دول كثيرة لتسريع تنفيذ استراتيجياتها للتحول الرقمي رغبة في اللحاق بركب الاقتصاد العالمي، وفي غمار هذا السباق تحقق مصر تطورًا كبيرًا على مستوى النمو الرقمي وفق ما يراه محمد أمين، نائب الرئيس الأول في شركة دل تكنولوجيز العالمية في منطقة الشرق الأوسط، وأفريقيا، وروسيا، وتركيا.
وقال أمين الذي يشرف على نشر استراتيجية نمو دل تكنولوجيز في أكثر من 70 دولة بالمنطقة، خلال مؤتمر عقدته الشركة ضمن فعاليات معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للتكنولوجيا Cairo ICT 2021، إن حماس تطبيق استراتيجيات التحول الرقمي انتقل من الحكومات إلى الشركات في دول المنطقة إذ أثبتت الاستطلاعات أن 8 من كل 10 شركات بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدأت بالفعل التحول نحو الرقمنة بسبب جائحة كورونا، آخذة في الاعتبار نتائج الدراسات العالمية التي تتوقع أن يصبح نصف حجم الاقتصاد العالمي رقميا بحلول عام 2030.
ومن جهتها، تقدم دل تكنولوجيز بالتعاون مع شركائها العالميين، حلولا متطورة للحكومات والشركات من أجل تسهيل عملية الانتقال الرقمي، بفضل استثمارات ضخمة تجاوزت 20 مليار دولار ضختها الشركة على مدار السنوات الثلاثة الأخيرة لتطوير تقنيات التحول الرقمي في عدة قطاعات وباستخدام الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وتكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات.
ولمساعدة المنطقة على قطف ثمار هذا التحول، يقود محمد أمين استراتيجية خاصة لدل تكنولوجيز تعطي الأولوية لثلاث ركائز أساسية، وهي الشراكة مع الحكومات لمساعدتها على الاستفادة من التقنيات المتقدمة بفعالية ولدفع النمو الاجتماعي والاقتصادي ودفع التقدم الإيجابي عبر الشركات والمجتمعات.
وكذلك مساعدة الشركات في المنطقة على قيادة تحولها الرقمي من خلال تحول تكنولوجيا المعلومات باعتبار التكنولوجيا عامل تمكين رئيسي لنمو الأعمال، وثالثا النهوض بمهارات تكنولوجيا المعلومات في المنطقة من خلال بناء بيئية أعمال قوية تقدم مبادرات متعددة ومؤثرة اجتماعيا.
ومع تسارع التحول من التجارب المادية إلى التجارب الرقمية المخصصة والمتكاملة، يؤكد محمد أمين أن البيانات ستكون بمثابة “عملة أساسية” وعنصر رئيسي يربط بين العالمين، بالنظر إلى أن 65% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي سيتم رقمنته بحلول عام 2022 وفقا لدراسة أعدتها مؤسسة IDC في العام الجاري عن مخرجات التحول الرقمي عالميا.
وفي هذا الإطار، لفت محمد أمين إلى أهمية “مركز التميز” الذي افتتحته دل تكنولوجيز في مصر قبل أكثر من 10 سنوات والذي عزز دور مصر عالميا كمحور لجذب الاستثمارات التكنولوجية، مؤكدا أن إجمالي عدد الموظفين المصريين بالمركز تجاوز حاليا نحو 1500 مهندس مقارنة بنحو 80 مهندسا فقط عند افتتاح المركز عام 2009.
وإلى جانب “مركز التميز”، تواصل دل تكنولوجيز تعظيم استثماراتها في مصر للمساهمة في توطين صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالبلاد ودعم تنفيذ استراتيجية الدولة المصرية للتحول الرقمي، الأمر الذي أدى إلى استحواذ الشركة على حصة 80% من حجم سوق تقنيات ومعدات تخزين البيانات في مصر، وفقا لإحصائيات مؤسسة “جارتنر” العالمية.
ولفت أمين إلى المشوار الذي قطعته مصر في تطبيق التحول الرقمي كان من بين العوامل التي ساعدتها على التكيف مع التغيرات التي رافقت جائحة كورونا، حيث تمكن القطاع التكنولوجي من استيعاب تحول مئات آلاف الموظفين والطلبة إلى العمل والتعلم من المنزل.