واصلت الليرة التركية تراجعها اليوم الثلاثاء متأثرة بتداعيات قرار البنك المركزي التركي الشهر الماضي بخفض الفائدة فضلا عن قوة الدولار الأمريكي مقارنة بعملات الأسواق الناشئة وهو ما زاد من الضغوط الهبوطية على العملة التركية.
وتراجعت الليرة التركية أمام العملة الأمريكية إلى مستوى قياسي يقترب من 10 ليرات لأول مرة.
و سجل الدولار الأمريكي 9.72 ليرة مقابل 9.017 ليرة لكل دولار أمريكي خلال تعاملات الأمس.
وذكرت وكالة بلومبرج أن الليرة التركية واصلت هبوطها بعد خسائر الأمس والتي شهدت مزيدا من الضغوط على سندات الخزانة الأسبوع الماضي التي أدت إلى ارتفاع عائدها على آجال عشر سنوات إلى أعلى مستوى له في أربعة أشهر.
وبدأت العملة الأمريكية موجة هبوط جديدة منذ سبتمبر الماضي وواصلت خسائرها خلال أكتوبر الماضي ونوفمبر الجاري بعد أن قام البنك المركزي التركي بخفض مفاجئ للفائدة بمقدار 100 نقطة أساس في 23 أكتوبر الماضي، وهي خطوة التي أثارت مخاوف بشأن التضخم ومكنت المستثمرين ذوي الدخل الثابت من تحقيق عوائد أعلى في الخارج.
وقال محافظ البنك المركزي التركي شهاب قوجي أوجلو أمام البرلمان التركي أمس الإثنين إن قرار خفض أسعار الفائدة الشهر الماضي جاء بعد تقييم عوامل الطلب التي يمكن أن تتأثر بالسياسة النقدية، وذلك رغم تسارع التضخم.
ونقلت بلومبرج عن بيوتر ماتيس ، كبير محللي العملات في مؤسسة إن تاتش كابيتال ماركت قوله بأن المركزي التركي جعل الليرة معرضة للخطر من خلال سرده للمعدلات المنخفضة على الرغم من ارتفاع التضخم وتسبب في عمليات بيع كبيرة أخرى على العملة التركية.
ونوهت الوكالة الدولية بأن الأسواق تشعر بالقلق إزاء التوترات الإقليمية المتزايدة وأثرها على مسيرة الليرة التركية، بعد أن أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوجان تحذيرا من هجوم عسكري محتمل على سوريا المجاورة، حيث يقاتل مقاتلو المعارضة المدعومون من تركيا هناك ضد القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد بحسب الوكالة.