يعقد زعماء دول مجموعة العشرين ثاني يوم من محادثاتهم في العاصمة الإيطالية روما اليوم الأحد حيث يواجهون المهمة الصعبة المتعلقة بتجاوز خلافاتهم بشأن كيفية التصدي لانبعاث الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض قبل قمة حاسمة تعقدها الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ.
وركز اليوم الأول من قمة روما بشكل أساسي على الصحة والاقتصاد بينما يتصدر المناخ والبيئة جدول أعمال محادثاتهم اليوم الأحد. وتمثل قمة روما أول اجتماع مباشر للزعماء منذ بداية جائحة كوفيد-19.
ومن المرجح أن يصاب علماء ونشطاء المناخ بخيبة أمل إذا لم يتم تحقيق انفراج في آخر لحظة لأن مسودات البيان الختامي لمجموعة
وتسهم مجموعة العشرين، بما يقدر بنحو 80% من انبعاثات الكربون التي يقول العلماء إنه يجب تخفيضها بشدة لتفادي حدوث كارثة مناخية.
ولهذا السبب يُنظر إلى اجتماعات روما على أنها نقطة انطلاق مهمة لقمة الأمم المتحدة للمناح التي تحضرها ما يقرب من 200 دولة
في غلاسجو باسكتلندا التي سيتوجه إليها معظم زعماء مجموعة العشرين مباشرة من روما.
يذكر أن رئيس الحكومة الإيطالي ماريو دراغي كان دعا في مطلع أكتوبر إلى “التزام مجموعة العشرين ضرورة حصر الاحترار المناخي بـ1.5 درجة مئوية” وهو هدف طموح منصوص عليه في اتفاق باريس للمناخ.
وأفاد تقرير لعلماء أوروبيين أن فرص نجاح تقنيات تجميع ثاني أكسيد الكربون من الجو للمساعدة في معالجة مشكلة الاحتباس الحراري محدودة ويتعين بذل مزيد من الجهود للحد من الانبعاثات.
فمع تزايد الحاجة للتصدي بشكل عاجل لمشكلة تغير المناخ، ينصب مزيد من الاهتمام على مقترحات اللجوء لتقنيات مناخية تتنوع بين رش كيميائيات في أعلى الغلاف الجوي لتخفيف أشعة الشمس إلى جمع وتخزين ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض.
وراجع المجلس العلمي الاستشاري للأكاديميات الأوروبية، الذي يضم أكاديميات علمية بالدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الأدلة العلمية المتعلقة بعدة خيارات لسحب ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي بواسطة ما يعرف بتقنيات الانبعاثات السلبية.
ومن أمثلة هذه التقنيات سحب ثاني أكسيد الكربون مباشرة واحتجازه تحت الأرض والتشجير وإعادة زرع الغابات.
وقال المجلس الذي يقدم المشورة للمسؤولين الأوروبيين إن هناك فرصاً محدودة لنجاح هذه التقنيات حقا في تجميع الكربون من الجو، كما أنها لن تواكب معدل الانبعاثات الذي تشير إليه بعض التوقعات المناخية مثل انبعاث كميات كبيرة مقدرة بالغيغا طن من الكربون سنوياً بعد عام 2050.
وأضاف المجلس في التقرير أن استخدام هذه التقنيات على نطاق واسع يعني تكاليف اقتصادية مرتفعة وستكون له آثار كبيرة على النظام البيئي للأرض والبحار.
وأفاد التقرير أن “التقنيات القادرة على سحب ثاني أكسيد الكربون من الجو ليست بالتأكيد علاجاً سحرياً، وهو ما يجب أن يقود أصحاب القرار إلى جهود جديدة لتسريع خفض الانبعاثات”.
وأضاف التقرير أن العالم سيحتاج كل الوسائل الممكنة للحد من الاحتباس الحراري وأن بعض هذه التقنيات يمكنها الإسهام في سحب ثاني أكسيد الكربون من الجو في الوقت الحالي.