قال رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا إنه لا يفكر حالياً في إجراء تغييرات على ضرائب الأرباح الرأسمالية في البلاد لأنه يُركّز على جوانب أخرى من أجندة السياسات.
متحدثاً عن ضرائبالأرباح الرأسمالية ببرنامج إخباري في تلفزيون “فوجي” يوم الأحد، قال كيشيدا: “هناك الكثير للقيام به قبل ذلك، ولهذا لا أُفكر في التعرّض لها حالياً”.
سوزوكي وزير المالية الياباني الجديد يُعالج التحفيز مع اقتراب الانتخابات
تعهد كيشيدا، الذي تم انتخابه لقيادة الحزب الحاكم في اليابان في بداية أكتوبر، بالإنفاق الحكومي بهدف التعافي من الوباء، وبناء “رأسمالية جديدة” تنتشر فيها فوائد النمو الاقتصادي على نطاق أوسع.
أثارت تعليقات كيشيدا السابقة حول رفع الأجور، ودعم زيادة ضريبة الأرباح الرأسمالية، التكّهنات بأنه كان السبب وراء تراجع الأسهم اليابانية خلال الأسبوع الماضي.
وفي البرنامج، قال كيشيدا إنه لا يريد التسبب في أي سوء فهم أو قلق لا داعي له من خلال التركيز فقط على ضرائب الأرباح الرأسمالية. أمام وزير الخارجية السابق، البالغ من العمر 64 عاماً، ثلاثة أسابيع لحشد الدعم لحكومته الفتية، قبل الانتخابات الوطنية بتاريخ 31 أكتوبر، والتي قد تحدد لهجة فترة ولايته.
وبعد شهر من سباق تنافسي مثير على موقع القائد الجديد لليابان، انتهت المعركة كما تنبأ الجميع نهاية الشهر الماضي . ويستعد فوميو كيشيدا، أكثر المرشحين للمنصب خبرة ووسطية، لأن يصبح رئيس الوزراء رقم مئة لدولة اليابان.
يرى المستثمرون في “كيشيدا” خيارا للاستمرار واستقرار الأحوال، سواء كان جيدا أم سيئا، كما أنه من غير المرجح أن يبث قدرا كبيرا من الحيوية في الأسواق.
في بداية السباق، أثارت فرصة تارو كونو في أن يفوز في الانتخابات فضول المستثمرين الأجانب والمتعاملين الأفراد في بورصة الأوراق المالية، إذ جذب اهتمامهم اتقانه للغة الإنجليزية وميوله الإصلاحية ومهارته في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
وكتب ناوهيكو بابا، الاقتصادي لدى مصرف “غولدمان ساكس” في تقرير له: “يحتمل أن تكون حركة أسواق الأسهم في عهد كيشيدا في أضعف أحوالها، خاصة أن آراءه الإصلاحية تبدو ضعيفة نوعا ما وأنه يتبنى موقفا حذرا في مسألة انضباط المالية العامة”.
جاء رد فعل أسواق الأسهم على فوز “كيشيدا” باهتا في بداية تعاملات اليوم الخميس، فلم تشهد حركة مؤشر “توبكس” تغيرا يذكر حتى الساعة 9:20 بالتوقيت المحلي لليابان.
ويتمثل التحدي القادم أمام “كيشيدا” في تقديم حزمة تحفيز جديدة للاقتصاد لا تُخيّب آمال المستثمرين، حيث تعهد بأن يتوخى السرعة والفطنة في سياسة الإنفاق، بينما يتعافى الاقتصاد من جائحة كورونا، وكرر وعده بعد فوزه بالانتخابات يوم الأربعاء، بإعداد حزمة تحفيز قيمتها عشرات التريليونات من الين الياباني قبل نهاية العام.
ربما يعيد مستثمرو البورصة النظر في أسهم شركات تشغيل القطارات وخطوط الطيران مع انتهاء حالة الطوارئ الأخيرة في البلاد نهاية الأسبوع الجاري، ويشجعهم على ذلك تأييد “كيشيدا” رفع قيود الحركة المرتبطة بفيروس كورونا وإعادة تفعيل برنامج تنشيط السياحة الداخلية “جو تو ترافيل” عبر تقديم خصم كبير على الرحلات.
استقرار وملل
سينبغي على “كيشيدا” في الأمد الطويل أن يُلمّح بموعد تغيير سياسات اليابان، حتى يعود تركيزها إلى ضبط الموازنة العامة، خاصة أنه تبنى مواقف متشددة في السابق بشأن ديون الحكومة، حتى أنه طرح فكرة أن اليابان قد تحتاج في النهاية إلى زيادة جديدة في ضريبة المبيعات بهدف تعظيم الإيرادات، رغم نفيه تطبيقها خلال العقد الحالي.