قدرت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، المخصصات الحكومية لتحسين جودة المياه في مصر والحفاظ عليها وتجديد مصادرها ضمن الخطة الاستراتيجية القومية للموارد المائية، بنحو 900 مليار جنيه.
وقالت السعيد إن تلك المخصصات توجه لتحديث وإعادة تأهيل نظام الري والاعتماد على نظم جديدة منها التحول إلى المحاصيل ذات الكفاءة المائية، وتبطين قنوات الري.
جاء ذلك خلال مشاركة وزيرة التخطيط في ورشة عمل افتراضية رفيعة المستوى بعنوان «ندرة المياه وسبل العيش والأمن الغذائي وحقوق الإنسان» والمنعقدة تحت رعاية مصر والإكوادور وفيجي والمجر والأردن والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وأشارت السعيد إلى أن الحكومة ضخت استثمارات كبيرة في إدارة وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة، فضلاً عن تعزيز حصاد المياه وتخزينها وتحلية المياه.
وتساهم هذه الجهود أيضًا في تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة بشأن القضاء على الجوع ومضاعفة الإنتاجية الزراعية ودخل صغار المزارعين، ولا سيما الهدفان الثالث والرابع، بحسب السعيد.
وذكرت أن قضية ندرة المياه وسبل العيش والأمن الغذائي وحقوق الإنسان لها آثار مهمة على حياة ورفاهية الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم.
جاء ذلك خلال مشاركة السعيد في ورشة عمل افتراضية رفيعة المستوى بعنوان «ندرة المياه وسبل العيش والأمن الغذائي وحقوق الإنسان» والمنعقدة تحت رعاية مصر والإكوادور وفيجي والمجر والأردن والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وأوضحت الوزيرة أن مصر معرضة بشكل كبير للتأثيرات المحتملة لأزمة المياه العالمية، خاصة وأنها دولة ذات كثافة سكانية عالية، وتكافح مصر بالفعل لمواجهة النقص المتزايد في المياه، بالاعتماد على مصدر واحد للمياه هو نهر النيل وهو يمثل 97٪ من مواردها المائية، ويقدر نصيب الفرد من إمدادات المياه السنوية في مصر حاليًا بنحو 560 مترًا مكعبًا، أي ما يقرب من 50٪ تحت خط الفقر المائي العالمي. بحلول عام 2025، ومن المتوقع أن ينخفض هذا إلى حوالي 500 متر مكعب.
وتابعت أن مصر أدركت منذ فترة طويلة حتمية الإدارة السليمة لموارد المياه لذلك شرعت في تنفيذ أجندة طموحة للإدارة المتكاملة للموارد المائية لتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة والأهداف والغايات الأخرى المتعلقة بالمياه، وتشمل هذه الأجندة الحصول على مياه الشرب النظيفة والصرف الصحي، وتحسين جودة المياه، ومعالجة ندرة المياه، من خلال تعزيز كفاءة استخدام المياه وإعادة التدوير وإعادة استعمال، كما تقوم مصر بتنفيذ إدارة متكاملة لموارد المياه على جميع المستويات، بما في ذلك التعاون في مجال موارد المياه العابرة للحدود.
وفيما يتعلق بمياه الشرب النظيفة والصرف الصحي، أوضحت أن الحكومة سعت منذ عام 2014 إلى جعل قطاع المياه والصرف الصحي أكثر إنصافًا واستدامة، وفي عام 2020، وصلت تغطية مياه الشرب المدارة بأمان إلى حوالي 99٪ من المواطنين، بينما تمت زيادة الصرف الصحي المدار بأمان من 50٪ إلى 65٪. وتم الاعتراف بتحسين خدمات الصرف الصحي للمناطق الريفية على أنه استثمار حاسم في الحق في الصحة والرفاهية للأجيال القادمة ومكون حيوي في القضاء على الفقر، كما استثمرت مصر بكثافة في مجالات معالجة ندرة المياه وتحسين جودة المياه من خلال تعزيز كفاءة استخدام المياه وإعادة التدوير وإعادة الاستخدام. وهذا يساهم في توفير العمل اللائق في النظم الغذائية كثيفة العمالة وتوفير الأمن الغذائي.
وأكدت السعيد أن الزراعة واحدة من أكبر قطاعات الاقتصاد المصري، حيث توظف ما يقرب من 30٪ من القوى العاملة وتوفر سبل العيش لـ 57٪ من السكان. ويأتي أكثر من 60٪ من الإنتاج الزراعي من الحيازات الزراعية الصغيرة، مما يبرز أهمية حماية صغار المزارعين.
وأشارت إلى مشاركة معظم النساء الريفيات في الأنشطة الزراعية، لا سيما تلك المتعلقة بالأمن الغذائي والإنتاج الحيواني، موضحة أن رؤية مصر 2030 تضمن تمكين جميع قطاعات المجتمع لبناء سبل عيش لائقة، من خلال تمكين الاستخدام المستدام لصالح الفقراء للموارد الطبيعية وخاصة الأراضي والمياه، حتى «لا نترك أحدًا يتخلف عن الركب».
وسلطت الضوء على مشروع تنمية الريف المصري مبادرة «حياة كريمة»، والذي يهدف إلى تطوير أكثر من 4200 قرية على مدى ثلاث سنوات، بتكلفة تزيد عن 30 مليار دولار أمريكي.
وتهدف هذه المبادرة الرئاسية إلى القضاء على الفقر وتوفير الخدمات الأساسية، بما في ذلك المياه والصرف الصحي.