واصل الريال اليمني هبوطه السريع مسجلا أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار في تعاملات سوق الصرف مساء اليوم السبت بمدينة عدن الساحلية جنوبي البلاد ليتجاوز الدولار حاجز 1200 ريال.
ويأتي انهيار الريال اليمني المتسارع رغم استمرار إغلاق محال وشركات الصرافة في مدينة عدن أبوابها أمام عملائها بشكل كامل منذ أسبوعين ووقف عمليات البيع والشراء العملات الأجنبية استجابة لدعوة جمعية الصرافين إلى إضراب شامل احتجاجا على تدهور سعر العملة والوضع الاقتصادي المتردي للبلاد بشكل عام وسط احتجاجات شعبية غاضبة على ارتفاع الأسعار السلع الغذائية.
وتظاهر السبت 25 سبتمبر، المئات في مدينة تعز وسط البلاد تنديداً بتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانهيار سعر العملة.
وطالب المحتجون بإقالة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والسلطة المحلية.
وكانت مناطق عدة في محافظات عدن ولحج وشبوة وحضرموت النفطية في شرق البلاد شهدت الأسبوع الماضي احتجاجات غاضبة تخللها إحراق إطارات سيارات وإغلاق شوارع وطرق رئيسية تنديدا بتردي الأوضاع
الاقتصادية والمعيشية وتدهور الخدمات.
وشهدت الاحتجاجات مصادمات مع قوات الأمن وسقوط خمسة قتلى بينهم جندي وعشرة جرحى، في محافظتي عدن وحضرموت.
ودعت الأمم المتحدة يوم الاثنين إلى تقديم دعم عاجل للاقتصاد اليمني للحفاظ على استقرار العملة المحلية المنهارة وتفادي انهيار كامل لمرافق الخدمات الأساسية في البلد العربي الفقير الذي تعصف به حرب دموية منذ سبعة أعوام.
وهذا أسوأ انهيار لقيمة الريال اليمني في تاريخه ومنذ بدء الحرب في البلاد قبل أكثر من ست سنوات ونصف العام.
لكن أسعار صرف الريال في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي بشمال البلاد لا تزال ثابتة ومستقرة عند 600 ريال للدولار، وفقا لمصادر مصرفية.
وقال شاهد لرويترز إن بعض شركات ومحلات الصرافة في عدن لم تلتزم بقرار وقف عمليات البيع والشراء العملات الأجنبية وتقوم بعمليات البيع والشراء لعملائها بسعر السوق السوداء من الأبواب الخلفية لشركاتها ومحلاتها فيما أبوابها الرئيسية مغلقة .
وحررت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في عدن سعر صرف الريال عام 2017 وأصدرت توجيهات للبنوك باستخدام سعر الريال الذي يحدده السوق بدلا من تثبيت سعر محدد.
وفقد الريال اليمني أكثر من ثلاثة أرباع قيمته مقابل الدولار منذ اندلاع الحرب في مطلع 2015، بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية في جنوب البلاد، وجماعة الحوثي التي تدعمها إيران وتسيطر على الشمال بما في ذلك العاصمة صنعاء.