تشكل القضايا البيئية والاجتماعية مخاوف تكاد تكون عالمية لكبار مصدّري الأوراق المالية لأسواق رأس المال في منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، وتركيا، وفقاً لنتائج الاستطلاع السنوي الذي يجريه بنك اتش اس بي سي.
إذ قال إجمالي 97% من المصدّرين في المنطقة ممن استجابوا لاستطلاع التمويل والاستثمار المستدامين لعام 2021 من HSBC بأنهم باتوا يولون اهتماماً أكبر بالقضايا البيئية والاجتماعية خلال العام الماضي.
وفي إحدى أبرز نتائج الاستطلاع، قال 45% من المصدّرين إنهم يرون بالفعل أثر التغير المناخي على عملهم أو نشاطاتهم أعلى بنسبة 7% فقط قبل عام مضى.
وقال جاريث توماس، المدير الإقليمي للخدمات المصرفية العالمية لدى HSBC في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا: “تعكس نتائج الاستطلاع ما نراه على أرض الواقع، إذ بات المصدرون والمستثمرون يقدرون التمويل المستدام. فالأجندة الخضراء باقية والتمويل المستدام محوري لحماية مستقبل كوكبنا.
ولابد أن يواصل كل من المستثمرين والمصدرين في الشرق الأوسط الانخراط في موضوع التمويل المستدام لتحقيق فهم أفضل لكيفية اغتنام الفوائد الاقتصادية فضلاً عن الفوائد البيئية والاجتماعية.”
ويشمل استطلاع HSBC السنوي آراء أكثر من 2000 جهة من مصدري أسواق مالية ومؤسسات استثمارية ومتخصصي أصول ومالكو أصول حول العالم، مغطياً 19 قطاعاً صناعياً.
وأظهر الاستطلاع أن 48% من المصدّرين في الشرق الأوسط يصنفون القضايا البيئية والاجتماعية على أنها “مهمة جداً”، وفي حين أن 6% فقط من المصدرين قد وضعوا أهدافاً لخفض انبعاثات الكربون لنسبة الصفر بينما يعمل 78% ليحذوا حذوهم.
كما يُظهر الاستطلاع أن اثنين من أكبر القوى المحركة وراء اهتمام كلا من المصدرين الإقليميين والمستثمرين بالقضايا البيئية والاجتماعية ، هو الاعتقاد ذاته أنه من الصائب الاهتمام بالعالم والمجتمع (42%)، جنباً إلى جنب مع زيادة المطالب التنظيمية لهم كي يهتموا أكثر (42%).
ويبين الاستطلاع ثلاثة عوامل واضحة تدعم هذه التأثيرات. بالنسبة للمصدرين، زيادة الضغط من قبل الموظفين (46%) والعملاء (40%) للاهتمام بهذه القضايا، مع المطالب التنظيمية (45%)، هي الأسباب الرئيسية التي تعزز انخراطهم والتزامهم.
أما بالنسبة للمستثمرين، فإن المطالب التنظيمية (36%) واعتقادهم أنه من الصائب الاهتمام (51%) تدعم بشكل رئيسي لماذا هذه المسائل مهمة، مع الاعتراف بأن اهتمامهم بهذه القضايا يمكن أن يحسن العائدات ويخفض المخاطر (42%).
ويقول حوالي خُمس المستثمرين في المنطقة إن لديهم سياسة يطبقونها في كل شركاتهم بشأن الاستثمار المسؤول أو مسائل الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، ويقول 36% إنهم ينوون تطوير إحداها.
على أية حال، يواجه المستثمرون في المنطقة بعض التحديات، التي قد تعيق تبنيهم لذلك الأمر. ويحتل المركز الأول لهذه المسائل نقص الخبرات وكفاءة الموظفين حيث يقول 44% من المستثمرين أن هذه مشكلة بالنسبة لهم، أكثر بنسبة 26% من العام الفائت.