قال وزير المالية في الحكومة المنصرفة في لبنان، غازي وزني، اليوم الثلاثاء، إن الحكومة الجديدة في البلاد ستوقع عقدا بشأن التدقيق الجنائي للبنك المركزي اللبناني في غضون بضعة أيام مع ألفاريز اند مارسال.
وشكل رئيس الوزراء نجيب ميقاتي حكومة جديدة يوم الجمعة، وجرى اختيار يوسف خليل وزيرا للمالية.
ووصل التدقيق إلى طريق مسدود العام الماضي حين انسحبت شركة تقديم استشارات إعادة الهيكلة ألفاريز اند مارسال في نوفمبر/تشرين الثاني قائلة إنها لم تتلق المعلومات التي تحتاجها من للبنك المركزي اللبناني .
ومثل قرار الانسحاب السابق انتكاسة بالنسبة إلى لبنان نظراً لأن التدقيق أحد المطالب الرئيسة للمانحين الأجانب لمساعدة البلد في تجاوز الانهيار المالي، في أسوأ أزمة يواجهها منذ الحرب الأهلية التي اندلعت بين 1975 و1990.
وأبصرت حكومة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي النور الجمعة، بعد عام على فراغ نتج عن انقسامات سياسية حادة وساهم في تعميق أزمة اقتصادية غير مسبوقة متواصلة في لبنان منذ عامين.
وتنتظر مهمات صعبة حكومة ميقاتي التي لن تكون قادرة على تأمين حلول “سحرية” تضع حداً لمعاناة اللبنانيين اليومية جراء تداعيات انهيار اقتصادي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.
ورحبت الولايات المتحدة الجمعة بتشكيل الحكومة، داعية إلى اتخاذ “إجراءات عاجلة” لإصلاح الاقتصاد المنهك.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس “ترحب الولايات المتحدة بالإعلان عن موافقة قادة لبنان على تشكيل حكومة جديدة بقيادة رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي، ما يبعث الأمل في اتخاذ إجراءات عاجلة لتلبية الاحتياجات الماسة والتطلعات المشروعة للشعب اللبناني”.
كما “رحّب” الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتشكيل الحكومة، وقال “إنها خطوة لا غنى عنها من أجل اتّخاذ تدابير طارئة ينتظرها اللبنانيون لإخراج بلدهم من الأزمة العميقة التي يجد نفسه فيها”.
وتلا أمين عام مجلس الوزراء محمود مكية مرسوم تشكيل الحكومة التي ضمّت 24 وزيرا لم يخوضوا بمعظمهم غمار السياسة من قبل، لكن عدداً منهم معروفون بنجاحاتهم في مجالات اقتصادية وطبية وثقافية وإعلامية.
وعلى الرغم من أن معظمهم لا ينتمون الى أي تيار سياسي علنا، لكن سمّتهم أحزاب وقادة سياسيون بارزون، ما يجعلهم محسوبين على هؤلاء، وفق محللين وسياسيين.
وجاءت ولادة الحكومة بعد 13 شهراً من استقالة حكومة حسان دياب إثر انفجار مرفأ بيروت المروّع في 4 آب/أغسطس 2020 الذي أدى الى مقتل أكثر من مئتي شخص وإصابة أكثر من 6500 بجروح، ودمّر أحياء من العاصمة، مفاقماً معاناة اللبنانيين الذين بات 78% منهم يعيشون تحت خط الفقر.
وبين الوزراء اختصاصيون على غرار وزير الصحة فراس أبيض الذي قاد عبر مستشفى رفيق الحريري الجامعي، جهود التصدي لوباء كوفيد-19، والأستاذ الجامعي ناصر ياسين، مدير مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية.
كما تضم سفيرين سابقين هما عبدالله أبو حبيب (وزيرا للخارجية) ونجلاء رياشي (وزيرة للتنمية الإدارية)، المرأة الوحيدة في الحكومة. بالإضافة الى الإعلامي جورج القرداحي.